مخاوف من كارثة على المديين المتوسط والبعيد
"أزمة مديرين" تواجه الشركات الكويتية والبحث عن الكفاءات عملية شاقة
دبي – الأسواق.نت
تواجه الشركات الكويتية صعوبات شديدة في تلبية مطالبها من كوادر الإدارة ومديري العموم غير التقليديين, واصبحت عملية البحث عن مدير ناجح صاحب كفاءة عالية ورؤية ثاقبة قادر على التطور أمر صعب.
وفي ظل المنافسة القوية، قد تجد شركات نفسها دون قادة كفوئين في الكثير من الاحيان او حتى دون تأمين العدد الكافي من المديرين, وذلك مع تزايد عدد الشركات والمؤسسات سواء الفردية أو المساهمة بشكل مطرد الأمر الذي يلعب دورا مباشر في خلق الفجوة بين العرض والطلب.
عجز عن إيجاد البدلاء
وتنذر هذه الأزمة بكارثة حقيقية تواجه الشركات والمؤسسات الكويتية على المديين القصير والبعيد، بحسب ما نشرته جريدة "القبس" الكويتية اليوم الأربعاء 29-11-2006, خصوصا عندما تكون بعض الشركات الناجحة، التي أثبتت نفسها على الصعيد الخليجي والعالمي، عاجزة عن ايجاد بدلاء لمديريها الحالين.
وذكرت "القبس" أن بعض المديرين الجدد ذوي الكفاءة يواجهون أزمة قيادة في البداية خصوصا مع "الهيمنة المركزية للقائد الاعظم"، مما دفع بهذا البعض للسفر والبحث عن فرص افضل في بلدان أخرى وان عددا من المديرين في الكويت ينفذون أوامر المدير العام او رئيس مجلس الادارة دون نقاش او اعتراض خوفا على مناصبهم.
ونبهت إلى ان بعض الشركات تحارب المواهب (من حيث تدري او لا تدري) بعدم فتح الباب أمامها لتولي المناصب العليا وإنه مع ارتفاع وطيس الازمة القيادية، تلجأ مؤسسات كويتية الى الخارج بحثا عن مدير غير تقليدي يحقق الاهداف التي خلقت لاجلها الشركة.
الطلب يفوق العرضوشدد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة "الأوراق المالية" علي الموسى على وجود نقص في عدد المديرين الناجحين مع ارتفاع عدد الشركات، فالقادة الناجحون اليوم غير كافين لتلبية حاجة السوق الحالية، اذ يفوق طلب الشركات العرض، لذا تلجأ بعض الشركات الى التعاقد مع مديرين أجانب.
وحول الاستعانة بمديرين من الخارج, قال إن القاعدة الادارية تكون على مستوى الشركات وليس الجهات الحكومية، ويستطيع المدير الناجح عالميا أن ينجح محليا، كما ان المدير الناجح محليا يستطيع أيضا ان ينجح عالميا فالمدير الناجح يبقى ناجحا في كل مكان وزمان.
وأشار إلى مرونة المدير المحلي أكثر من نظيره الاجنبي في التعاطي مع ملفات الشركات، بينما يكون المدير غير المواطن اكثر تقيدا بالأنظمة وهو بعيد عن وطنه يفتقر إلى مركز القوة لكن لو وضع المدير الكويتي في وضع المدير الأجنبي نفسه، او العكس فهما سيتصرفان بالاسلوب نفسه.
التطوير
من جانبه، ذكر رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للمنتجعات حسين العتال إن العدد سيكون كافيا ويلبي احتياجات الشركات ان عمل المديرون على تطوير أنفسهم، مشيرا الى ان 30 % منهم بحاجة الى مواكبة ما يحصل في العالم للوصول الى مستوى النجاح المطلوب والى أعلى درجات الكمال في الإدارة.
وأوضح ان المدير الكويتي قد يكون في بعض الأحيان افضل من الأجنبي من خلال معرفته اكثر بالبلد وقوانينه وخريطته الاقتصادية والاجتماعية مما يساعده على النجاح، مضيفا أن الكويت تعتمد على العلاقات الاجتماعية للوصول الى المعلومة.
3 سنوات من البحث
وأكد رئيس مجلس ادارة شركة "الابداع الخليجي للتدريب والاستشارات" الدكتور طارق سويدان انه يوجد نقص شديد في الكفاءات على مستوى المديرين العامين في الشركات والمؤسسات، "فأنا شخصيا ابحث عن مدير ناجح صاحب كفاءة عالية منذ 3 اعوام، وللأسف لم أجد أحدا حتى اليوم!".
وحمل الشركات مسؤولية هذا الوضع بسبب نقص الثقة الموجود عند البعض والمركزية عند البعض الاخر، مما ينجم عنه ان الموظفين لا يتدربون تدريبا حقيقيا بل هم فقط ينفذون الأوامر, موضحاً ان الشخص الذي ينفذ الأوامر فقط لا يتعلم لكن الشخص الذي يتم تفويضه وتدريبه سيتطور بشكل ايجابي.........