غَابَ سَاعِي البَرِيْدِ
وَأَيَّامُهُ المُغَطَّاةُ بِالتَّرَقُّبِ والانتظار
وَخَطَوَاتُه المُتَرَّبةُ…المُتْعبة
غَابَ، وَلا نَدْرِي أَيْنَ ذَهَبَتِ الرَّسَائِلُ!
وَلَعَلَّنَا كَبِرْنَا، وَنَسِينَا،
لَكِنَّ المَكْتوبَ هُنَاكَ،
المَكْتُوبَ المطْوِيَّ عَلَى وَجَعٍ لَمْ يَكْبُرْ..
وَالدَّهْشَةُ مَا زَالَتْ بِكْرًا!
وَنَنْظُرُ، فَنَرَى عُصْفُورًا يَحْمِلُ
أَوْرَاقًا، فَنَظُنُّ بَأَنَّ العصْفُورَ
صَدِيْقُ الغَائِبِ،
وَنَنْسَى أَن ثَمَّةَ أَخْبَارًا بَيْضَاءَ
بَقِيَتْ فِي سَوَادِهَا..
لِمَاذَا غِبْتَ أَيُّهَا السَّاعِي الذِي
كُنْتَ تُحْضِرُ لَنَا أَهْلَنَا أَجْمَعِينَ
فَنَبْكِي كَمَا يَنْبَغِي.. وَنَبْكِي كَمَا يَشَاؤونَ.