إنجازاتنا وأعمالنا المميزة تجعلنا متعطشين لسماع كلمات الثناء التي تتطرب أسماعنا وتدغدغ فينا غرورنا وتشعرنا بالإمتياز
حتى لو كان الهدف سامي والعمل في الخير
ولكن ..........مازلنا نحب الثناء ........أليس كذلك؟؟؟
فإذا لم نجد الثناء نشعر بالإحباط حتى لو كان عملنا لوجه الله
هذه حقيقة وواقع نعيش فيه إلا مارحم ربي
تعالوا معي أخوتي لنقلب تاريخ الخير والإيمان المسطر بحروف من نور لنقارن أنفسنا وتفكيرنا بتفكيرهم وإيمانهم ......بل بإخلاصهم.
هل نحن نعرف جميع الصحابة رضوان الله عليهم؟؟؟
هل نعرف إنجازاتهم جميعاً؟؟؟
كم نعرف منهم ؟
50 أم 100 أم أكثر
هل تعلم أن الصحابة في غزوة حنين كانوا 10آلاف صحابي؟!
فلماذا لم تعرف أسماء الباقين؟
ليس لأنهم لم يكن لهم دور فعال في الإسلام ولكن لأن الله لم يبتليهم كما ابتلى الباقين بالشهرة أو ذياعة الصيت.
إنهم... الأخفياء
إنهم... الأتقياء
إنهم... الأنقياء
هل كان ينتظر الواحد منهم مؤتمراً صحفياً يظهر فيه – بنفسه - لكي يصرح أن سيادته هو الذي قام بأول خطوة نحو التفكير في إمكانية تحديد موعد لمناقشة المشكلة التي تؤرق حياة البشر ألا وهي تخفيض سعر كروت الشحن للهاتف المحمول أو أنه الذي كان السبب المباشر في تغيير حال وصاحب اتخاذ القرار الجرئ بإذاعة مباريات كأس العالم على القنوات الأرضية!!!!!
إنهم الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب الأتقياء الأخفياء، الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفقدوا قلوبهم مصابيح الهدى، ينجون من كل غبراء مظلمة»
إنهم الجنود المجهولون
إنهم الصورة المثالية للإخلاص والتضحية
وما قصة صاحب النقب منا ببعيد وهي باختصار:
حاصر المسلمون حصنا في إحدى غزواتهم إلا أن هذا الحصن لم يفتح.. فقام قائد جيش المسلمين (مسلمة بن عبد الملك) مناديا.. من منكم سيدخل النقب (وهي فتحة إلقاء الفضلات والقاذورات إلى الخارج) فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن فيفتحه ويكبر فيدخل جند الإسلام منتصرين بإذن الله.
فخرج رجل ملثم وقال أنا من سيدخل النقب.
تقدم الرجل من الحصن ودخل النقب وسمع المسلمون صوت التكبير ورأوا الباب يفتح فدخلوا وفتحوا الحصن. يقف قائد المسلمين وينادي صاحب النقب ليخرج له.. إلا أنه لم يخرج أحد.. فيقف في اليوم التالي وينادي.. ولكن أحدا لم يخرج.. فيقف في اليوم التالي ويقسم على صاحب النقب بأن يأتيه في أي وقت يشاء من ليل أو نهار.
وبينما القائد جالسا في خيمته إذ يدخل عليه رجل ملثم.. فيقول مسلمة: هل أنت صاحب النقب.. فيرد الرجل: أنا رسول منه وهو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه.. فقال مسلمة: ما هي.. فقال الرجل: أن لا تكافؤه على فعله، وأن لا تميزه عن غيره من الجند، وأن لا ترفع اسمه للخليفة.. فقال مسلمة: له ما طلب.. فأماط الرجل اللثام وقال أنا صاحب النقب.
فكان مسلمة يدعوا بعدها: ربي احشرني مع صاحب النقب.
إنهم أناس يسيرون على الأرض
ارتقت قلوبهم حتى ارتبطت بخالقها
وارتفعت جباههم حتى لامست السحب
فصاروا لا يرون أحداً من البشر
هدفهم واضح... رضا الله وفقط
طالما أن عملهم لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله
لا يضرهم إن أثنى الناس على عملهم أم لا
يود الواحد منهم لو تنشق الأرض وتبتلعه ولا يراه أحد من البشر وهو يعبد الله أو يدعو إليه
يجهلهم الناس..........
ويكفيهم أن الله يعلمهم
هذا هو الإخلاص نسأل الله أن يرزقنا إياه
وكم نزهو بمانقوم به من إنجاز وننسي أن مافعلناه إنما هو بتوفيق الله لنا فكيف نفرح بثناء الأخرين بشيء يسره الله لنا
لابد عندها أن نخجل ونثني على الكريم الذي وفقنا لذلك فهو سبحانه من لانحصي ثناء عليه ولو حرصنا
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل كثير المال . . .
فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال بلى يا رب. قال: فماذا علمت فيما علمت؟
قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله له: بل أردت أن يقال إن فلانا قارئ، فقد قيل ذاك.
ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال بلى يا رب.
قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة له كذبت، ويقول الله تعالى: بل أردت أن يقال فلان جواد وقد قيل ذاك.
ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له: فيماذا قتلت؟
فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقول الله تعالى له كذبت، وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تعالى: بل أردت أن يقال فلان جريء، فقد قيل ذاك، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة: "أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة".