من المعلوم أن الأسرة هي وحدة المجتمع الصغير، وإذا هيئت لها عناصر التكوين السليم عقدياً وعقلياً وجسدياً أصبحت لبنة صالحة في البناء.
ولكن ومع ظهور التقنيات الاتصالية وانفجار الثورة المعلوماتية عبر وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة، وانتشار أماكن الترفيه كالمقاهي والاستراحات والأسواق ونحوه أضعف من ترابط الأسرة.
وأدت ظاهرة التباعد الأسري أو التفكك الأسري وما أشبهه، ونشوء بعض الفجوات بين أفراد الأسرة الواحدة، إننا في موضوعنا لا نعارض جل تلك الوسائل ولكن نحذر من مغبة الاستسلام لها لعواقبها الوخيمة التي من بينها ظاهرة التفكك الأسري
أسباب وجود التفكك الأسري مع فضيلة رئيس هيئة محافظة الدرعية الشيخ عبدالمحسن الشثري الذي بينها بالنقاط التالية:
1 الثقة الزائدة في الأبناء، وذلك بأن يتخلى الأب والأم عن متابعة الأبناء من قريب او بعيد، من باب الثقة بهم وبتصرفاتهم، وقد يؤيدون في هذه الثقة ولكن لابد من وجود متابعة أو على أقل الأحوال مشاركة في اتخاذ القرار.
2 كثرة الملهيات، فتواجه كثيراً من الملهيات قنوات فضائية، انترنت، مجلات,, وغيرها وما يدس بها من غث وسمين، لا يراعى فيها الجوانب الايجابية، أضف الى ذلك الآثار السلبية التي تعود بسبب ما تخلفه مشاهدة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية غير المفيدة من اشغال الأب والأم، وتشتيت اذهانهم، وبث العنف ونشره بين الأبناء.
3 عدم تحمل المسؤولية,
4 عدم صحبة الأبناء للآباء، فتهاون الكثير من الآباء في اصطحاب أبنائهم للزيارات العائلية والمناسبات يؤدي الى اللامبالاة من قبل الأبناء لذويهم وأقاربهم فينتج عنه عدم المعرفة بحقهم والقيام بواجبهم.
فضيلة مدير عام الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة حائل الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد الرضيمان الذي بين أسباب تصدع أركان الأسرة، ومن بينها:
1 عدم الالتزام بأوامر الله وعقوق الوالدين.
2 قطيعة الأرحام بسبب ما ينقل من كلام لا يقصد به إلا الفساد.
3 الطمع الذي يحصل بعد موت المورث، فيتنافس الأقارب على المادة ويتهاجرون بسببها.
4 جلساء السوء الذين لا يسعون في الاصلاح، وربما أفسدوا العلاقات بين الجماعة والأقارب.
5 المعاصي التي يفعلها بعض أفراد الأسرة، فتسبب نفوره من الآخرين حتى تتباعد القلوب.
6 أكل المال الحرام الذي نشأ عنه قسوة القلب، وبالذات الربا.
7 الطلاق سبب في فراق الأم لأبنائها والأب لأبنائه فيصبح الأبناء في حيرة من أمرهم، مما يجعل حياتهم الدراسية والاجتماعية عرضة للاخفاق.
8 ضعف الوعي الديني الذي أوصى به الله في محكم كتابه وأوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته قال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً وقوله تعالى: وبذي القربي واليتامى والمساكين والجار الجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تقاطعوا ولا تهاجروا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يهجره، ولا يسلمه، التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه .
الأم مدرسة إن أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
وبما أن المرأة نصف الرجل الآخر والمكمل له، وباعتبارها عنصراً مهماً في المجتمع، وبمثابة العمود الفقري في الاسرة ان أساس طرق التربية والمنهجية المتبعة والأنماط السلوكية التي كان الزوجان يتغذيان ويستمدان طريقتهما في التربية وأسلوب التعامل مع الأبناء منها لها الدور الأكبر في إيجاد ترابط الزوجين والأسرة من عدمه.
فالمشكلة الأولى تبدأ عندما يكون هناك اختلاف في التربية بين الزوجين، وذلك عندما تتفاجأ الزوجة مثلاً بالأسلوب الذي يتبعه الزوج ان لم يكن عاقلاً ومتزناً وصبوراً، وبالتالي تتسع الفجوة بينهما بسبب عدم التفهم والتفاهم والإقناع بأسلوب هادئ ومحبب فرضاً كأن يطلب منها زوجها ان تجلس مع اخوته وإلقاء التحية عليهم بحضور أفراد الاسرة الآخرين.
