ينتظر أن تعلن مؤسسة البريد السعودي، عن مشروعين يستهدفان مراقبة ومتابعة سير الرسائل البريدية أو ما يعرف بالرسائل السرية أو «الجاسوسية».
وتتمثل هذه الرسائل بحسب الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي، في تزويد المواد البريدية بدوائر كهربائية صغيرة تمر على عدة مراحل، بحيث يتم التعرف على خط سير الرسالة ومعرفة العقبات التي قد تعترض وصولها في وقت قياسي، وذلك عن طريق شركات عالمية من ألمانيا والدنمارك وهي شركات محايدة ترسل الرسائل من دون علم مؤسسة البريد وتقدم تقارير شهرية للمؤسسة.
ويأتي توجه مؤسسة البريد السعودي نحو استخدام هذه المشاريع، للوصول إلى مزيد من المصداقية في تعاملات البريد في السعودية، وبما يتماشى مع خطط المؤسسة في استحداث خدمات جديدة كان آخرها مشروع البريد الدعائي الذي يساهم في زيادة إيرادات المؤسسة مع توجهاتها نحو الحكومة والتجارة الإلكترونية.
وقال الدكتور بنتن: إن التوجهات المستقبلية للصناعة البريدية ترتكز على قطاع البريد الدعائي، الذي سوف يقدم خدمات مختلفة للشركات والمؤسسات الراغبة في إيصال رسائلها الإعلانية.
وأضاف الدكتور بنتن أن كثرة القنوات الفضائية والمطبوعات، ساهمت في عدم وصول الرسالة الإعلانية كاملة للمستهلك المستهدف، وأن التسويق المباشر والمحدد هو ما تبحث عنه الشركات خلال الأعوام المقبلة، مشيرا إلى أن مستقبل البريد الدعائي في السعودية يبشر بخير خاصة مع اكتمال معظم مشاريع البنية التحتية للبريد في المملكة.
وبين الدكتور البنتن في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد انتهاء فعاليات المنتدى الأول للبريد الدعائي في السعودية، الذي اشترك في تنظيمه مؤسسة البريد السعودي والمجموعة السعودية للأبحاث والنشر وشركة المباشر للخدمات التسويقية، احتفالا ببدء قطاع جديد ومبتكر «البريد الدعائي» أمس الأول، إن العلاقة بين البريد السعودي والسعودية للأبحاث والنشر وشركة المباشر، علاقة استراتيجية وتكاملية لتقديم خدمة البريد الدعائي في السعودية.
وأوضح رئيس مؤسسة البريد السعودي أنه تم الإعلان قبل عام عن قرب بدء الخدمة واستعداد المؤسسة لتلقي أي عروض لمن يرغب في المشاركة، وأنه تقدم إليهم 12 شركة وبعد دراستها والوقوف ميدانية على إمكاناتها تم اختيار «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» و«شركة المباشر للتسوق»، وتم اختيارهما وفق تحالف استراتيجي لتقديم خدمة البريد الدعائي في السعودية كأول خدمة تقدم في المنطقة.
وبين رئيس المؤسسة أن العديد من الخبراء العالميين والمستقلين أشادوا بخطوات البريد الأخيرة، وبعد أن كان المواطن والمقيم فاقد الثقة في الخدمة، أصبحوا اليوم أكثر الناس استخداما لها، مشيرا إلى أن اتحاد البريد الدولي التابع لهيئة الأمم المتحدة طلبوا منهم تنظيم ورشة عمل خلال الاجتماع المقبل في شهر تشرين الأول «أكتوبر» المقبل، وذلك للاستفادة من إمكانات وإنجازات البريد السعودي في سرعة تحديث وتطوير الخدمة.
وأوضح الدكتور بنتن أن البريد السعودي لديه قاعدة بيانات كبيرة للمشتركين في الصناديق العادية الموجودة في مكاتب البريد أو في صناديق «واصل»، وأنهم اتفقوا مع شركة المباشر لتنظيم وفرز هذه البيانات والمعلومات بما يحقق الوصول سريعا إلى أهداف البريد الدعائي، مؤكدا على أن هذه المعلومات لا تصل إلى أسماء المشتركين نهائيا، وأن المؤسسة تحافظ على سرية المعلومات وخصوصية كل مشترك.
وبين بنتن أن الشركات الراغبة في توصيل رسائلها الإعلانية، يمكنها الاستفادة من البريد الدعائي، لكونه يقدم معلومات كاملة عن خصائص كل مستهلك، وبالتالي الوصول سريعا إلى العميل المستهلك.
