ما في البلد إلا هالولد
د.عبد الله بن موسى الطاير :
بعض المسؤولين يكلفون بأعباء كثيرة جدا؛ بعضها له علاقة بعملهم والبعض الآخر ليس بذي علاقة، وبعضهم يشغل عدة مناصب قيادية تستهلك كل جهده ووقته، ويصبح رقاً لتلك المسؤوليات التي لاحصر لها فتضيع صحته وأسرته وأشياء جميلة في حياته، ويؤدي تكدس الأعباء إلى ضياع المصالح العامة لأنه في نهاية المطاف بشر يحتاج الراحة، يمرض وينام ويأكل ويشرب، ويتعب. والثابت الوحيد أن تعدد المسؤوليات والمهام التي تتطلب مباشرة شخصية من مسؤول مثقل بتعدد الأعباء وتنوعها سيؤدي إلى غياب الجودة في التنفيذ، وبالتالي خسارة موارد الوطن المالية، خصوصا في ظل غياب العمل المؤسساتي.
بعض المسؤولين يسعون سعيا نحو المزيد من الأعباء، والبعض الآخر يكلف تكليفا بها. فلماذا؟ هل عقمت البلاد عن إنجاب مواطنين أكفاء يخدمون الوطن؟ أم أن آليات الترشيح والتعيين تحتاج إلى مراجعة وتقنين؟ مازلنا وبقدر كبير نعتمد على الثقة دون أن يكون لها معايير محددة، ومازال الثلاثي البائس المتمثل في: من يقرب لمن، ومن يصاهر من، ومن يخدم من، هو الفاعل في عملية إسناد المسؤوليات. لهذا الوطن أبناء بررة كثر يجب أن يعطوا فرصا عادلة لخدمة وطنهم وأن يشعر الجميع أنهم أمام فرص متساوية ليشيع التفاؤل بينهم ويتحسن الأداء وتتواصل التنمية.
لا أحد ينكر أن الثقة مهمة جدا فيمن يولّى أمور الشأن العام، وبنفس المستوى من الأهمية أن يكون هذا الثقة قادرا على الخدمة ومؤهلا لها، وأن لايكون في اختياره إجحاف بمواطنين آخرين يرون في أنفسهم الأهلية، على اعتبار أن المواطن ثقة من حيث المبدأ، إلا من ظهر منه خلاف ذلك، وليس على اعتبار أن الثقة حصرت في نفر من المواطنين ولا عزاء للآخرين.
نستطيع القضاء على الشهية المفتوحة لتولي المناصب عن طريق الشفافية والمحاسبة ومن ذلك كشف براءة الذمة الذي يوقعه الموظف عند بداية عمله ويقدمه عند نهايته لمعرفة إن كان قد جنى مكاسب غير مشروعة من عمله، ذلك سيضيق الخناق على من يبحثون عن المناصب لتحقيق مصالح شخصية.
مجلس الشورى ولجانه المختلفة تستطيع مساعدة ولي الأمر في تمكين الكفاءات عن طريق مقابلة المرشحين للمناصب العامة لمعرفة قدراتهم ومدى مناسبة تأهيلهم العلمي والمهني للقيام بتلك المسؤوليات التي تنتظرهم، والتحقق مما إذا كان ذلك المرشح يشغل مناصب أخرى، ومدى تعارض المصلحة العامة مع مصالح المرشح الشخصية.
نقلا عن الرياض
نشر بتاريخ 28-07-2009
تحيه من القلب
التعليق :.
شكرا للكاتب ..وقد لامست الجراح بمؤسسة البريد ومن يرزح بموقعه عشرات السنين وبالذات ببعض المناطق البريدية..أبقت المؤسسة فاقدة لجديدها .