بعض الأسباب التي تؤدي الى التفكك الأسري ومن بينها:
1 شخصية الزوج، فبحسبها تحدد سلوك أفراد الأسرة، إذ ان خير الأمور أوسطها، والجمع بين الشدة واللين مطلوب فلا عنف مرعب، ولا ضعف مخل وممل، حتى تنشأ الأسرة على بصيرة ووعي.
2 هشاشة التربية التي يكون عليها الأبناء وضعفها بسبب الدلال الزائد عن حده.
3 الفوارق العلمية والثقافية بين الزوجين، يتولد من خلالها الشعور بالنقص لدى أحدهما، ومن ثم تنشأ محاولة الاستعلاء من أحدهما على الآخر وبالتالي يحصل الشجار.
4 عدم تنازل أحد الزوجين عن بعض قناعاته في سبيل ارضاء الآخر، كما تؤكد على ان الزوج والزوجة هما المحور الأساسي للقيام بدور الرابط للاسرة ككل.
فوائد الترابط الأُسري
وحول النتائج الطيبة والآثار الحميدة التي تعود جراء تماسك الأسرة وترابطها سجل فضيلة مدير عام الرئاسة العامة بمنطقة الجوف الشيخ صالح بن عبدالله الخليف الانعكاسات الإيجابية مجملاً إياها بما يلي:
أ نتائج إيجابية على الفرد في حال الجو الأُسري السليم، مع قيام الأسرة عموماً بدورها المطلوب، وهي:
1 أنه يتيح للابن الجو الملائم للتنشئة السليمة متأثراً بما عليه الاسرة من الخير والتشبه بوالديه ومحاكاتهما في أقوالهما والتأثر بما يراه ويشاهده منهما.
2 توفير الرعاية الإيمانية له التي تربطه بربه سبحانه وتحرره من اهوائه وشهواته.
3 تشبع حاجاته الضرورية التي تكمل توازنه وتنمي شخصيته، كحاجته الى العبادة، والأمن، والاحترام، والمحبة، والانتماء وغير ذلك.
4 توفير الرعاية الجسدية والصحية من اهتمام بمأكل ومشرب وملبس وصحة ونظافة ونوم.
5 الرعاية العقلية، من خلال حثه على العلم وزيادة تحصيله العلمي ومتابعته وتشجيعه.
وعلى عكس ذلك يحصل له الانحراف والضياع والبحث عن قرناء السوء ليجد عندهم ما فقده في أسرته فيقع فريسة للمخدرات وغيرها.
ب النتائج الإيجابية التي تعود على الأسرة من تماسك أفرادها:
1 تتيح فرصة للوالدين لمراقبة الأولاد وتقويم أخطائهم وتوجيههم ومناصحتهم، مما يعينهما على تربيتهم التربية الإسلامية المنشودة وأداء ما حملوا من أمانة ومسؤولية، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة الآية, وقال صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
2 ان صلاح الأسرة يعتبر بمثابة قدوة ونموذج مثالي يحتذى به من قبل الأسر الأخرى، وهذا بلا شك يمهد لإقامة مجتمع مثالي، لأن الأسرة وحدة المجتمع الصغرى، إذا تهيأت لها عناصر التكوين السليم عقدياً وعقلياً وجسدياً، اصبحت لبنة صالحة في البناء.
ج النتائج الإيجابية التي تعود على المجتمع جراء تماسك الأسرة:
انها تجعل المجتمع قوياً في جميع نواحي الحياة، ثابتاً مزدهراً, والعكس من ذلك حين تتفكك الأسرة يضعف المجتمع ويتفرق أفراده، ويغرق في الأهواء والشهوات، وتطغى عليه النزعة المادية وتعمه الأنانية وتنحل عرى الأخلاق وتنطلق الغرائز البهيمية، وبالتالي يتيه المجتمع في سبيل الغي والضلال والضياع ويقع في التبعية والتخلف والهزيمة، قال تعالى: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس .
واتمنى حياااه سعيده للجميع ..
احترااامي لكم ..
اخوكم رحـــــــــــــاااال...