ما يجري اليوم في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا مرورا ببلاد فارس يثير المتتبع للشان العالمي باهتمام خاص،. القضية الفلسطينية و وجود اسرائيل انتقل من مركز الاهتمام الى هامشه منذ بداية العقد الاخير من القرن الماضي . كما ان اللاعبين الاساسيين في الشرق الاوسط قد تم تحييدهم من حلبةالصراع من موقع الفاعل الى موقع المحايد او المساند لما يناقض مصلحة المنطقة .
منذ بداية القرن العشرين و قضية تحرر المنطقة المسماة بالعربية و التي يعنى بها المناطق التي توجد بين المحيط الاطلسي و الخليج و من اليمن جنوبا الى الحدود التركية شمالا ، و التي تضم عددا من الشعوب المختلفة الاعراق و الاصول بل و اللغات المستقلة . لكن المصلحة في التكتل و وحدة المصير الذي فرضه التاريخ المشترك جعل هذه الشعوب تختار مواجهة العدو مجتمعة . بل ان اغلب هذه الشعوب قد انصهرت مع محيطها و خلقت لها ثقافة تتقارب فيما بينها تسمى تارة ثقافة عربية و تارة ثقافة اسلامية و تارة ثقافة شرق اوسطية ....لم يكن للاختلافات الحاصلة بين هذه الشعوب من اثر على الوحدة في مواجهة الاخر . العدو المشترك و الذي تجسد في الاستعمار الغربي الامبريالي و الغزو التركي العجمي .
و مع ظهور الحركة الصهيونية و استقرار قرارها على احتلال ارض فلسطين و تشتيت شعبها بعد ان كانت لها اختيارات اخرى غير هذه الرض لانشاء الوطن الموحد لليهود تحت دوافع اساسها عنصري محض و عمقها استعماري امبريالي ، اصبحت القضية الفلسطينية في عمق قضية المنطقة ، باعتبار ان الاختلافات العرقية و اللغوية و الاثنية و حتى الدينية و المذهبية لم تكن ذات اهمية امام الغريب على المنطقة . و الغريب هنا هو اسرائيل التي اعتبرت كالورم السرطاني في جسم المنطقة . ليس لانها فقط استعمرت شعبا و وطنا في المنطقة و لكن لان طموح الحركة الصهيونية مبني على فكر عنصري لم تكن له حدودا افقية ام عمودية . لم تكن للحركة الصهيونية اهداف توطين اليهود في ارض الميعاد كما يدعون فقط ، بل ان اهدافهم كانت استعباد شعوب المنطقة كلها من بلاد فارس الى شاطىء المحيط الاطلسي . بل ان اطماعهم جعلت خطرهم التوسعي يطال كل الشعوب بما فيها تلك التي لا تتقارب معهم جغرافيا .
في هذه الظروف و اخرى كان تحرير فلسطين من الاستعمار الصهيوني الامبريالي و مواجهة ابادة شعبها مركز اهتمام هذه الشعوب . بل ان كل القيادات السياسية التي نالت ثقة في اوساط شعوبها لقيادة الحركة التحررية جعلت من مهامها المركزية تحرير فلسطين . كما ان قضية فلسطين هي القضية الاولى في المنطقة رمزا لكل تحرر منشود . و كانت الحركة القومية خاصة و الحركة اليسارية و الشيوعية تضع قضية فلسطين من اولوياتها .
كل الاختلافات و الصراعات في المنطقة تتحلل امام القضية الفلسطينية . الى ان بدات تظهر على السطح حركات تدعي انها دينية ليبدا الاختلاف بين الطروحات المناوئة للوجود الاسرائيلي يبدو للاخوان . فاذا كانت الحركات القومية ترى ان الصراع مع اسرائيل هو صراع استعماري بين شعوب المنطقة من جهة و الكيان المغتصب لارض فلسطين و حلفائه الاستعماريين من جهة اخرى ، و ان السبيل الاوحد لمواجهة التحالف الامبريالي الصهيوني هو الوحدة العربية .و اذا كانت الحركات الشيوعية و الاشتراكية و اليسارية بصفة عامة ترى ان القضية الفلسطينية هي قضية صراع بين شعوب مستعمرة و مستغلة و مضطهدة من طرف تحالفات بين الامبريالية و الصهيونية مع طبقات رجعية تحكم بلدانها ، فان ظهور الحركات الدينية بوجه مختلف عن الحركات التي ظهرت لمواجهة المستعمر التقليدي جعلها تعتقد و تشيع بان قضية فلسطين قضية دينية محضة و اسلامية فقط . و مضمونها انها قضية مؤمنين مسلمين .
ابتدات هذه النظرة بشكل واضح و جلي مع انبعاث حركة المجتمع الاسلامي الفلسطينية حماس و هي فصيل من حركة الاخوان المسلمين . فقد رات هذه الحركة ان السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هو اسلمة المجتمع الفلسطيني و ان الصراع مع اسرائيل هو صراع بين مسلمين و يهود ، بين مؤمنين و كفار ...
تزامن ظهور حماس مع تراجع الفكر التحرري الذي كانت تقوده الحركات الشيوعية و اليسارية و القومية ، و التي كانت مدعومة بصفة عامة من الاتحاد السوفيتي و المنظومة الشرقية و الصين . دعم اديولوجي و اعلامي و اقتصادي و لوجستيكي بل و غطاء سياسي في المؤسسات الدولية من مجلس الامن و الامم المتحدة و عدم الانحياز ، في ظرف المواجهة المفتوحة بين الشرق و الغرب و التوازن القطبي بين الدولتين الكبيرتين في العالم الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الامريكية .
تراجع الفكر التحرري جاء ضمن الهجوم الاديولوجي للفكر الليبرالي الراسمالي الذي تبنته التحريفية العالمية بعد سيطرتها على دواليب الحكم في الاتحاد السوفياتي بعد وفاة القائد الشيوعي جوزيف ستالين و دخول الصين في متاهات فكرية و سياسات براغماتية و صراعات مجانية مع تيارات كالخوجية ، وضع استفاد منه اعداء الفكر الشيوعي و فتح الباب على مصراعيه للاشتراكيين الدمقراطيين في اروبا ليوجهوا اتباعهم في العالم الثالث عامة و منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا خاصة بافكارهم الاصلاحية للراسمالية .
كما ان الرجعيات الحاكمة في المنطقة حصلت على شيكات ممضاة على بياض من الامبريالية لقمع و خنق كل الاصوات المناضلة و الرافضة للامبريالية العالمية . بل ان تحالفاتها مكنتها من ارتكاب اعتى الجرائم في حق شعوبها و بمباركة ممن يدعون انهم هم الضمير الانساني العالمي ، القيادات الامبريالية . شرط الامبريالية الوحيد هو عدم مواجهة اسرائيل و الحفاظ للامبريالية على مصالحها الحيوية في المنطقة ، بالمقابل حماية هذه الانظمة الرجعية من شعوبها .
و كانت القضية الفلسطينية هي الحصان الذي تساوى في ركوب صهوته خدام الشعوب و اعداؤهم على السواء . الى ان اصبحت القضية الفلسطينية فاقدة لزخمها بتمييعها امام شعوب المنطقة عامة و الشعب الفلسطيني خاصة .
و بعد ان تم تحييد اكبر دولة في المنطقة بنفيها من الصراع و جرها لمعاهدة كامبديفد الخيانية و طي صفحة عبد الناصر ، التأمت الرجعيات مع الامبريالية لتوريط الدولة الكبرى الاخرى في حرب مدمرة . فقد تورطت العراق بقيادة صدام حسين في حرب قذرة ضد نظام عنصري في ايران . حرب اكلت الاخضر و اليابس و كبلت حركة الشعبين معا لمدة طويلة جدا و زادت من القلاقل المذهبية بين السنة و الشيعة و اثنية لغوية بين الكرد و العرب و الفرس و العرب و الفرس و الكرد . حرب خرج منها الطرفان خاسران في نفس مواقعهما التي انطلقا منها.
لينجر صدام حسين بحنكة اعدائه و اعداء الشعوب الى غزو الكويت . و كانت هي ضربة المروحة التي اتخذتها فرنسا ذريعة لغزو الجزائر .
