قصته: يحكى ان رجلاً كان له ولد في الخامسة من عمره وسافر الى بلاد بعيدة للتجارة، وأثناء اقامته في بالد الغربة مر بشيخ مسن يجلس القرفصاء على قارعة الطريق وهو يقول للمارة: من يشتري مني كلمة بليرة ذهب؟ فاقترب منه الرجل وانقده اليرة وقال له هات كلمتك! فقال له: الصبر طيب! احفظها عني، واعمل بها، تنجح في حياتك!
بقى الرجل في الغربة قرابة عشر سنوات، ثم عاد الى بلده بتجارة رابحة، فوصلها في منتصف الليل، فوضع احماله في الخان، ثم توجه الى داره وهو يحمل مفتاحاً احتياطياً لداره، واغلقه وكان الفصل صيفاً فارتقى الى السطح، وصعق عندما وجد امرأته تغط في نوم عميق وهي تحتضن شاباً وسيماً، فاستل خنجره لقتلهما، ولكنه سرعان ماتذكر كلمة الشيخ (الصبر طيب) فتراجع عنهما، ثم عاوته الغيرة ثانية، وثالثة، وفي كل مرة كلما هم بقتلهما تذكر كلمة الشيخ فيتراجع عنهما، واستمر هذا شأنه، حتى لاح الصباح، ثم استيقضت زوجته وما ان شاهدته حتى سارعت لتقبيله والترحيب بعودته ودموع الفرح تنهمر منها، ثم عادت مسرعة الى فراشها وايقضت الشاب قائلة له: اقعد جاء ابوك سلم عليه! وما ان سمع الرجل بهذا القول حتى رفع يديه الى السماء شاكراً الله تعالى على نعمة الصبر التي انعمها عليه.
يضرب: للحث على التصبر لنوال المطلب.
منقول