[glow1=FFFF00]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، إلى إخواني .. أحمد الله إليكم الذي لا إله هو .. و أكتب لكم من سرير الموت .. و ساحات المنايا .. و ما هي إلا لحظات و تخمد أنفاسي .
أكتب لكم .. و الحال غير الحال .. و لست أنا مما أنتم فيه من شيء .. القلب محترق .. و الدمع مندفق .. و الكرب مجتمع .. و الصبر مفترق .. كيف القرار على من لا قرار له ؟!! .. مما جناه الهوى و الشوق و القلق !! ..
يا إخوتاه .. آه .. ثم آه .. ثم آه لو تعلمون بحالي !! .. حان الموعد .. بلا سابق إنذار ولا إنتظار !! . و قد أصبحت لكم مفارقاً .. و لسوء عملي ملاقياً .. و على الله وارداً .. و لكأس المنية شارباً .. و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها ؟!! .. أم إلى النار فأعزيها ؟!! .
فياليت قومي يعلمون ..
إخواني .. لقد كنت على شاكلتكم .. بين زوجتي و صغاري .. بين أحبابي و أصحابي .. بين أمي و إخواني .. فجاء الموعد على غير ميعاد .. نعم .. لقد صرعني الموت .. و لهذا المصرع فليعمل العاملون ..
الساعة أفارقكم .. إما إلى جنة و إما إلى نار !! ..
سفري بعيد و زادي لن يبلغني .. و قوتي ضعفت و الموت يطلبني .. ولي بقايا ذنوب لست أعلمها .. الله يعلمها في السر و العلن ..
ماهي إلا أيام و يطويني النسيان .. كما طوى الذين من قبلي .. ستنسون إسمي .. و سينقطع خبري .. و كأني يوماً ما لم أكن بين أظهركم !! .
و ليس الأمر ينتهي إلى هذا الحد .. لكنني سأنتقل إلى دار الجزاء و الحساب .. فوا حر قلباه .. كيف الجواب ولا جواب ؟!! ..
معشر الرفاق .. إنه ليس بطريقي وحدي . إنه طريقنا جميعاً !! . ستلحقون بي عما قريب .. و لكم مصرع مثل مصرعي هذا ..
فخذوا لأنفسكم العدة . و اعملوا على مهل .. و كونوا من الله على وجل .. ولا تغتروا بالعمل .. و نسيان الأجل .
ولا تركنوا إلى الدنيا فإنها خداعة غدارة ذمها خالقها !! .. كثيرة بوائقها .. أما جديدها فيبلى .. و أما ملكها فيفني .. و أما عزيزها فيذل .. و أما كثيرها فيقل .. ودها يموت .. و خيرها يفوت ..
فخذوا مني العبرة .. فلكل واحد منكم كأس ينتظره مثل الكأس الذي تجرعت [/glow1]