حدث فى مثل هذا اليوم من الرابع عشر من رمضان
14 من رمضان 630هـ= 24 من يونيو 1233م
وفاة مظفر الدين كوكبوري، أمير إربل، واحد من كبار القادة الذين شاركوا صلاح الدين الأيوبي في جهاده ضد الصليبيين، فإذا أردنا أن نتحدث عن البطانة الصالحة فهذا مثال حي ،حيث كان مظفر الدين أحد الرجال الأكفاء الذين اتصلوا بصلاح الدين الأيوبي و الذي اعتمد عليهم في حركته المظفرة حتى حقق ما حقق من نجاح باهر.وغني عن التعريف ما كان من بطولات وانتصارات على يد البطل صلاح الدين .
ولد المظفر في إربل و "كُوكُبُوري" كلمة تركية معناها "الذئب الأزرق"وقد اشتهر بهذا اللقب تقديرًا لشجاعته وإقدامه.خلف أبوه وهو في الرابعة عشر من عمره فكان قاصرا عن تولى أمور الدولة فتولى أمورها نائب الإمارة والذي وقعت بينه وبين المظفر خلاف إنتهى إلى خلعه من ملكه .فلجأ إلى حاكم الموصل الذي اقطعه حيران .
فكان حاكما لها حتى ظهر "صلاح الدين الأيوبي" وتطلع إلى قيام دولة واحدة تضم مصر والشام للوقوف أمام الصليبيين. وكان "مظفر الدين كُوكُبُوري" أمير حيران من الأمراء الذين دخلوا في طاعة صلاح الدين دون حرب .
وهكذا قاربت الأقدار بين المظفر وصلاح الدين فشاركه معظم حروبه وفي معركة "حطين" تولى مظفر الدين قيادة جيوش الموصل والجزيرة، ويذكر له التاريخ أنه هو الذي أوحى بفكرة إحراق الحشائش التي كانت تحيط بأرض المعركة حين وجد الريح في مواجهة الصليبيين تلفح وجوههم، فلما نفذت الفكرة وأضرمت النار في الحشائش حملت الريح الدخان واللهب والحرارة إلى وجوه الصليبيين فشلَّتْ حركتهم عن القتال، وحلت بهم الهزيمة المنكرة.