يتعرض بعض الكتاب وفي مواقف ومناسبات مختلفة إلى ظاهرة سلبيات الموظف السعودي وعدم التزامه بساعات العمل اليومية وتدهور الأخلاقيات والسلوك الإداري للعاملين في بعض الأجهزة ويؤكد كل كاتب في هذا الشأن على ضرورة المحاسبة وتكثيف الرقابة الإدارية ومراقبة سلوك العاملين وشنق المتأخر وجلد المتقاعس وسجن المتثائب.
وعلى الرغم من أهمية هذه الاقتراحات إلا ان التعرض إلى هذه السلبيات بمعزل عن مناقشة «الرضا الوظيفي» لدى العاملين هو في الواقع كهروب الشخص من اسمه.
وحتى لايصبح هذا الموضوع حفلة ألعاب نارية تنتهي دائماً بإحتراق هذا الموظف دعونا نتفق بأن الموظف أينما كان بشر له ميوله وعواطفه التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بعدد كبير من المتغيرات المتعلقة بموقف وظروف العمل..
يقول لاندي: «إن عبارة الرضا الوظيفي تستخدم للدلالة على مشاعر العاملين تجاه العمل بنفس الطريقة التي تستخدم عبارة «مستوى المعيشة» لوصف ردود الفعل وانطباعات المرء عن الحياة».
لقد عمل الياباني «كونسوكي متشتا» حتى التسعين من العمر وحقق أكبر نجاح يمكن أن يحققه رجل أعمال في حياته العملية وسجل تجربته الفريدة في كتابه «ليس من أجل الخبز فقط» وفي هذا الكتاب إشارة صريحة إلى أن كارثة الكوارث أن تعمل في وظيفة لاتقدرها ولا تقنع بجدوى نتائجها، وان إتقان أي عمل هو ناتج طبيعي لاحترام هذا العمل. وهذا الشعور والإحساس هو ما يفترض أن يهتم به أي كاتب يتعرض إلى سلبيات الموظف السعودي في المرافق المختلفة فالموظف حصان جميل الصهيل يفترض ألا يكره على السير في الوعر والوحل والعتمة فإن صادفت موظفاً يتأخر عن الحضور ولا يتقن عمله أو لا يهتم به لا تنتقده .. لا تسخر منه اسأله عن الظروف التي يعيشها ومناخ العمل الذي يحيط به اسأله عن الخيال «الذي يقوده»، من يفترض أن يلثم جبينه ويمسح عرقه ويحكي معه طوال الطريق ويملأ فمه لوزاً وزبيباً وحباً واعتزازاً بقيمة ما يؤديه.
هل من تعليق ؟