سفينة الفضاء Skypp كانت ضمن مجموعة مركبات فضائية انطلقت لتنجز مهامها ، فمنها ما هو مكلف بالهبوط على سطح القمر وأخذ عينة من الصخور الكلسية ، ومنها ما هو مكلف للصعود إلى الفضاء ووضع قمراً صناعياً وتثبيته في مداراً له .
وكانت سفينة الفضاء Skypp لا تملك من التجهيزات الكفيلة بإطلاقها مع أنها مصنعة من مواد خام لا بأس بها .
والطريف أن الفريق الفني لهذه السفينة لديه تلسكوبات جيدة وكان يراقب الفضاء باستمرار ولكنه لا يملك الفكر والآلية والمادة التي تؤهله لإطلاق هذه السفينة ، فكان على هؤلاء الفريق الاستفادة من خبرات من سبقهم في مجال الفضاء مثل ( وكاله الفضاء الأمريكية ناسا National Aeronautics and Space Administration و وكاله الفضاء الأوروبية ESA لكي يستطيعون إطلاقها بدلاً من مجرد تشغيل المحركات وهي على سطح الأرض لغرض دوران الزيت بها تلافياً لأي حالة تصلب قد تطرأ عليها .
وقد حازت هذه السفينه Skypp على شفقة الكثير من المهتمين في علوم الفضاء بحالها المزري ، حيث كانت المصروفات التي يتم تسييلها على هذه السفينة وإدارتها مبالغ باهظة دون الاستفادة منها استفادة حقيقية ، حيث خلصت إدارتها في النهاية إلى فتح باب الإعلانات التجارية جوار وبداخل وفوق هذه السفينة لتغطية بعض المصروفات .
فكانت أولى الشركات المتقدمة للإعلانات شركة بيبسي و مصنعي البطاطا المجففة ( شيبس ) وغيرها من الشركات ، ولكن للأسف لم تغطي هذه المبالغ إلا جزءاً من عشرة آلاف من المصروفات التي تنفقها هذه الإدارة .
حتى دفع الكثيرين من الشركات التي تعمل بمجال الفضاء إلى الاستهزاء بهذه الشركة بإعلاناتهم التجارية وجعلوها مضرب مثل للجهل في الاستفادة الطبيعية من هذه السفينة ، والكثير يعلم أن مجرد نقل قمراً صناعياً لأي شركة أو دولة وتثبيته في مداره يربح وكالة الفضاء ملايين بل المليارات من الدولارات ، ولكن الجهل الإداري لإدارة هذه السفينة كان قد أعماهم عن استغلال هذه الفرص الكبيرة .
ففي هذا الوقت فكرت بعض الشركات الفضائية والتي تملك عقود عمل كثيرة أن تعرض على هذه الشركة استئجار تلك السفينة الفضائية أو حتى شرائها للاستفادة منها وتوظيفها لصالحهم ، ولكن قانون البلد كان يمنع إيجار أو بيع ممتلكاتها لشركات أخرى ، وحتى لو كان قانون البلد يسمح فإن عقليات تلك الإدارة لن تصل بهم إلى هذه الدرجة من استيعاب العروض التجارية الكبيرة .
فاستمر الوضع الراكد لهذه الشركة في الوقت الذي قامت الشركات الأخرى بتثبيت آلاف الأقمار الصناعية في مداراتها ، وحققت أرباح طائلة ، منها أقمار تخص دول ومنها أقمار تتبع لشركات خاصه ومنها أيضاً ما هو شخصي ، وطلعات أخرى للتصوير المكوكي وأيضا لإجراء دراسات وبحوث فضائية .
ومن هنا وبعد هذه الأحداث فكر مجلس إدارة هذه الشركة والتي تملك السفينة الفضائية Skypp أن يعيد النظر في أوضاع هذه الشركة لينقذها من حالة الإفلاس والمرحلة الصعبة التي وصلت إليه .
فقد قرر مجلس الإدارة بإجراء تغييرات إدارية وتوظيف عقول أكثر نضجاً للاستفادة من مركبة الفضاء Skypp وانتشال هذه الشركة من حالتها الراهنة .
وتمت التغييرات وتم فعلا تشكيل إدارة جديدة لديها من المعرفة والدراية الكثير في الفضاء الخارجي و خبرات في وكالات الفضاء وطرق عملهم .
وكان من أبرز سمات الإدارة الجديدة هي الحماس و الرغبة في الوصول السريع والسباق مع الزمن للوصول إلى الغايات التي ترفع من شأن شركة Skypp .
فقامت هذه الإدارة باستقطاب عناصر فنية لا بأس بها ووضعوا الدراسة التامة لتشغيل هذه المركبة الفضائية ، واتفقوا على أن يكون في اليوم الثلاثون من تاريخ انعقاد الإدارة الجديدة أول انطلاق لهذه المركبة ( انطلاق تجريبي ) لاختبار آداء السفينة .
فتوجه الفريق الفني والإداري إلى منصة المركبة الفضائية واطلعوا عليها بنظرة خارجية
فكانت المركبة مثبتة على المنصة و مثبت بها ثلاثة صواريخ من الجهة اليمنى وثلاثة صواريخ من الجهة اليسرى وثلاثة صواريخ من جهة الظهر وأربعة صواريخ من جهة اسفل السفينة لأنه جزء ثقيل من طراز ( هاي شوت ) وهذه صورة لصاروخ ( هاي شوت ) كمثال :
والكل يعلم أن مركبة فضائية مثبت بها هذا العدد من الصواريخ فمن المؤكد أنها تستطيع أن تصعد إلى الشمس وهذا العدد من الصواريخ تؤهلها فعلا للصعود للشمس لو أرادت .