فقد تحرشت الولايات المتحدة الامريكية في عهد جورج بوش الاب بالعراق و نظام صدام حسين قبل ان يغزو الكويت بدعوى انه يمتلك اسلحة غريبة من قبيل المدفع العملاق و اسلحة غير تقليدية ... و كانت البي بي سي هي بوق الامبريالية نحو المنطقة المتكلمة بالعربية .
الواقع ان الولايات المتحدة و الغرب الامبريالي انذاك يدرك ان الخطر الاتي في المستقبل عليها ليس المنظومة الاشتراكية و لكن هي الدول الناهضة خاصة في الشرق الاوسط ، و التي تمتلك امكانيات هائلة من مصادر التمويل و توجهها نحو بناء التنمية البشرية في بلدانها و صناعات ثقيلة عسكرية و مدنية . و هو الامر الذي تعنى به انذاك جمهورية العراق . حيث ان كل تقدم تحرزه دول المنطقة يعد تفوقا على اسرائيل الوجه الامبريالي المزروع في المنطقة . و العراق في هذه الفترة حقق ما لم تحققه دولا لها امكانيات اكبر منه لكنها لا توجهها الا في البذخ و التبذير و اشعال الحروب مثل السعودية و الكويت و المشيخات الخليجية كلها .
تم توريط صدام حسين في غزو الكويت ليتم حشد تحالف عالمي قادته الولايات المتحدة الامريكية بتمويل من السعودية و العائلات الحاكمة في الخليج و انضمت له كل الانظمة العربية الرجعية العميلة تجاوبا مع احقاد دفينة بينها و بين نظام صدام حسين .
طردت جمهورية العراق من الجامعة العربية و حلت محلها جمهورية مصر التي طردت منها سابقا بسبب اتفاقية كامبديفد ، و عادت الجامعة العربية الى مقرها في القاهرة بعد ان كانت تلتئم في تونس . التحق نظام حافظ الاسد بالتحالف الدولي ضد العراق و اتخذت السعودية و قطر و كل بلدان الخليج و الاردن و تركيا قاعدة عسكرية و منطلقات للقوات الامريكية و البريطانية و الفرنسية لتمطر كل العراق و العاصمة بغداد بملايين الاطنان من القنابل بكل تلاوينها و الصواريخ بكل احجامها و اشكالها بما في ذلك الاسلحة المشعة .
من نتائج الحرب على الشعب العراقي تدمير بنياته التحتية و تفكيك اوصاله الاقتصادية و الاجتماعية و اغتيال تاريخه الغني و الذي يعتبر ملكا للانسانية لانه يؤرخ لاقدم منتوج حضاري في العالم . كما ان الجيش العراقي انسحب من الكويت و فرض عليه حظرا جويا عسكريا و مدنيا ، كما تم منعه من التحرك في الجنوب ذو الغالبية الشيعية و في الشمال فرض استقلال ذاتي للمنطقة الكردية على شاكلة دولة وسط دولة العراق . كما فرض حظر على النفط العراقي الذي اصبح يباع وفق ارادة التحالف .......
و رغم ان الشعوب العربية كانت منددة بالهجوم الوحشي على العراق و مسرورة بالانجاز الذي حققه الجيش العراقي بامطار اسرائيل بصواريخه البعيدة المدى و الذي لم تحلم به هذه الشعوب منذ عهد عبد الناصر و حرب اكتوبر ، الا ان الهزيمة جعلت الاصوات ترتفع رافضة لمغامرة صدام و بدأت الواقعية الجديدة تطفو على السطح . واقعية تتضمن تسليما بالضعف امام المقدورات الامريكية و الغربية ، واقعية تمنع عن الشعوب امال التخلص من الدونية التي تعيش فيها .
قاد هذا الفكر اغلب المثقفين الذين كانوا يدورون في فلك الانظمة الرجعية العميلة ، مثقفون كلما رغدت عليهم ايادي المماليك التي تسرق السلطة و الثروة من الشعوب كلما زادتهم اجتهادا في نفث ثقافة الخنوع و الخضوع في الشعوب و ابنائها و احفادها .
هكذا ظهرت لغة اخرى كانت تعيش في الظلام الدامس تنهش و تتغذى من ثقافة العصور المظلمة للاقطاع و البداوة البدائية ، ثقافة تدعي الدفاع عن الامة و تاريخها باعادة بنائه بنفس الطوب و الطين الذي بنى به الاجداد الغابرون حضارة اعتقدوا انها ابدية و ازلية .
