بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة العملية سواء الإدارية منها أو الميدانية للنواحي الفنية .. كل هذه باتت من الأمور التي يألفها الإنسان الذي يدير مجريات الأمور الإدارية ، ويعرف أن الإدارة علم يطلع عليه الإنسان ليطبق ما يتماشى مع طبيعة الأعمال بقدر الإمكانية الفكرية والآلية ، وأيضاً الثقافة العامة في المنطقة التي ينطلق بها من هذا العمل ، لذا نجده يختار أحد مدارس النظريات الست , ويعيد خطواتها بالتعديل الذي يحفظ الجوهر ، ويتمشى مع المتطلبات . أما إذا رغبنا أن نناقش الجزء اللصيق من الإدارة على أنه فن مع العلم ، فسوف لن نخرج عن الأساسيات والتي تتحدد في الناحية البشرية ونعنى بها السلوكيات التي تتعامل بها الإدارة مع أفراد المنشأة أي كانت بعيدة عن تقمص شخصية الاحترام من طرف واحد أو استخدام الرعب الوظيفي الذي يجعل العاملين على رأس العمل تحدد أعمالهم في كيفية إرضاء الإدارة العليا دون أن يكون هناك مبدأ للعمل . أو نظام للإطار العام فيما تم تحديده ليتناسب مع المنطقة والعاملين والمستفيدين من هذه الخدمات بأنواعهم واختلاف أديانهم ، وعاداتهم وتقاليدهم التي يعتزون بها ، كل هذه الأمور يمكن أن يتم أجراء الضوابط عليها من منطلق السلوكيات الحميد والتي يتعامل بها الأفراد مع الآخرين ، وإذا خرجت تلك السلوكيات عن هذا التعامل بسبب الإخفاق أو عدم التدريب الجيد أو للمفارقات الكبيرة بين الأفراد فهذا سوف يكون مردودا سيئاً لبعض الحالات باعتبار أن المفارقات بين الأفراد تعطى أحيانا انطباعا جيداً لدى الآخرين إذا أحسنوا التعامل ، إلا أن البعض ينطلق بالإساءة في نوعية الخدمات مما يعكس عدم الرضا .
فتنتشر وترحل بين الأفراد .. وهذا يجعل البعض يتحدثون بهذه الإساءة انطلاقا مما سمعوه . ويمكن للفرد أن يحكم سريعاً على مواضيع محدده عما إذا كانت الإدارة العليا للمنشأة تمتاز بعلاقة جيدة مع أفرادها , أم أن العلاقة مبنية على الإهمال ، والاستهتار من القمة حتى القاعدة ، كما أن الفرد يمكن أن يدرك عما إذا كانت الإدارة العليا غرست الرعب الوظيفي والتهديد للموظفين ، وذلك بملاحظة الموظفين الذين ينقسمون على أنفسهم .. فالبعض لديه المقدرة للوصول لصاحب الرعب الأكبر وتسوية أموره ، لذا نجده لا يهتم كما نجده يترأس المجموعة في استقبال الحالات ومعالجتها عن طريق الوساطة الإدارية حين وجود الإهمال ، والبعض الآخر يستخدمون ذكائهم في تقديم هذا الزميل لمثل هذه الحالات وأحيانا ً لمتطلبات عملية أو خاصة ..
أما الفئة الأخرى والتي تعمل من طرف واحد .. فكل أعبائهم اليومية عبارة عن صورة كبيرة لمسئول الرعب ، فنجدهم متحفظين بالتعامل ، ويتكلمون بلغة الجهاز البعيد عن الحالات الإنسانية والتي قد تسبب لهم بعض المتاعب .. لذا نجد الموظف يتعلق بالنظام ويتخاطب مع الآخرين على أن الآلة التي أمامه هي مصدر المعلومات العلمية والعملية بعيداً عن الابتسامة أو العطف على الحالات الأخرى ، أو استخدام المنطق المعقول لحالات لم ترد بالصورة الواضحة ويمكن ترجمتها ومعالجتها لخدمة الآخرين .
