أطاح الربيع العربي بالدكتاتور الثالث، وتجاوزت تأثيرات هذا الربيع المذهل لتشمل كافة أنحاء العالم، وأصبح الربيع العربي هاجسا يقلق حكومات الأرض من مشرقها إلى مغربها، لدرجة أن الصين منعت استخدام كلمة «الياسمين» في الإنترنت لارتباطها بثورة الياسمين في تونس، وأصبح العديد من طغاة العالم يتمنون أن ينتهي عام 2011 بسرعة قبل أن تقتلعهم رياح الغضب القادمة من ديار بني يعرب، وأظن أن بعضهم سوف يحتفل بليلة رأس السنة وهو يحتضن كرسيه ويمطره بالقبلات ثم يتمتم : «ما بغت تخلص ها السنة!».. وأخيرا لم يعد ثمة معنى لعبارة «فاقد الشيء لا يعطيه»، لأن العرب الذين فقدوا الحرية حتى نسوا أبسط ملامحها أصبحوا يقودون شعوب العالم في دروبها الوعرة!.
**
بعض منسوبي البريد السعودي يستغربون من الاتفاقية الموقعة بين البريد السعودي وجمعية حقوق الإنسان لنشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع عبر خدمة البريد الدعائي، فموظفو البريد يقولون: «جحا أولى بلحم ثوره»، لأنهم لم يستلموا حقوقهم الوظيفية المتراكمة لمدة 66 شهرا، حيث ضاعت حقوق «التسكين» بسبب خطأ موظف، ولم يتم التصحيح حتى هذه اللحظة.. فاقد الشيء لا يعثر عليه، لأنه مشغول بإرشاد الناس إلى مكانه!.
**
أحد الإخوة القراء يشتكي من نقص بل فقدان دواء مرضى باركنسون، فوالدته تتصلب أطرافها بين وقت وآخر، ويعاني خلال عملية نقلها إلى المستشفى، وهو يطالبني بكتابة مقال عن هذا الدواء المفقود.. ولكن المشكلة ليست في المقال، بل في فاقد الشيء الذي لن يخرج الدواء من المستودعات، بل سيتفرغ لكتابة رد يؤكد فيه توافر الدواء وأن كل ما نشر «لا صحة له»!.
**
شاب من المنطقة الشرقية لم يجد وظيفة إلا في مكة المكرمة فتشبث بها رغم ابتعاده عن والدته التي يرعاها، ابتسم له الحظ فجأة حين تلقى عرضا وظيفيا في إحدى جامعات الشرقية، ولكنه عجز عن نقل خدماته والحصول على إخلاء طرف من وزارة الصحة، رغم أنه حصل على كل الموافقات اللازمة، فالموقع الإلكتروني للوزارة يعمل بسرعة مائة سنة في الساعة والمعاملات في المكاتب تروح وتجيء دون أن تنتهي، وقد مرت أربعة أشهر كفيلة بفقدانه للوظيفة التي انتظرها طويلا.. أحيانا يفقد الإنسان الشيء وهو بين يديه لأن البيروقراطية لا تمكنه من الإمساك به فعليا.. حتى التخلص من الموظفين الذين لا يريدون الوزارة صعب جدا، فما بالك بمن ينتظر التوظيف من خريجي التخصصات الصحية؟! .**
المدارس الأهلية والعالمية أكثر الجهات إدراكا بحقيقة أن وزارة التربية والتعليم ليست فاقدة للشيء فقط، بل نسيت وجوده تماما.. فقد تحدت هذه المدارس القرارات الواضحة بزيادة رواتب المعلمين والمعلمات وقامت بتخفيضها!!.. أي كما يقول الشاعر بصري الوضيحي : «يا ليتنا من حجنا سالميني»!.. وكل من لا يعجبه التخفيض يتعرض للفصل التعسفي!.
**
موظف في إحدى المحاكم يشتكي من أن مبنى المحكمة الإدارية في مكة والذي تم افتتاحه قبل 6 أشهر بلا مواقف للسيارات تكفي الموظفين والمراجعين، وكذلك الحال بالنسبة لمحكمة الاستئناف في جدة.. ولا يخفى على أحد بأن الكثير من المباني الحكومية الحيوية تفتقد وجود مواقف لسيارات المراجعين، فهل يمكن أن يفسر ذلك بأنه تشجيع لفكرة القيام بالمراجعات عبر الليموزين أم أن مصممي هذه المباني يتوقعون أن يأتي المراجع على «سيكل»؟!.
رابط الموضوع
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...uDnli8.twitter