أكثر من مليوني حاج يتجهون نحو صعيد عرفات وسط إجراءات أمنية مشددة وخطة محكمة لضمان راحة الحجيج
بدأ أكثر من مليوني حاج نفرتهم، من بعد فجر اليوم (الاثنين) إلى عرفات، وسط إجراءات أمنية مشددة وخطة مرورية محكمة، لضمان انسياب حركة تدفق الحجيج إلى عرفات، لبدء مناسك الحج، وسوف يقضي حجاج بيت الله الحرام طوال اليوم على صعيد عرفات حتى أذان المغرب، ثم يبدؤون نفرتهم إلى المزدلفة.
فقد انتشر رجال الأمن والدوريات والأجهزة المختصة على الطرق المؤدية إلى عرفات، وأخذت جميع الاستعدادات، لضمان أمن وسلامة الحجاج، وتوفير كافة الخدمات لهم، والمواد الغذائية والتموينية، وقد وضعت اللوائح الإرشادية على الطرقات في عرفات الله بأسماء المخيمات الخاصة بحجاج الخارج، حيث وضعت مخيمات الدول متجاورة، فيما انتشر المشاركون في أعمال الكشافة في أنحاء عرفات، ومعهم خرائط إرشادية لإرشاد الحاج إلى مخيماتهم، وكثفت حركة الدوريات على الدراجات البخارية، لتنظيم السير وإرشاد التائهين.
وزودت المراكز الصحية الأولية الموجودة بالأطباء والأدوية الوقائية من الأمراض.
ويقضي الحجاج يومهم على صعيد عرفات، حيث يؤدون صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا، ويقوم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء بإلقاء خطبة عرفة في مسجد نمرة والتي يتطرق فيها إلى مناسك الحج وفرضيته والمطلوب من المسلمين اليوم من وحدة الكلمة ورص الصفوف، وبعد أذان صلاة المغرب يبدأ الحجاج النفرة إلى مزدلفة.
ويبلغ عدد الحجاج هذا العام مليوني وربع المليون حاج، فطبقا للبيانات الرسمية بلغ عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة 447 . 557 . 1 مليونا وخمسمئة وسبعة وخمسين ألفا وأربعمئة وسبعة وأربعين حاجا. عدد الذكور من مجمل الحجاج القادمين من الخارج بلغ 556 . 846 يمثلون نسبة 54 % وعدد الإناث 891 . 710 يمثلن نسبة 46 % بزيادة عن العام الماضي بـ 109 . 19 حجاج بنسبة قدرها 2 . 1 % فيما يقدر عدد حجاج الداخل من السعوديين والمقيمين بأكثر من 700 ألف حاج، توافدت الأغلبية منهم إلى المشاعر المقدسة يوم التروية فيما يأتي بعضهم إلى عرفات مباشرة.
وأكد وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع أن جهود وزارة الصحة خلال الحج تشمل جوانب الوقاية والتثقيف والعلاج وأن الوزارة أنشأت 21 مستشفى و124 مستوصفا في داخل المشاعر المقدسة يتوفر فيها الطواقم الطبية والأدوية.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أنه تم تجهيز ثلاث مستشفيات استعدادا للنفرة إلى عرفات، بسعة سريرية 629 سريرا قابلة للزيادة إلى 889 سريرا يساندها 46 مركزا صحيا منتشرة في مشعر عرفات، إضافة إلى ستة مراكز صحية بمزدلفة، وأن الوزارة أعدت خطة طوارئ خاصة بجبل عرفات تعتمد على التواجد الميداني لفرق الطوارئ من خلال سيارات الإسعاف الصغيرة والكبيرة المزودة بفرق طبية متخصصة في أعمال الإسعاف والطوارئ.
