الله اكبر... هذا من قدرة الله في خلقة ودرس انه لا يأس مع الحياة ولاحياة مع اليأس!!
امرأة بنصف جسد تنجب مرتين
روزماري مع زوجها وابنيها
خرجت روزماري سيغينز إلى الحياة وهي تعاني من حالة نادرة، حيث ولدت بدون الجزء السفلي من العمود الفقري ومنطقة الحوض؛ كما أن أسفل جسدها تعرض للبتر عندما كانت طفلة صغيرة لكي تظل على قيد الحياة - وبالتالي أصبح لديها نصف جسد فقط.
وصارت تمشي على يديها اللتين حلتا محل رجليها، مستخدمة لوح تزلج يجره زوجها ديفيد وهو ممسك بيدها.
وفي حين أن طول زوجها ديفيد يبلغ خمسة أقدام وعشر بوصات، فإن طولها هي لم يتجاوز القدمين وست بوصات. وبرغم هذا كله، فقد أصرت روزماري على إثبات خطأ تقديرات الأطباء من خلال إصرارها على الإنجاب - ذلك أنها عندما قررت هي وزوجها ديفيد أن يكون لديهما أطفال، أكد لهما نصف الأطباء أن ذلك يعد ضرباً من المحال؛ إذ لم يسبق إطلاقاً لمريضة مصابة بمثل حالتها أن أنجبت. أما تقديرات النصف الآخر من الأطباء، فقد أشارت إلى أن روزماري ستدفع حياتها ثمناً لمغامرتها إن هي أقدمت على الولادة.
ولعل من حسن الطالع أن كل تأكيدات الأطباء وتقديراتهم كانت خائبة ولم تكن صائبة. فقد أنجبت روزماري ابنها لوك الذي يبلغ عمره حالياً سبع سنوات؛ وهو أطول منها بنحو 18 بوصة.
بيد أنها عندما حملت مرة أخرى، كانت توقعات الأطباء أسوأ بكثير من ذي قبل.
فقد أفادوا بأنه عندما يقترب موعد الولادة، قد يتهتك الرحم في مكان الولادة القيصرية الأولى؛ وسوف لن يكون هنالك أي وقت يكفي لإنقاذ الجنين.. أو الأم.
وبدا أن تقديرات الأطباء كانت دقيقة؛ حيث هرع بها ذووها إلى المستشفى مرتين وهي تعاني من ألم ممض في البطن والصدر مع الصعوبة البالغة في التنفس؛ مما دفع الأطباء إلى الإعتقاد بأنها أصيبت بمرض قلب من شأنه أن يودي بحياتها.
بيد أن المصائب لاتأتي فرادى كما يقولون - فقد ازدادت الأمور سوءا على سوء عندما توقف الجنين عن النمو. وبكل حال واصلت روزماري حملها بصورة أو بأخرى حتى الأسبوع الخامس والثلاثين وهو الموعد الذي حدده الأطباء لتوليدها في مستشفى بنروز سانت فرانسيس في كلورادو سبرينغ - القريب من مسقط رأسها في بويبلو في كلورادو.
أفاقت روزماري سيغينز وكان الألم يعتصرها كما أنها كانت مصابة بالدوار والغثيان عندما تنامى إلى أسماعها صوت الممرضة وهي تقول لها: «إن مولودتك الجديدة جميلة وحلوة وهي الآن مع زوجك». وبعد ذلك التفتت الممرضة نحوها وقالت لها مستدركة: «وبالمناسبة، لقد اضطررنا لاستئصال الزائدة الدودية والمرارة».
وماهي إلا دقائق معدودات حتى كحلت روزماري ناظريها برؤية وليدتها شيلبي لأول مرة وكان وجهها الدقيق الرقيق مخفياً خلف قناع بلاستيكي يستخدم للتنفس.
وقد كان وزنها لحظة ولادتها حوالي 2 كيلوجرام.
وأدركت روزماري أسباب الآلام المبرحة التي كانت تعاني منها - ذلك بينما توجد الزائدة الدودية لدى معظم الناس في منطقة الخصر فإن الزائدة الدودية لديها توجد تحت القلب لأنه باختصار ليس لديها خصر. وعندما فتح الأطباء بطنها للولادة، اكتشفوا وجود مشكلة في الزائدة الدودية هي التي كانت سبباً في ألم الصدر. أما الأكثر إيلاماً فقد كان بسبب المرارة الموجوده أعلى الرحم.. وبسبب رفس شيلبي عليها. وهكذا تم استئصال الزائدة والمرارة.
عندما كانت روزماري طريحة الفراش قبل الولادة، أرسل إليها زملاء لوك في الصفين الثاني والثالث بطاقات تحمل تمنياتهم لها بالسلامة. وكان لتلك البطاقات عميق الأثر في نفس روزماري. وبعد أن ولدت شيلبي، أخذتها أمها إلى المدرسة التي يدرس فيها لوك وأعربت عن شكرها لمن أرسلوا إليها البطاقات.
وتقول روزماري إنها تدرك أنه سيأتي اليوم الذي تتحقق فيه شيلبي من أنني «مختلفة عن غيري من الأمهات. وتحدثت في هذا السياق قائلةً: «إن أنسى لا أنسى ما قاله لي لوك عندما كان في الثانية من عمره. فقد سألني في براءة: أماه، هل تجلسين فوق رجليك؟ أين رجلاك؟ ثم سحب قميصي وقال: لابد أنهما مختبئتان في مكان ماهنا. وعندما أعياه البحث عنهما دون جدوى، تساءل في حيرة من أمره: أين رجلاك أماه؟.
وعندما سألت روزماري صديقتها لاسي عما ينبغي أن تفعلة شيلبي عندما تكبر بخصوص تنظيف بشرتها، ولاسيما الساقين، أجابت لاسي بأنها سوف تساعد شيلبي في هذا الخصوص.
اس