حـاولـوا أيهـا الأحبــه .. أن تملكـوا كافـة الثغـور .. فـرابطـوا على هـذه الثغـور كـل المـرابطـة ..
وإن صـارت معكـم وفـي يـدكـم .. تكـونـوا .. قـد ملكتـم ثغـور العيـن والفـم واللسـان واليـد والـرجـل
فمتـى دخلتم بهـا إلى قلبـه فهـو قتيـل أو أسـيـر .. أو جـريـح مـثخـن لايقـوى حـراكـا
أولا : ثغـر العيــن
إن أستـوليتـم ياأحبـابي على هذه الثغـره .. فأمنعــوا ثغـر العيـن أن يكـون نظـرة بـل إجعـلوا نظـره
تفـرجـا وإستحسـانا وتلهـيـا .. فإن إستـرق نظـرة عـابره .. فأفسـدوهـا عليـة بنظـرة الغـفـلـة ..
والإستحسـان والشهـوة .. فإنـه أقـرب إليـة وأعلق بنفسـة ..
وأخـف عليـه .. ودونكـم ثغـر العيـن .. فإن منـه تنـالـون .. بغيتكـم ..
فـإنـي مـاأفسـدت بنـي أدم .. بشـيء مثـل النظـر .. فإنـي أبـذر بـه في القـلـب بـذر الشهـوة
أسـقـيـة بمـاء الأمنيـة ثـم لاأزال أعــدة و أمنيـة حتـى أقـوى عـزيمتـة .. وأقـوده بزمـام الشهـوة إلى الإنخـلاع من العصمـة ..
فـلا تهمـلـوا هــذه الثغـره أيهـا الأحبــة .. وأفســدوه بقــدر أستطـاعتكـم .. وهـونـوا عليـه أمـره
وقـولـوا لـه .. مقـدار نظـرة تـدعـوك إلـى تسبيـح الخـالق .. والتـأمـل لبـديـع صنيعـة
ومـاخلق الله لك العينين سـدى .. وإن ظفـرتـم بـه .. قـليـل العـلـم فاسـد العقـل ..
فقـولو لـه هـذه الصـورة مظهـر مـن مظـاهـر الحـق ومجـلى مـن مجـاليـة .. فأدعـوه إلى القـول بالإتحـاد
فإن لـم يقبـل .. فالقـول بالحـل العـام أو الخـاص .. ولا تقنعـوا منـه بـدون ذلك ..
وبهـذا يصيـر به مـن أخـوانـه مـن النصـارى .. وحينئــذ مـروه بالعفـة والـزهـد فـي الـدنيـا ..
وأصطـادوا عليــة .. وبـه الجهــال مـن النـاس ..
فهــذا مـن أكبـر خـلفـائـي .. وجنـدي فـي الأرض ..
وأنتهـت هنـا الثغـره الأولـى ..
وخـذوا العـلـم بالعـلـم .. والمـوضـوعيـة بالمـوضـوعيـه
وأرجـو أن يبقـى المـوضوع لنكمـل .. بقيـة الثغـور