وتدور الفئة الأخيرة من الموظفين في موقعها حيث تمثل انفصام شخصية العمل من فرد لآخر حسب الحالات التي يعشها الأفراد داخل نفوسهم , ومن منطلق تفكيرهم ونسبة الرعب الذي يعيشه كل واحد باعتبار أن الرعب قد تجزأ بسبب الحالات التي اطلعنا عليها .. لذا نجد هذه الفئة من الموظفين غير قادرين على تحديد شخصياتهم الوظيفية لإدراكهم للمحسوبية من جهة والتعليمات التهديدية والتي تسبق التنفيذ من الجهة الأخرى .
ويحتار الرؤساء بين رغبة العطاء ، ورغبة أن يعيشوا حياتهم الوظيفية بتوزيع العمل لكافة الموظفين مع الاحترام المتبادل .. إلا أن الأمور الإدارية المذكورة تجعلهم يتراجعون في التعامل مع البعض لمعرفتهم الأكيدة أن هذا الموظف خلفه صاحب القرار ، أما الموظفين الآخرين والذين لا معين لهم في العمل اليومي المحدود فإنهم يتلقون التعليمات من عدة جهات , وعليهم أن يقوموا بأعباء الموظفين الآخرين والذين لم يستطع رئيسهم المباشر أو من يترأسهم مناقشتهم إدارياً أو فنيا ً .
وتنطلق الهمسات ، والأحاديث الجانبية التي تبدأ في العمل ويجتمع عليها البقية في سهراتهم الليلية .. فيعيشون داخل إطار العمل المعنوي في كل الأوقات , إضافة للحالات النفسية التي يعيشها بعض الموظفين , لأن البيئة الوظيفية صالحة لهذه الأمراض التي تعكس على العاملين ، كما أنها تساهم في غياب الذهن للأعمال التي تستوجب حضور الفكر أثناء تقديم الخدمات .
إن المثل والحكمة الإدارية والتي تقول .. ( لا يوجد بيننا من هو أذكى منا ) نلاحظها في مجتمعاتنا ، وحياتنا الوظيفية ، والمرحلة التعليمية ، لذا من السهولة بمكان أن يكتشف المراجع في الموقع الذي حضره نوعية الإدارة التي تتعامل مع الأفراد ، وحياة الموظف العملية ومدى استقرارها من خلال مراجعته وما تظهر له من تصرفات وسلوكيات يقوم بها الأفراد .. وحيث أن الذكاء يتوزع لدى الآخرين بالنسب المختلفة ، فإنه من السهولة أيضا أن يعرف المراجع صاحب الرعب الوظيفي .. ليستعين باسمه لدى الآخرين ، فيعلن أنه صديق لصاحب الرعب أو أنه يستخدم تهديد الشكوى لاحقاً ، أم أنه من أصحاب الأصوات الكبيرة والتي تزعج الآخرين ... تلك حالات تسبب بها صاحب الرعب الوظيفي والتهديد ، لأن الموظفين عاشوا حالاتهم المختلفة دون أن يجتمع موضوعهم تحت سقف واحد إلا سقف من أين تأتي الضربات .. فكان من حق المراجع أن يرى الجميع قد أبدى استعداده للخدمة خوفاً ورهبه من العقاب الأعمى الكبير.. وتصعد المواضيع كلها عالية لتعود بثقلها على الموظف الصغير دون مراعاة ومناقشة ، ومعرفة الأسباب الحقيقية والتي يعرف كل مراجع أن سبب هذا الانبعاج الذي ينتهجه الموظف الصغير ألا أن المتسبب به المدير الخفي بواسطة الآخرين فكان مرضاً أنتقل للكثير من القياديين ..
منقول
ولكم التحيات
رد مع اقتباس