إبتسامةُ الرّبيع ...وجدول الأيّام تتوه في نهرٍ واسِع وتشكو من موسِمٍ مسروق وتعتصِرُ ألماً لِـ( حُطامِ سفينةٍ بِه )
يسمعُ العاقِل بـ( أنهاراً تتفرّع من بِحار....ولا يسمع عن نهرٍ بِداخِلِهِ بحراً أو مُحيطات ) إنّهُ النّهرُ الواسِع
بِعواصِفِهِ,, وهدوئِه...... بِعُذوبة مآئِهِ,,, وأُجاجةِ مِلحِه.... بسِلمِهِ,,, وغدرِه.... بِأمانِهِ,,,, وخيانتِه.... بِضِحكةِ أمواجِه,,,ومدِّهِ بِجزرِه.....إنّه
(( نهرُ الأحلام ))
ذلِك النّهرُ الّذي تعلوهُ سحابةُ عِطر حُلُمُ نّهارٍ وسكونُ ليل... بهِ حُلُم تمُرُّ بِجداوِلِهِ المآئِيّة ضِلال أشجار محيطة بِتِلك الجداول تحيّيها وتهتِفُ لها أغصان تلك الأشجار وتبعِدُ عن ممراتِها الرِّياح لتنغم وتستمِع عزف الجداول الجميل...الهادئ...
ولكن سرعان ما تستفيق الأحلام من يقضة الآلام لترى مفجوعة (( حُطامُ سفينة )) غضِب مِنها النّهر بـِ( مَدِّهِ وجزرِه )
بِجبروتِهِ وطغوتِه من هبوب عواصِفِه.... من إنعِدام حدود زعلِه....
فـ( مــــدُّ هـُ ) لا ينتظِر أحداً ليعبُرَ بِسلام بل يُزمجر ويأسِر من يُريد ..ولكِنّها ليست ....نِهاية حُلُم.......
فيشتكي عابِرُ السّبيل الوحيد النّاجي من (( حُطامِ السّفينة الغارقة )) هو قلبي......
ويقولُ لي : لقد حلِمت ليلة أمس بِتحطُّم سفينة في أسرارُ بِحارك العظيمة .....غموض مُبهَم...بِأعماقِ البحار...
وأعماق الظّلام الّتي تسود بِمُخيّلتِك....
فيسألُني ذلِك الحالِم (( قلبي )) :
هل هي قِصّة ( قلبين ) أم أحدُ أحلام السّراب المُظلِم ؟؟؟
وإن كانت..... هل هي تاريخ لهُ حدود أم غير محدود؟؟
فيقشَعِرُّ بدني وتظمحِلّ إرادتي ويخرس لِساني لِدهشتي بأن ليس لديّ ردٌّ له وإن نّطق له لِساني فبِماذا سوف يرُدّ؟؟؟
فيتوسّلُ إليّ بأن أروي جفافة أورِدتِه.....فأسكت......فيُصارِع بِنبضِه.......فأخرِسُه بالجُمود.......فينام لِيحلُم ثانيةً..
وأطبطِب عليهِ لِيهدأ وينام بِسلام......وفجأه يفيق بِكابوسِ ( السّفينة الّتي نجا منها بِقاربه )
فأسمعهُ يُتمتِم:
(( إِعفُ عنّي أيُّها الطّيف أتوسّلُ إليك بِأن تعفوا عن أميرٍ كسيرٍ أسير في نهرِ حُبّك تآئِه داخِل أعماق مُحيطُكَ المُظلِم ))
فجأه يرى نوراً مُذهِل وهو بِقاربِه النّاجي وكأنّهُ استمع لِتوسّله ذلك الطّيف الّذي في جمودِ بحر داخل نهر :
ليُقبِل عليهِ صاحِب رداءٍ أبيض ( كالطّائِر الّذي يُرفرِف بِأجنِحتِهِ ) و وجهُهُ كشمعة في ليلٍ دامِس....
كلّما تطفّل واقترب منها قاربُه كلّما ابتعد ت عنه وبِتباعُدِها عنه أشِعّة كطيفِ قوس قزح وبِكلِّ جمالِ ألوانِه...
فيسأل ذلِك القلب العطوش :
أأرحل ؟؟؟ أأعيش ؟؟ أأبقى ؟؟ أو أموت بِجمرِ عطشي لأصبح (( رماداً ))؟؟؟ لا أعرِف!!!
فينتظر وهو كالغريق الّذي يتعلّق بِقِشاشِ أملٍ قادِم وينتظر إلى أن........فجأه يرى (( أملاً قادِم )) رصيف ميناءٍ ليس ببعيدٍ عنه.......!!!!
فينادي ....لا أحد يستمع لِنِدآئِه فيُبحِر بِكُلِّ ما أوتي من قوّة إلى أن وصل لِذلك الرّصيف لِيرى ( إطاراً كُتِبَ عليه:
(( هنا إستقبال وإنقاذ النّاجون من بحرِ الحياة الغامِض في أسرار الحياة وسِرُّ الظّلام الهالِك ))
فيبحث ويبحث عن مُنقِذ ويديهِ الرّعِشة الذّابِلة تكادُ أن تسقُط من جِسمه الهزيل الّذي ارتمى على ضهرِ قاربه ...
فيُقرّر بأن لا أحد على هذه الأرض.....
فيأتيه ذلِك الضّوء الجميل وشعاع الوان طيف قزح...... ليحتضِنهُ وينتشِله من غياهِب أعماق السّكون والوحشة
ويُسقيهُ جرعة أملٍ بسيطة لأن لا يموت من جرعتها الكبيرة
فيسعُدُ ذلك النّاجي وينشُد لي
بـ(( لن أرى جمالاً وأجازف بويلاتِه وأعماقِه...ولكنّي سأفرح وأحلُم وأسرح بِجمال خيالِك ))
فبِنهاية حلم جميل لِقلبي الحالِم في (( نهرِ أحلامي ) حِساباً قد أكون متقدّماً جِدّاً بِعمري لِدفعِ أثمانِه وجرفِ سيلِ آلامِه...لأنّ الحزن القاسي وبؤس سنيني يشربُ من دمي حتّى الموت فلا تُدرِك أنفاسي بعدها الحياة.....
فسأطمئِنّ وأحلُم بِـ( إبتسامة الرّبيع ) وأُبحِرُ في ( نهر أحلامي الرّائِع الجميل ) إلى أن ألفُض أوآخِر أنفاسي ...إنتهى
سُبحانك ربِّ العِزّةِ عمّا يصِفون.................... وسلامٌ من ربًّ رحيم............
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لِزآئِر حرفي الحالِم إن أعجبك ماخظّهُ قلمي فرسالتي إليك : بِأن لا تنقُل كتاباتي هذه فقد أدمعت خواطِري منها
وأشكُرُك جُلّ الشُّكر إن مررت بِها ونقدت أو أضفت أو علّقت ........
قائِد ( نهرِ الأحلام الخالِد في ذاكِرة الزّمن ) / ابو عدنان