الاعجاز العلمي في السنة النبوية بعد14 قرن من الزمن
--------------------------------------------------------------------------------
أخرج الإمام ابن ماجه في سنته عن أبي هريرة(رضي الله عنه) أنه قال : قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم)"إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، فإذا أراد أن يعود فلينح الإناء ثم ليعد إن كان يريد"وأخرج عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه قال:نهي رسول الله( صلي الله عليه وسلم) عن التنفس في الإناء
وقال:لم يكن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ينفخ في الشراب
ويعجب الإنسان لهذه اللفتة النبوية الشريفة التي صدرت عن خاتم الأنبياء والمرسلين(صلي الله عليه وسلم) منذ أكثر من أربعة عشر قرنا،ثم يأتي العلم في قمة من قممه ليؤكد لنا أن الفم مرتع للعديد من أنواع البكتيريا التي تتجمع أساسا في جوف الفم وفي الحلق وخلف اللسان حيث تختبيء ملايين البكتيريا ، وقد ينتج عنها في بعض الحالات عدد من الروائح الكريهة التي تعرف عادة باسم البخر والذي ينتج عما تقوم به تجمعات البكتيريا الفمية من عمليات الإستقلاب (الأيض) الميكروبي الذي تقوم به ملايين الأفراد من هذه البكتيريا الاهوائية التي تتفاوت في خياراتها الغذائية بين المواد البروتينية والكربوهيدريتية والدهنية
وأغلب البكتيريا الفمية تفضل الأغذية البروتينية والتي عادة ما ينتج عن هضمها بعض المركبات النتنة التي تشبه رائحة اللحوم الفاسدة والبيض الفاسد وغير ذلك من الروائح الكريهة
وقد يؤدي هذا النشاط البكتيري إلي إلتهابات اللثة واللسان وإلي تسوس الأسنان وقد تصل هذه الإلتهابات إلي الجيوب الانفية فتزيد الأمر سوءا.وإذا خرج النفس أو اللعاب من فم كهذا فأنه يجر معه أعدادا من هذه البكتيريا ومنتجات أنشطتها الحيوية كريهة الرائحة،وقد يصحب ذلك وجود بعض الفطريات التي تتعايش مع البكتيريا أو تتصارع معها.
وكل هذه الأحياء لها من الإفرازات والمنتجات الإستقلابية ما يتسبب في حالات بخر الفم.
من هنا كانت وصايا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) بالإهتمام بتطهير الفم وتطييب النفس باستخدام السواك من مثل قوله الشريف :"السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" وقوله "لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"
- ومن هنا أيضا كانت فريضة الوضوء حيث يقوم كل مسلم ومسلمة بتطهير البدن بالوضوء خمس مرات في اليوم والليلة وبالغسل الكامل في الحالات الخاصة،ويحرص علي طهارة ثوبه ونعله طهارة كاملة من أي دنس.
وقد ثبت بالتجربة أن للوضوء تأثيره الفعال علي طهارة الجسد،خاصة من ناحية تطهير كل من الفم والأنف وهما مدخلان ومخرجان أساسيان للعديد من الملوثات والبكتيريا والفطريات والجراثيم وغيرها من مختلف الآفات.
ويتم تطهير كل من الفم والأنف خمسة عشر مرة علي الأقل في كل يوم وليلة في أثناء الوضوء ,حيث يقوم كل من مضمضة الفم والإستنشاق والإشتنثارللأنف بتطهيرهما من جزء كبير مما يمكن أن يلتصق بهما من عوالق من مثل بقايا الطعام بالفم وما يمكن أن ينمو عليها من البكتيريا والفطريات والجراثيم ومن بقاياالإفرازات المخاطية في كل من الأنف والجيوب الأنفية وما يمكن أن يتجمع فيها من هباءات الغبار و الجراثيم والفطريات والبكتيريا كذلك
ولم يكتف رسول الله (صلي الله عليه وسلم) بكل هذه الإحتياطات من أجل طهارة حياة المسلم فنهي عن التنفس في الإناء درءا لما يمكن خروجه مع هذه الأنفاس من الملوثات ومسببات الأمراض قبل أن يدرك الناس شيئا من كل هذا ,فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي صحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عن الدكتور زغلول النجار
__________________