قصّة اللّعنة :
عن أبي الدّرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن العبد إذا لعن شيئًا صعدت اللّعنة إلى السّماء فتغلق أبواب السّماء دونها ، ثُمّ تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثُمّ تأخذ يمينًا وشمالًا فإذا لم تجد مساغًا رجعت إلى الذًي لعن ، فإن كان لذلك أهلًا وإلا رجعت إلى قائلها " .
هذا الحديث يعرض قصة اللّعنة ويرصد حركاتها ويذكر مآلها ونهايتها .
والغرض من هذا التصوير التنفير من اللّعن والتَخويف منه ، ذلك لأن اللّعن ليس من صفات المسلمين ، وها نحن أُولاء نشاهد قصّة اللّعنة وتحركاتها :
إذا لعن المرء شيئا ( إنسانًا أو دابّة أو أيّ شيء ) صعدت اللّعنة إلى السّماء ... ولكنّنا نفاجأ بأنهّا لا تستمر في صعودها لأنهّا تجد أبواب السّماء مغلقة دونها ... فتحاول عندئذٍ أن تعود إلى الأرض لتستقر في أيّ مكان منها ، ولكنها تجد أبواب الأرض مغلقة دونها ... تأخذ يمينًا فلا تجد مساغًا وتأخذ شمالًا فلا تجد مساغًا ... فعندئذٍ ترجع إلى الذّي لعنه اللاعن وتنظر في حاله ، فإن كان لذلك أهلًا أصابته وحلّت عليه ... وإن لم يكن أهلَا للعن رجعت إلى قائلها وحلّت عليه .
إنها قصّة تبدو من خلالها اللّعنة شيئًايصعط ويهبط ويسير ذات اليمين وذات الشمال ، وإنها لا تتوجّه إلى الملعون إلا بعد رحلة طويلة وربمّا رجعت إلى قائلها إن لم يكن ذاك مستحقًا لها .
إن هذا الحديث يصوّر مسؤوليّة اللّعن ويصوّر عاقبته على هذا النحو الحسّي المتحرّك .
وهذه القصّة تتصل بأمر غيبي .
الشّيب نور المسلم يوم القيامة :
عن عبدالله بن عمرو قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تنتفوا الشّيب فإنّه نور المسلم يوم القيامة "رواه صحيح البخاري ومسلم .
الشّيب نور المسلم يوم القيامة ... إنّ هذا الشّيب الذّي يحزن لحلوله النّاس ، ويفّرون منه بالنتف أو الصّبغ أو ما إلى ذلك إنه يكون نور المسلم يوم القيامة ، وما أغلى النّور في ذلك اليوم العصيب ، وما أشدّ حاجة النّاس إليه .
وهناك تناسق جميل في الصّورة ، فإن ممّا يناسب الأبيض النّور ، والصّورة هنا قائمة على التشيبه .