الحمد لله وبعد : فقد اطلعت على مقال في جريدة الوطن - الأحد 14 ربيع الآخر الصفحة 8 لعضو مجلس الشورى الدكتور محمد بن عبد الله آل زلفه يحث على السماح للمرآة بقيادة السيارة متناسياً ما يترتب على ذلك من مخاطر جعلت الكثير من أهل العلم والفكر يمانعون من ذلك ، لكنه - هداه الله - تجاوز ذلك وأتى بمبررات ترد عليه وهي :
1.أن منع المرأة من قيادة السيارة بزعمه يكلف المجتمع مبالغ مالية تدفع للسائقين المستقدمين . ونقول له هل خسارة المال أشد من خسارة الأعراض حتى نفتدي خسارة المال بخسارة الأعراض .
2. أنه تلقى تأييداً من عدد كبيرة من زملائه أعضاء المجلس . ونقول له : العبرة ليست بكثرة المؤيّدين . وإنما العبرة بمن هو على الصواب ولو كان عددهم قليلاً ، قال الله تعالى (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون )) .
3. ما يسببه السائقين الأجانب بزعمه من كثرة وقوع الحوادث . ونقول له : كثرة وقوع الحوادث لا يدفعها قيادة المرأة للسيارة ، بل ربما تزيدها أضعافاً لضعف المرأة وشدة خوفها لا سيما في المواطن المزدحمة والمواطن الخطيرة التي لا يقوى على مواجهتها إلا أقوياء الرجال . وفيما ذكرة الله من قصة المرأتين اللتين لا تسقيان حتى يصدر الرعاء أكبر شاهد على ضعف المرأة ولو كان معها امرأة غيرها وأنها لا غنى لها عن الرجل في المواطن الصعبة .
4. يقول : إن المرأة تقود السيارة في الخارج ولم يتعرض لها بأذى ، ونقول له : إن مجتمعنا - ولله الحمد - مجتمع مسلم يحافظ على حرماته فله ميزته عن المجتمعات الخارجية التي هانت عليها أخلاقها وضاع كثيرة من نسائها بسبب إهمالهم لشأنهن .
5. اقترح آل زلفه أن تقصر رخصة القيادة للمرآة على سن 35 سنة وأن يقصر السماح لها بالقيادة داخل المدن وداخل الأرياف وأن تمنع من القيادة في الطرق الطويلة ، ونقول له : إذا كان في قيادة المرأة مخاطر في الطرق الطويلة فهي موجودة في غيرها من الطرق فالحكم واحد ، وأيضاً : المرأة الشابة أحوج إلى قيادة السيارة لأنها أكثر عملاً من الكبيرة ، فلماذا حددت الرخصة في المرأة الكبيرة ، وإن كان ذلك لخطر في قيادة الشابة فهذا الخطر موجود في قيادة الكبيرة .
6. وصف من يمنع من قيادة المرأة للسيارة بالإرهاب الفكري .
ونقول له الإرهاب الفكري هو في الأفكار المخالفة لهدي الكتاب والسنّة كالسماح للمرأة بالتخلي عن حيائها وتصوّنها ، فعليك أيها الكاتب أن تراجع نفسك وترجع إلى صوابك ، وفقنا الله وإياك لمعرف الحق والعمل به .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
بقلم : فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان -عضو هيئة كبار العلماء
مجلة الدعوة العدد 1994 في 18 ربيع الآخر 1426هـ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقـنا إتباعه .. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتـنابه ؛
أخوكم
Hawi Disgn