نواز شريف خضع للاعتقال بمطار إسلام آباد قبل نقله للسعودية (الفرنسية-أرشيف
عن مصادر رسمية وأخرى من حزب الرابطة الإسلامية الباكستاني المعارض القول إن السلطات الباكستانية أبعدت رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف إلى السعودية.
وغادرت الطائرة التي تقل شريف باكستان متوجهة إلى السعودية بعد ساعات من عودته إلى بلاده بعد سبع سنوات في المنفى. وكانت السلطات اعتقلت شريف بعد وصوله إلى مطار إسلام آباد ووجهت إليه تهما بالفساد وغسل أموال.
وأفادبأن مفاوضات جرت مع شريف على مدى ثلاث ساعات لإقناعه بمغادرة البلاد مرة أخرى والالتزام بالاتفاق الذي وقع معه عام 2000 والذي يقضي ببقائه بالخارج مدة عشر سنوات غير أنه فضل الاعتقال على العودة مرة أخرى إلى المنفى، وهو الأمر الذي تغير لاحقا بقرار إبعاده.
في غضون ذلك منعت الشرطة الآلاف من أنصار حزب الرابطة الإسلامية الذي ينتمي إليه شريف من الوصول للمطار لاستقباله، ووضعت الشرطة حواجز في الطرقات العامة المؤدية إلى المطار.
وذكر شهود عيان أن الشرطة الباكستانية اعتقلت عشرات من أنصار شريف بينهم الناطق باسم حزب الرابطة، بعد اشتباكات مع رجال الأمن.
مناشدة وسطاء
وجاءت عودة شريف بعد مناشدة رئيس تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري ورئيس الاستخبارات السعودي الأمير مقرن بن العزيز له بتأجيل عودته بعد لقائهما بإسلام آباد بالرئيس الباكستاني برويز مشرف.
الشرطة الباكستانية تقمع أنصارا لشريف تجمعوا لاستقباله بإسلام أباد (الفرنسية)
كما سبقت العودة أيضا حملة حكومية ضده حيث أعادت الحكومة الباكستانية فتح ملفات الفساد المتهم به نواز شريف وعائلته, وصدر أمر قضائي باعتقال شقيقه الأصغر شاهباز شريف الموجود بمنفاه بالخارج، إثر اتهامات بالتورط في إصدار أوامر بقتل خمسة أشخاص عام 1998 وكان وقتها يشغل منصب الرئيس التنفيذي بإقليم البنجاب.
كما اعتقلت قوى الأمن 250 من أنصار وأعضاء الحزب في إقليم البنجاب.
وكان نواز شريف تسلم رئاسة الحكومة مرتين بين 1990 و1993 وبين 1996 و1999 قبل أن يطيح به مشرف في انقلاب أبيض في أكتوبر/تشرين الأول 1999. وأقام بعدها في المملكة العربية السعودية قبل أن ينتقل إلى لندن العام الماضي.
وأعلن شريف الأسبوع الماضي أنه سيعود إلى باكستان في العاشر من سبتمبر/أيلول بعد أن سمحت له بذلك المحكمة العليا في الـ24 من الشهر الماضي. وهو يسعى إلى الإطاحة بمشرف ومنع رئيسة الوزراء السابقة أيضا في المنفى بينظير بوتو من تحقيق انتصار.
وتمثل عودة شريف تحديا خطيرا لمشرف الذي فقد الكثير من المساندة الشعبية منذ محاولته إقالة كبير القضاة افتخار تشودري في مارس/آذار الماضي