بدل السكن الغائب أم المغيب عن موظفي البريد
بداية أود أن أشيد بالمجهودات الجبارة التي قامت بها مؤسسة البريد السعودي، والتي ساهمت في التحول الكبير والسريع، وهذا ما هو ملموس حقيقة للكثيرين القريبين من الوسط البريدي، نتاج تهيئتهم النفسية، وكذلك تهيئتهم تقنيا بدعمهم بمزيد من الدورات في تخصصات عدة من ناحية المنتمين لهذا الجهاز الخدمي. ومن ناحية أخرى الجميع شاهد أن ثمة تغييرات حدثت على الساحة الاجتماعية عامة، بحيث أصبح المواطن ذا عقلية خصبة لمفهوم الخدمة البريدية وما يترتب عليها من توابع ومدلولات، بأنه لا يمكن أن تدور عجلة تنمية أي بلد إلا بدعم لوجستي خدمي.
وكان البريد حقيقة من أول وأهم الداعمين لحركة التطور خدميا واجتماعيا وإداريا، بمعنى أننا بحاجة دائمة إلى هذه الوسيلة من الاتصال المادي الملموس.
ولكن ثمة أسئلة كثيرة يود موظف البريد توجيهها إلى هرم مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد بنتن، وهي حجب المعلومة الإدارية المتعلقة ببعض أوضاعه واستحقاقاته؛ لكي يستمر هذا الموظف وثابا متوقدا في سبيل تطوير عمله وخدمة وطنه.. والسؤال لمعالي الرئيس: ألا يرى بأن التعتيم داخل المؤسسة بما يخص بدل السكن منذ أربع سنوات إلى الآن يجعل موظف البريد يعيش مع مؤسسته في جو من عدم الثقة في الكثير من التعاميم، ومنها صرف بدل السكن والتي أكدت بعض التعاميم وعبأت على اثرها الكثير والكثير من البيانات بخصوص صرف هذا البدل، وهذا يدل على أنه كان هناك ما يشير إلى ذلك.
إن موظف البريد يريد أن يعرف حقيقة بدل السكن، بل إن معرفته حق مكتسب أليس كذلك؟.
أما أن يكون الموظف عرضة للشائعات، فهذا غير مقبول، ولو سألنا عن أكبر شائعات البريد لوجدناها (بدل السكن)، إذا لم نترك قضية كهذه بدون تعميم فاصل، بل قول فصل عن السبب في عدم الصرف أو تأجيله، أو أي تعليق يفيد هذا الموظف الذي يستغل ما حوله من قدرة ذهنية وجسدية وتقنية وكل ما هو متوفر حوله لتأدية واجباته وإيصال هذه الخدمة للمواطنين، وكما تعلم بأننا محكومون بتكنولوجيا، وعمل البريد السعودي مرتبط بإمكانات مكنته من احتلال مراكز الصدارة على مستوى الشرق الأوسط.
كما أن إدارة الإعلام البريدي مارست جميع فنون وأسس «البيروقراطية الإعلامية»، وذلك بالسكوت على منتقدي الخدمة البريدية من كتاب أعمدة وكتاب رأي، الذين استطاعوا بالفعل تصوير البريد بصورة معاكسة للحقيقة لمعظم القراء، ومن هنا يجب على إدارة العلاقات أن تترك هذه البيروقراطية، وأن ترد وتوضح الحقائق من غير مصادرة الرأي الآخر، ولا أرى إشكالية في ذلك، بل يجب عليها أن تظهر خدمات البريد، وأن ترد على منتقديها بالأدلة، وأن توضح بأنه ليس لدى مؤسسة البريد من يوصل لهم الخدمة (باستراق السمع او باستنساخ عفريت من الجن ينقل ما يريدون من خدمة، قبل أن يرتد إليهم طرفهم)، البريد له إمكانات تكنولوجية تحكمه، مثله مثل أي بريد عالمي يستحق من خلالها موظف البريد حق من حقوقه، وهو (بدل السكن الغائب).