يتحايل سائقون على نظام ساهر المروري باستخدام برنامج تقني يُنصَّب على الهواتف المحمولة يسمى بالـ ''المصيدة'' أو Trapster، يكشف مواقع الكاميرات ونقاط التفتيش والرادارات، وهو ليس ابتكارا جديدا، ولكنه تقنية عالمية عُرفت وزاد استخدامها في المملكة مع تطبيق نظام ساهر. يتيح البرنامج الذي يُنصَّب على الهاتف المحمول (أجهزة الآيفون والبلاك بيري) معرفة مواقع الرادارات المرورية وأجهزة التصوير المثبتة على التقاطعات المرورية، ونقاط التفتيش، كما يوفر للمستخدمين خاصية الإنذار المبكر بينما هم يقودون مركباتهم، حيث يعتمد وبشكل أساسي على تفاعل المستخدمين ''الشبكة الاجتماعية'' ومشاركاتهم في تحديد وإرسال مواقع الرادارات والكاميرات كل في موقعه، وذلك من خلال هواتفهم النقالة المزودة بنظام الـ GPS.
ويمكن لمستخدمي البرنامج مشاهدة المواقع الرادارية وأجهزة التصوير من خلال الموقع الإلكتروني للبرنامج باستخدام خرائط جوجل الذي يعمل في كل دول العالم. وأظهر البرنامج تفاعلا من قبل المستخدمين وذلك بمجرد معرفتهم بـ ''المصائد أو الأفخاخ'' كما أسماها البرنامج. حيث يظهر البرنامج تحديثا مستمرا لمواقع الكاميرات المنصوبة فوق الإشارات، وعلى التقاطعات، بمجرد الاتصال بخدمة الإنترنت، والذي يظهر ما متوسطه خمسة مواقع جديدة كل يوم يتم رصدها وتسجيلها في البرنامج عبر الموقع الإلكتروني. ويعتقد البعض أن هذه التقنية وجهت ضربة قوية لنظام ''ساهر'' والذي راهن الجميع على نجاحه وعدم تمكن التقنية من اختراق ذلك البرنامج، حيث قامت CNET اختيار برنامج Trapster كأفضل تطبيق مروري مجاني لهاتف الآي فون، وكذلك مجلة Wired التي اختارت البرنامج كأفضل تطبيق يستفيد من معرفة الموقع الجغرافي. وكان بيل جونسون المدير التنفيذي للرابطة الوطنية لمنظمات الشرطة في أمريكا قد صرح قائلا: ''إذا قام أحدهم بالتخفيف من سرعته في القيادة بسبب برنامج Trapster فهذا يحقق الهدف نفسه الذي نسعى لتحقيقه، وهو أن يلتزم السائقون بالسرعات المحددة''. لكن تكمن في هذا البرنامج استخدامات خطرة تصل لتسهيل عمليات المجرمين عندما يتفاعل المستخدمون للبرنامج بالإبلاغ عن نقاط التفتيش المفاجئة في الأحياء، والتي تنقل مباشرة إلى البرنامج على الهاتف المحمول وبدقة عالية. من جهته، يؤكد لـ ''الاقتصادية'' متخصص في التقنية، بقدرة نظام ساهر على ضبط العملية المرورية، مشيرا إلى الإحصائيات التي أوردتها إدارة مرور الرياض والتي أثبتت جودة الأداء خلال الفترة الماضية مع انطلاقته، وحقق ما يزيد على 60 في المائة من النجاح. ووصف المهندس جميل المانع مدير العمليات في شركة M.S.J للنظم الأمنية، استخدام البرنامج لكشف مواقع الكاميرات لتخفيف السرعة، ثم مواصلة السرعة هو ''تحايل'' على النظام. وأوضح المانع الجوانب الإيجابية للبرنامج أن البرنامج ينبه في حال قيادة السيارة وقبل الوصول لأي موقع بأعمال الطرق أو الصيانة أو المدارس ليقود السائق إلى تخفيف السرعة، وقال: ''مع الأسف أن هناك من يسيء استخدام البرنامج لتحديد مواقع الكاميرات الثابتة، لكن مع المتحركة تنعدم فائدته''. ويؤكد المانع أن المستخدمين للبرنامج غير دقيقين في معرفة الأفخاخ، لرفعهم تقارير على البرنامج بوجود كاميرات يعتقدون أن لها علاقة بنظام ساهر وهذا غير صحيح، مع وجود هذه الكاميرات من عشرات السنين. وكشف المانع عن 40 ألف مستخدم من السعودية للبرنامج في بداية ظهوره، مؤكدا أن الرقم تضاعف إلى أكثر من 60 في المائة مع تطبيق نظام ساهر، لتصبح أعداد المستخدمين لبرنامج المصيدة تقريبا 64 ألف سائق. وعن الحلول لمواجهة تحايل بعض السائقين، قال المانع: ''إن الاستخدام السلبي للبرنامج له تأثير في تحديد المواقع الأمنية كنقاط التفتيش المفاجئة، والأمنية، واقترح على المسؤولين في المرور إذا كان إعلان مواقع الكاميرات سيفيد في تخفيف السرعة وهو مرتبط بوعي الناس بالأماكن الخطرة (مواقع الحوادث المميتة) فما المانع في الإعلان عنها؟''. وأقترح أيضا على رجال المرور استخدام البرنامج وعمل مواقع وهمية للكاميرات لضبط السرعة في جميع الأماكن. وكان العقيد عبد الرحمن المقبل أكد في برنامج تلفزيوني أخيرا، أن نسب الوفيات والإصابات تغيّرت بعد تطبيق النظام، حيث تقلصت الحوادث في الشهر الواحد من 14 ألفاً إلى 10 آلاف، بينما تقلصت الإصابات من 249 قبل التنفيذ إلى 110 بعد التطبيق، فيما نزلت حالات الوفاة من 37 إلى 20 حالة في الشهر بعد التطبيق. وهنا تبرز استخدامات أي تقنية سواء السلبية أو الإيجابية كما هو ظهر لنا في برنامج Trapster، وعلى واجهة الموقع الإلكتروني للبرنامج يرصد إحصائيات محدثة يوميا بالأفخاخ الجديدة، حيث بلغت أمس الأول 9.5 آلاف مصيدة مرورية سجلت في يوم واحد حول العالم، بينما وصل عدد التقارير العالمية للأفخاخ ليوم واحد لـ 2.5 مليون تقرير، أما المستخدمون الجدد للبرنامج في اليوم الواحد 35.1 ألف مستخدم، وآخر إحصائية لجميع المستخدمين للبرنامج 6.7 مليون شخص. حاولت ''الاقتصادية'' الاتصال بمسؤولي مرور الرياض لأخذ رأيهم في عمل برنامج ''المصيدة'' وقانونيته، وهل له بالفعل تأثير مباشر في نظام ساهر، لكننا للأسف لم نجد ردا من إدارة المرور، ولهم المساحة مشرعة لإبداء آرائهم حول هذا الموضوع الذي يهم الجميع ممن يحرصون على نجاح برنامج ''ساهر''، ووصوله إلى الأهداف السامية التي طبق من أجل من تحقيقها.