وبرر بنتن هذه الشراكة وثقة الشركات في المشروع، إلى البنية التحتية التي أنجزتها مؤسسة البريد السعودي في وقت قياسي، وأهمها مشروع العنوان البريدي وترقيم المنازل، ومشروعه «واصل»، مشيرا إلى اتفاقيات وقعت أخيرا مع عدة جهات حكومية للاستفادة من خدمات البريد السعودي الكبيرة.
ومن بين هذه الاتفاقيات ـ والحديث لرئيس البريد ـ اتفاقية تم توقيعها مع أمانة محافظة جدة والتي اعتمدت العنوان البريدي وأوقفت مشروعها الخاص بترقيم المنازل، واتفاقية سيتم توقيعها هذه الأيام مع أمانة مكة المكرمة لاعتماد عنوان مؤسسة البريد لترقيم المنازل، مشيدا في الوقت نفسه بخطوة الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية لاعتماد العنوان البريدي الجديد عند إصدار صكوك الأراضي والمباني السكنية.
ولم يحدد الدكتور بنتن رقما معينا للإيرادات المتوقعة من هذه الخطوة الكبيرة، غير أنه أكد أن أحد الخبراء المشاركين في المنتدى أوضح أن حجم البريد الدعائي في السعودية مع توقعات نمو السكان المتوقع يصل إلى 11 مليار ريال «3 مليارات دولار».
وقال الدكتور بنتن: إن معظم برد العالم حاليا تعتمد على البريد الدعائي في زيادة إيراداتها بدلا من البريد العادي، مبينا أن هذا القطاع يشكل هدفا استراتيجيا لتحقيق رغبات الشركات التي ترغب في توصيل منتجاتها للشريحة المستهدفة.
وحول مدى جاهزية المؤسسة لمثل هذه المشاريع، أكد الدكتور محمد بنتن أن المؤسسة قطعت شوطا كبيرا في تحديث وتطوير الخدمة البريدية، مشيرا إلى أن مشروع إيصال المواد البريدية إلى عنوان العميل «واصل» من أهم مشاريع المؤسسة، الذي ساهم في بدء تطبيقات الحكومة والتجارة الإلكترونية.
وأضاف بنتن أن كثيرا من العملاء استفادوا من خدمات البريد، خاصة في مجال تجديد رخصة القيادة التي تم توقيع اتفاقية بشأنها مع الإدارة العامة للمرور، التي تمكن العميل من تجديد رخصته عبر مكاتب البريد المنتشرة وتسلمها في مقر سكنه إذا كان مشتركا في صندوق «واصل»، مشيرا في الوقت نفسه إلى اتفاقية أخرى مع وزارة المياه والكهرباء لتوصيل المياه للمشترك في «واصل» عبر الاتصال على الوزارة مع اعطائهم رقم الصندوق من دون عناء الذهاب إلى أماكن «الوايتات» التابعة للوزارة.
وفيما يتعلق بآلية الشراكة، أوضح بنتن أن المؤسسة درست الشركات التي تأهلت دراسة مستوفية، وأن اختيار المجموعة السعودية للأبحاث والنشر لما تتمتع به من خبرات كبيرة وانتشار واسع في كافة مناطق المملكة، بالإضافة إلى أن شركة المباشر للتسويق لها خبرة في كيفية الوصول للمستهلكين ومعرفة إيصال الرسالة الإعلانية للمستهلك المستهدف.
وأضاف رئيس المؤسسة، أن هذه الشراكة تقدم كافة خدماتها للراغبين من المعلنين بدءا من الاستشارة وكيفية تقديم الرسالة الإعلانية ومواقع الجمهور المستهلك، مرحبا بأي شركة ترغب في الاستفادة من البريد الدعائي في توصيل أي مواد بريدية إعلانية أخرى، وأن أبواب مؤسسة البريد مفتوحة لمن يقدم أي شراكة من شأنها أن تقدم خدمة «متكور» للبريد في المملكة.
ولفت الدكتور النظر إلى أن المؤسسة تهدف إلى إيصال الرسائل البريدية للفرد في السعودية إلى 75 مادة بريدية بنهاية عام 2009، موضحا أن استخدام المواد البريدية للفرد كان 10 رسائل في السنة قبل نحو عامين، واستطعنا الآن الوصول إلى 18 رسالة وقريبا سنصل إلى 25 رسالة
http://www.asharqalawsat.com/details...87&issue=10514