لغة تلقن من شيوخ يتقنون الاحلام و الاماني و يصنعون المثل بعيدا عن الواقع المادي لشعوبنا . شيوخ يهللون لمجتمع مثالي بديل عن المجتمع الذي بلغته الانسانية بتطور حقيقي من الاقطاع الى الراسمالية و بمراحل تتوافق و التطور المادي لقوى الانتاج و علاقات الانتاج . بديل في نظرهم لانه يختلف عن الراسمالية التي تكتسح العالم بمنتوجاتها المادية اعلاميا و تقنيا و صناعيا و حتى فكريا . لكنهم هم يدعون ان المجتمع البديل هو مجتمع ليست للمادة فيه قيمة ، لان المثل هي الاهم و المؤثر الحقيقي في الواقع .
هكذا صور الشيوخ الحرب ضد العراق على انها حرب بين الحق و الباطل ، و ان النظام العلماني يحصل على جزائه المحتوم و على اياد كافرة خدمة للمشروع الاسلامي المامول و الذي سيبنى في المنطقة على انقاض الانظمة العلمانية القومية و الاشتراكية و الشيوعية و الكفر و الالحاد ...
شيوخ كانوا هم الابواق التي تستعملها الانظمة الرجعية العربية لتبرير حربها على الشعب العراقي ، لكن شيوخ الوهابية و كل اتباعهم من شيوخ البلاط و الجماعات المتسترة خلف الدين ، تناسوا ان الحرب على العراق و التي كانت السعودية و عائلة ال سعود في واجهتها برايتهم المكتوب عليها "لا اله الا الله محمد رسول الله " لم تكن تواجه الا راية عراقية كتب عليه " الله اكبر " . بذلك جعلوا الصراع الموهوم بين " لا اله الا الله محمد رسول الله " و " الله اكبر " .
رغم ان شعوب العالم قد خرجت للشوارع تنديدا بالحرب الا ان النظام العالمي الجديد الذي بدأ يتبلور ماض في اجندته الاستراتيجية . استراتيجية مبنية على بناء عالم ذو القطب الواحد و حل نظام التوازن القطبي بتهميش القطب الشرقي الذي يقوده الاتحاد السوفييتي انذاك من السياسة العالمية . حياد هذا القطب بدت بوادره من تخليه عن حلفاءه في افغانستان و وضع البلد في فوضى لم تنته بعد ثلاثين سنة من انشاء الولايات المتحدة الامريكية و السعودية لما سمي " المجاهدون الافغان " . و اصبح واقعا في الايادي المكبلة لروسيا في الحرب على العراق .
و اكتمل سيناريو تاسيس القطب الواحد مع حل الاتحاد السوفياتي و تغلغل اتباع الولايات المتحدة الامريكية في قيادة الحكم في روسيا .
سقوط الاتحاد السوفياتي هللت له كل التيارات اللبرالية في العالم بما فيها الحركات الرجعية و العنصرية الاثنية ، الدينية ، العرقية و اللغوية و القومية . كما ان النيو لبيرالية اشاعت ان سقوط الاتحاد السوفياتي يؤشر لازلية النظام الراسمالي و تجاوزه و انتصاره على كل ازماته . و لذلك لم يعد هناك داع لمناقشة شيء اسمه المجمع البديل عن النظام الراسمالي .
اما الحركات و الجماعات الدينية في منطقتنا فقد اتخذت من سقوط الاتحاد السوفييتي ذريعة للهجوم على الفكر المادي و على الحركات اليسارية بصفة عامة بدعم من الانظمة الحاكمة للتخلص منها .
سقوط الاتحاد السوفييتي كان اكبر خسارة مدوية لحركة التحرر الوطني المحلية و العالمية ، افتقدت حركات التحرر الوطني للدعم اللوجيستي و الفكري و العلمي و الغطاء السياسي في المؤسسات الدولية . و لكن اهم خسارة هي فقدانها لبوصلة السير نحو نموذج محدد. خاصة ان مجموعة من الحركات التي تدعي انها تنتمي للاسرة اليسارية و الشيوعية اخذت سقوط الاتحاد السوفييتي ذريعة للهجوم على الفلسفة الماركسية عامة و على الللينينية خاصة و على كل ما انبثق من هذه التجربة العالمية التي ضاهت ما راكمته الراسمالية في ثلاث قرون في ظرف اقل من نصف قرن و على جميع المستويات ، العلمية و التكنولوجية و التكوين و التنظيم ....