وقد قامت أمانة العاصمة المقدسة بإعداد وتجهيز كافة شبكات الأنفاق بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام. ويبلغ عدد الأنفاق بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة 60 نفقا منها 10 أنفاق خصصت للمشاة و50 نفقا خصصت للسيارات حيث تضم مكة المكرمة 4 أنفاق للمشاة و40 نفقا للسيارات، فيما تضم المشاعر المقدسة 6 أنفاق للمشاة و10 أنفاق للسيارات جميعها مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والسفلتة ومراوح التهوية النفاثة والمولدات الاحتياطية وأجهزة إنذار الحريق.
وأوصى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حجاج بيت الله الحرام عند أدائهم لمناسك الحج باتباع ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حجه تطبيقا وتمشيا بما جاء عنه في قوله عليه الصلاة والسلام "خذوا عني مناسككم" وقوله "صلوا كما رأيتموني أصلي" تقربا إلى الله جل وعلا في أعمالنا كلها. ودعا ضيوف الرحمن إلى أن تكون أعمالهم جميعا في وحدة وانضباط وأن يسعى بعضهم للبعض الآخر بما يتمم به أمر الحج الذي هو ميدان عظيم وفي مشعر عرفة بخصوصها ونصحهم بمداومة الابتهال إلى الله تعالى وسؤاله بأن يكونوا محققين لمقصده من عبادة الله جل وعلا والبعد عن ذاتية النفس وعن حظوظها الخاصة.
وأبرز وزير الشؤون الإسلامية أهمية التعاون واستثمار كل وقت هذه المناسبة العظيمة وقال "إن يوم عرفة هو أفضل أيام الله جل وعلا. إن الحجاج في هذا اليوم يغبطون ويباهي الله جل وعلا بهم ملائكته والمقربين لديه فإنهم قد جاؤوا طامعين في مغفرة الله جل وعلا".
كما أوصى معاليه ضيوف الرحمن وهم في هذا الموقف في المشاعر المقدسة أن يعظموا رغبتهم إلى الله جل وعلا وأن يطلبوا من الله كل ما يريدون فإنه ليس ثمة شيء أو نعمة إلا من الله جل جلاله. قال الله تعالى "وما بكم من نعمة فمن الله" وليس ثم اندفاع نقمة وبلاء إلا من الله جل وعلا وليس من نعمة وقوة للأمة ووحدتها إلا من الله جل وعلا ثم بالعمل على تحقيق ذلك".
ويشارك أكثر من 700 داعية من وزارة الشؤون السلامية في توعية الحجاج وإرشادهم، وينتشرون في جميع صعيد عرفات من خلال مكاتب التوعية.
كما ينظم جهاز الإرشاد والتوجيه التابع للحرس الوطني عددا من البرامج الإرشادية لحجاج بيت الله الحرام بمنى وعرفات، وفي المشاعر المقدسة، وطوال أيام التشريق مجموعة من اللقاءات المفتوحة ومجالس الفتيا طوال اليوم مع أصحاب المعالي والفضيلة العلماء والمشايخ وطلبة العلم الذين يستضيفهم الحرس الوطني.
هذا وقد استعدت جميع مجازر مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي بمشعر منى اليوم بإجراء تجارب أولية للتأكد من جاهزيتها لموسم حج هذا العام بذبح 1720 رأسا من الأغنام و186 رأسا من الإبل والأبقار المخصصة للصدقات ووزعت لحومها على الحجاج والمحتاجين في منطقة المشاعر.
يذكر أن البنك الإسلامي للتنمية يتولى إدارة هذا المشروع من منذ موسم حج عام 1403 هـ بتكليف من حكومة المملكة التي قامت بإنشاء ثماني مجازر مجهزة بأحدث المعدات اللازمة بتكلفة تجاوزت مليار ريال.
ويهدف المشروع إلى الإفادة من لحوم كل ما يذبح وينحر خلال مواسم الحج وإيصال لحوم الهدي والأضاحي لفقراء الحرم وما فاض منها لمستحقيها من الفقراء والمحتاجين داخل المملكة وخارجها.