منتخب الأحلام غيّر الأفكار وكسب الاحترام
مرة اخرى نقلب مع الامير الشاب والقائد الناجح الامير نواف بن فيصل رئيس وفد المملكة الى بطولة كأس الامم الاسيوية التي تختتم غداً في جاكرتا العاصمة الاندونسية نقلب معه اوراق الاخضر ماضياً وحاضراً او مستقبلاً ونحاول الوصول الى السر الذي ادى الى حدوث هذا التحول في مسيرة الكرة السعودية وكيف ينظر الى النهائي امام منتخب العراق وكيف كانت مباراة اليابان معهم. وما الذي سيعمل للحفاظ على هذا الفريق وما هو رده على الانتقادات الموجهة للفريق والمدرب وغير ذلك من الامور.
* سمو الامير مع وصول الاخضر الى نهائي كأس آسيا للمرة السادسة بهذا الفريق الشباب هل نستطيع القول بأن العيال كبرت؟
- بل قل ان الشباب قد نضج سريعاً واشتد عوده وقوي ساعده وازداد عطاؤه واصبح فريقا يقتدى به ويفاخر به ويراهن عليه في الاوقات الصعبة ولم يخب ظني حينما اطلقت عليه فريق الاحلام (دريم تيم) الذي سيخدمنا بحول الله وقوته لسنوات طويلة قادمة وليس لكأس العالم 2010 وحدها ولقد تشرفت في سنوات عملي في قطاع الشباب برئاسة وفد المنتخب في عدة دورات وبطولات وكان هذا الفريق هو الافضل روحاً وتكاملاً وعطاء وكانوا كباراً بعطائهم رغم صغر سنهم واشاوش بقتالهم وروحهم داخل الملعب رغم حداثة تجربتهم الكروية في هذه البطولة وبهذه المناسبة السعيدة علينا ان نرجع الفضل لاصحابه فالحمد والثناء لله المسير والمدبر والمعين والشكر لولاة امرنا وقادة مسيرتنا المباركة ممثلة بمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين الذين غمرونا بحبهم ورعايتهم ودعمهم فقد كانوا معنا لحظة بلحظة وخطوة بخطوة مؤازرين ومعاضدين مما سهل علينا كثيراً من الامور ومهد لنا الطرق لأن نلعب ونبدع ونفوز ونتطور والشكر هنا موصول لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب الامير سلطان بن فهد والجماهير الوفية الذين لم يبخلوا علينا بشيء وكانوا القوة الدافعة الى العطاء المميز سائلاً الله ان تكون لهم فرحة الختام بالبطولة مع هذا الفريق البطل.
* لكل مباراة ظروفها وحساباتها فكيف كانت مباراة نصف النهائي مع منتخب اليابان؟
- بلاشك كانت مختلفة تماماً عما سبقها من المباريات كونها تجمع بطلي آسيا السابق المنتخب السعودي والحاضر المنتخب الياباني الذي اتى الى البطولة مدعجاً بخبرة لاعبيه وقوة اعداده والسمعة الكبيرة ولكل عبارة مما ذكر دورها الفاعل في رفع معنويات الفريق وكنا نحن نعلم هذا جيداً عن الفريق الياباني فأعددنا له ما يستحق من التجهيزات انطلاقاً من احترامنا لخصومنا جميعاً فقابلناه ببأس شديد وعزيمة لاتلين مستمدين العون من الله والدعم من ولاة امرنا وجماهيرنا الوفية فكنا نحن المنتصرين وكنا نحن الفائزين ولا اخفيك سراً اذا قلت بانه كان لهذا الفوز معنى وله طعم آخر لدينا جميعاً لاعبين وادارة وجماهير وكذا جهاز فني لاسيما واننا اقصينا حامل اللقب والفريق الذي انتزع منا اللقب مرتين سابقتين.
* كنت قبل أن تتحرك قاطرة البطولة تتمنى كغيرك من شباب وطنك العربي الكبير أن يكون النهائي عربياً وقد تحقق للجميع الحلم بوصول الشقيقين السعودية والعراق فكيف تراه الان؟
- كمواطن عربي وكنائب لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم اشعر بالفخر والسعادة لوصول الفريقين الى نهائي البطولة واعتبر كل منهما فائزاً بالكأس سلفاً ومن خلال موقعي كرئيس لبعثة المنتخب السعودي التي اتشرف بها فإنني بلاشك اتمناها سعودية ليجني هذا الفريق الرائع ثمار جهده وتألقه.
* نحن نتفق على ان جميع اللاعبين كانوا مميزين في هذه البطولة ولكن من هم الاميز في نظرك؟
- كل من ارتدى شعار المنتخب كان مميزاً وكل لاعب في الفريق لعب دوراً محدداً وباتقان ومهارة عالية جداً اجبر كل المتابعين على الإشادة به والتصفيق له، وأتمنى أن تستمر هذه الروح من القتالية والإيثار من أجل الوطن ليضيف الأبطال إلى إنجازهم الحالي بوصولهم لهذا النهائي إنجازاً آخر بإحراز اللقب.