فانتهى الفريق الفني والإداري من إلقاء النظرة الخارجية على المركبة والصواريخ التي سوف ترفع تلك المركبة ، واستمروا في قرارهم بالاطلاق في الموعد المحدد .
كان اطلاع هذه الإدارة واسعاً وبعيد المدى للاستفادة الحقيقية من السفينة الفضائية واستغلالها بكل طاقتها لتعود بالفائدة الحقيقية والربح الممتاز على الشركة ومستفيديها .
وقبل الثلاثين يوماً بأسبوع أرسل الفريق الفني والإداري فريقاً لمتابعة حالة الصواريخ و التأكد من قدرتها على رفع السفينة وأن لديها ما يكفي من الجودة و الوقود ، وخلص الفريق بتقرير ممتاز عن الحالة الراهنة للصواريخ وهم مستعدون للإطلاق في الموعد المحدد .
وعندما جاء الموعد المحدد للإطلاق اجتمع الفريق الفني والإداري وكافة موظفي الشركة لمشاهدة ومتابعة أول إنطلاق حقيقي لسفينة الفضاء Skypp حيث كانت الأجواء جيدة و مناسبة .
6
5
4
3
2
1
انطلاق
انطلقت سفينة الفضاء بدفع من صواريخها المثبتة عليها ولكن انطلاقها كان مدوياً بشكل كان ملفتاً للانتباه
السفينة الان تصعد ولكن صعودها لم يكن طبيعياً بالمقارنة مع سفن الفضاء الأخرى مع أنه مثبت عليها ثلاثة عشر صاروخا .
فمن المعروف أن الصواريخ الدافعة تكون مثبتة بشكل عامودي باتجاه الهدف المطلوب ، ولكن تلاحظ أن عدد من الصواريخ الدافعة حصل بها ميلان أثناء الإقلاع وهذه مصييبة كبيرة إذا ما حصلت عند إطلاق السفن الفضائية أثارت الخوف والهلع في قلوب الإدارة الفنية والإدارية وكل من حضر ليشاهد المركبة الفضائية أثناء إقلاعها الأول .
وكانت هذه الحالة شبيهة بسقوط الصاروخ فالكون 1 بعد دقيقة واحدة من إطلاقه .
وللأسف كان المشهد درامياً للغاية ، فالصواريخ تدفع ولكنها لم تستطيع تحقيق التوازن بحمل تلك المركبة فبعضها كان مائلاً نحو اليمين والآخر نحو اليسار مما أحدث هالة رهيبة من الصوت و النيران الناتجة عن احتراق الوقود. وكان هذا المشهد أمام أنظار الفريق .
المركبة الفضائية أصبحت تصعد ببطء ولكن النيران والغازات المتصاعدة دمرت كل ما حول المنصة الفضائية واضطر الفريق للانسحاب بعيداً جدا عن المنصة على الأقل لحينما ينتهي الوضع المؤلم لهذه السفينة .
وبعد وقت ليس بالطويل و حينما انتهى مخزون الوقود ، بفضل الله نزلت المركبة الفضائية إلى الأرض بعدما انتهى الوقود من الصواريخ بشكل بطيئ وليس ارتطاماً ولكن بأضرار بالغة ،
وعاد الفريق من جديد بعدما قرر إعادة ترميم مبنى الإدارة و إجراء دراسة بالغة حول الأسباب والأضرار التي حدثت لهذه السفينة الفضائية ومنصة الإطلاق . فخلص بعض الفريق إلى أن السبب هو القرار بالإنطلاق بدون التأكد من جودة الصواريخ الدافعة و تثبيتها وتوزيعها بشكل جيد حول السفينة الفضائية .
وقرر مجلس الإدارة فتح تحقيق موسع حول الحادثة و إدانة فريق المتابعة الذي أعطى الضوء الأخضر بتقريره عن حالة الصواريخ المثبتة بامتيازها وجودتها .
وبهذه الحالة سوف تتكبد الشركة خسائر ضخمة يفوق مجموعها قيمة مائة صاروخ من النوع الجيد .
والجدير بالاستغراب أن جميع شركات التأمين العالمية رفضت التأمين على هذه السفينة الفضائية نظراً لما اكتسبته من السابق من سمعة سيئة حول قلة الخبرة في هذا المجال . وهذا الخطأ الجديد قد أثبت على هذه الشركة مخاوف شركات التأمين والتي لن تثق بهذه الشركة إلا بعد فترة طويلة من تجارب الإطلاق إذا كانت ناجحة .
وبعد فترة طويلة وبمجهود فكري ومادي استطاع الفريق الفني والإداري وبالتعاون مع ذوي الخبرة إعادة ترميم المنصة و مكاتب الإدارة والمدرج الخاص بعودة المركبة لتكون نقطة انطلاق جديدة نحو بلوغ الهدف .
وقرروا أولا الاستفادة من أخطائهم في عملية الإطلاق الأولى والتي كانت مرتبطة بآليات ومعدات سابقة كانت سبباً في إخفاق كبير لإطلاق Skypp .
أعتذر منكم على الإطالة ، وكان الموضوع فقط عبارة عن فترة نقاهة بعيدن عن الأمور البريدية
ولكم وافر احترامي
علي لامي