لعبت المؤسسات الامبريالية العالمية دورا مهما و رياديا في نشر و اشاعة الثقافة الجديدة التي اصبح يتبناها اعداء الاتحاد السوفياتي السابق و بتحالف مع اعداء التجربة اللينينية التي تم وأدها مع وفاة الزعيم التاريخي و القائد الشيوعي السوفييتي جوزيف ستالين ، و الذين كانوا يتربصون بالتجربة لينقضوا عليها . ثقافة بنيت على فكرة البريسترويكا و الغلاسنوست و التي تختزل في اعادة النظر و البناء و الشفافية .
ثقافة ليبيرالية راسمالية محضة ، تتاسس على خوصصة المؤسسات و القضاء على الملكية العامة و تعويضها بمافيات سيطرت على الشان العام مؤسسات و شركات ... عملية كان قادتها احفاد القياصرة و الملاكين العقاريين و عملاء الراسمالية الغربية قبل ثورة 1917 . احفاد قادهم الحنين الى امجاد اجدادهم و حقدهم على الشعوب التي انتفضت و ثارت على الطبقات المسيطرة فيها .
ثقافة تلقفتها الحركات التحريفية في الفكر الماركسي و التي تعادي الفكر الماركسي اللينيني لتجعل منها الوصفة الجاهزة لمواجهة الفكر الثوري الذي تمت محاصرته من كل الجهات. هجوم الامبريالية المفضوح تحت مبررات التحرير من المستعمر الاجنبي و بدعم حركات الجهل و الظلام ، افغانستان نموذجا ، اسست الولايات المتحدة الامريكية حركة طالبان و رعتها الى جانب كل امراء الحرب لاسقاط نظام نجيب الله . بعد سقوط الاخير تولى امراء الحرب الحكم بدعم من امريكا و الغرب ليتم اسقاطهم من طرف حركة طالبان . بعد ثمان سنوات من حكم هذه الحركة يتم تدمير افغانستان بحرب مرة اخرى احترق فيها اليابس و الاخضر و كان حطبها شعب افغانستان البريء لتولية نظام كرزاي ، نظام قزمي تبعي لادارة البيت الابيض. لتبقى الحرب مفتوحة مع طالبان و حركة القاعدة بزعامة اسامة بن لادن احد مليارديرات السعودية و ضحية هذه الحرب القذرة شعوب المنطقة عامة . كما تم تكريس النظام الطائفي في لبنان باتفاق الطائف و الذي يجعل لبنان على حافة الحرب الاهلية باستمرار فقط لان اتفاق الطائف يحافظ لامراء الحرب الاهلية التي دامت ستة عشر سنة و الذين يدينون لاسيادهم خارج الوطن بالولاء على اقطاعياتهم التي يستغلونها على حساب امن المواطن اللبناني . كما تم وضع شعب العراق تحت البند السابع و الحظر الكامل مع تعرضه لضربات عسكرية تقودها ادارة كلينتون كل مرة الى ان تدخلت ادارة بوش الابن لغزو العراق تحت مبرر وجود اسلحة نووية و كيماوية وغيرها و تم اسقاط حكم صدام حسين و اتى بحكومة من عملاء الامبريالية بعقليات طائفية على ظهر الدبابة الامريكية . غزو امريكي للعراق جعله عرضة لكل انواع الصراعات بين تلاوين التطرف الطائفي المذهبي و الديني و العرقي ... مما جعل بلاد بين النهرين دولة فاشلة .
الصراعات الطائفية في العراق تصدرت الى كل المنطقة ، لم يعد من الممكن لاي صراع قابل للحل في بلد من البلدان الا و تم تلفيفه بالطائفية المقيتة.
من افغانستان الى العراق هاهي سوريا اليوم و مصر على الابواب و الدور ات للسعودية .....
يتبع ...
بقلم : رفيق طه .
المصدر :http://mhamidpress.com/
http://mhamidpress.com/index.php/120/243-images-jpg123