* يقال بأنك شخصياً غيرت من استراتيجيتك في التعامل مع الفريق واتبعت أسلوباً أكثر قرباً من اللاعبين فما هو هذا الأسلوب؟
ليس مهما ما يقولون، وإنما المهم ماذا نعمل، وما هي الفائدة المحققة منه، فأنا أولاً وأخيراً أؤدي دوري في هذه المنظومة من فريق العمل داخل المنتخب السعودي، فأنا لي دوري والمدرب له دوره وأنا بهذه المناسبة أشيد بشجاعته ورؤيته الثاقبة التي أوصلتنا إلى تكوين هذا الفريق ثم هناك دور الإداريين والأطباء وبعد ذلك اللاعبين، وخلاصة القول إن ما نقوم به الآن من عمل هو جهد جماعي سعينا فيه إلى الاستفادة القصوى من تجاربنا السابقة وخبراتنا التي اكتسبناها في كثير من البطولات والدورات.
* وما الذي تريده من هذه المجموعة؟
- ثلاثة أمور أولاً المحافظة على أنفسهم والعناية جداً بموهبتهم من خلال تقديرهم لها ويتم ذلك بالانتظام في التدريبات وفي السلوك العام وإدراك أن الوصول للمعالي يحتاج إلى جلد وصبر وتضحيات وعرق وأن البقاء في القمة اصعب مرات ومرات من الوصول إليها.
* الأمر الثاني أن أرى هذه الكوكبة من النجوم الواعدة وهي تركض فوق المستطيلات الخضراء في الملاعب الأوروبية العتيدة لتبرهن على موهبتها وكفاءتها وسنعمل في اتحاد كرة القدم على تشجيع كل لاعب على خوض هذه التجربة لأن الاحتراف الخارجي سيكون في أندية عريقة وهناك سيتعلمون الكثير من الأمور التي لم يتعلموها في ملاعبنا وفي تجربتنا الاحترافية حتى الآن.
* الأمر الثالث يتعلق باتحاد كرة القدم ويتمثل في ضرورة أن تكون هناك استمرارية لمشاركة هذا الفريق من خلال الدورات الرياضية المختلفة والمباريات الودية ولا سيما تلك التي تقام في أيام الفيفا والتي توفر فرصا للاحتكاك والانسجام والارتقاء بالمستويات إلى ما نطمح إليه.
* وما هو دوركم كإداريين وفنيين في توفير الفرص لهذا الفريق وخلق مزيد من التجانس بين افراده؟
- كما أشرت سنعمل على أن تكون هناك مباريات متقاربة ليكون الإعداد مستمراً ويتمكن المدرب من الوقوف مباشرة على أحوال اللاعبين وإيجاد انسجام أكثر في فكر الطرفين مع أن المدرب وهذه شهادة حق رد على كل منتقديه سابقاً بالعمل داخل الملعب وبرهن أنه كان على صواب في كل خطوة أقدم عليها، وعلى من انتقده الآن أن يحترمه لا سيما وأنهم انطلقوا في آرائهم ومقالاتهم تلك من غيرة على المنتخب وسمعة الكرة السعودية.
* وما الذي تتطلع إليه أنت مع هذا الفريق؟
- الطموح كبير والثقة في فريق الأحلام أكثر من ذي قبل، وأنا مجند لخدمة هذا الفريق والذين هم جزء من شباب الوطن وكلي أمل في أن يحققوا كل أهدافهم وتطلعات جماهيرهم، وسأعمل شخصياً كل ما في وسعي لأجل ذلك طلبا لرضاء الله تعالى وانفاذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة أيدها الله وسمو الأمير سلطان في أداء الرسالة.
* وإذا ما تكررت الانتقادات ماذا ستفعل؟
- علينا أولاً أن ننظر لهذه الانتقادات ونقيمها لنقف على أهدافها قبل أن نفكر في الرد عليها، فإذا كانت من اجل المصلحة العامة كما حدث مع عدد من الإعلاميين والنقاد والذين كما أسلفت انطلقوا في آرائهم من غيرة وطنية على المنتخب رد عليها المدرب بعمل جبار اثبت من خلاله أنه كان على صواب في كل خطواته، وهناك انتقادات وآراء لها مآرب ومقاصد مثل تلك التي صدرت عن مدرب منتخب اليابان والتي نستغربها من مدرب محترف ومن مسؤولين في اتحاد صديق، وهذه الآراء جعلتنا نعمل دائماً انطلاقاً من سياستنا القائمة على احترام الجميع بالرد داخل الملعب، وقد فعلنا ذلك مع اليابان في المباراة الأخيرة لأن الأفعال أبلغ وأقوى أثرا من الأقوال.
* وماذا عن مباراة الأحد والنهائي المنتظر مع منتخب العراق؟
رجاؤنا أولاً وأخيراً في عون الله تعالى في أن تكون البطولة سعودية هذه المرة، وثقتنا بعد ذلك ليس لها حدود في شبابنا الذين برهنوا على أنهم أبطال في ساحات النزال ونحن ندرك تماماً صعوبة المهمة أمام الفريق العراقي الذي يخوض المواجهة بكوكبة من النجوم المحترفين في الملاعب العربية وغيرها، وهو قبل هذا وذاك فريق متمرس جداً بدأ مشواره من بطولة آسيا للشباب وصولاً إلى الألعاب الأولمبية وكأس آسيا ودورة الخليج، يدفعه إلى مضاعفة العطاء حافز وهو زرع البسمة على شفاه الشعب العراقي الذي يعاني كثيراً من المحن والمصائب.
وكل هذه عوامل تجعلنا في الفريق السعودي أكثر احتراما لهذا الفريق ومواجهته بكل جدية وإذا ما لعب منتخبنا بنفس الروح التي كان عليها في المباريات السابقة فسنكون بحول الله أبطال الكأس في هذه الدورة