بسم الله الرحمن الرحيم
الاعداد لرحلة الحج يتطلب سلوكيات خاصة حيث يعقد العبد المؤمن العزم علي أن يسافر
لآداء فريضة الحج صافيا.. طاهرا .. نقيا ليس في قلبه شائبة.. يتملكه حب الله .. طامعا
في رحمة الله .. ساعيا الي رضاء الله سبحانه وتعالي.
فكيف يعد الانسان نفسه لهذه الرحلة المباركة العظيمة؟
وكيف يحقق الصفاء النفسي في رحلة العمر؟؟؟!!!
عندما ينعم الله سبحانه وتعالى على العبد المؤمن بالدعوة لأداء فريضة الحج . . يشعر هذا العبد المحب لله بفرحة غامرة تسيطرعلى كيانه كله ممتزجة بالرهبة والخشوع ويوقن بأنه أمام مسئولية كبرى عليه أن يتحملها وأمانة لابد من أدائها. ويسجد بخشوع وحب حامداً شاكراً فضل الله العظيم عليه، داعياً أن يتقبل الله جل جلاله حجه وأن يعينه على المحافظةعليه.
فالحج مسئولية كبرى أمام الله تتطلب الإخلاص والصدق في القول والعمل، ونقاء السريرة، والصفاء النفسي.
والإعداد لرحلة الحج يتطلب سلوكيات خاصة حيث يعقد العبد المؤمن العزم على أن يسافر لأداء فريضة الحج صافياً . . طاهراً نقياً ليس في قلبه شائبة . . يتملكه حب الله . . طامعاً في رحمة الله . . ساعياً إلى رضاء الله سبحانه وتعالى.
ويستهل العبد المحب لله المخلص استعداده لرحلة الحج بالصفاء النفسي حيث يصفو بنفسه ويرتقي بقلبه وروحه وكيانه إلى أعلى درجات الصفاء ويبدأ في محاسبة أفعاله ويسترجع أحداث حياته ليصفي حساباته مع نفسه والآخرين، فإذا كان قد أساء إلى أحد أو ظلم أحد أو كان سبباً في إيذاء أحد، فعليه على الفور أن يطلب العفو من الله أولاً ثم يستسمح من ظلمه وأذاه.
فإن المحافظة على حقوق العباد من الأمور التي تتعلق عليها كمال المغفرة، وتمام التوبة كما جاء في سورة نوح:
{أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون، يغفر لكم من ذنوبكم} (نوح 3: 4)
لم يقل المولى عز وجل يغفر ذنوبكم، ولكنه قال يغفر من ذنوبكم، أي أن هناك بعض الذنوب ستظل مغفرتها معلقة حتى تقضى حقوق العباد، مثلها لا يغفرها الله إلا بعد ردها إلى العباد أو عفوهم وتنازلهم عنها.
ولكن ما هو الظلم؟
الكثيرون يعتقدون خطأ أن الإنسان يستطيع أن يفعل ما يحلو له، ثم يؤدي فريضة الحج، فيعود من الحج كما ولدته أمه بلا خطيئة . . بلا أخطاء.
ولكن كيف ذلك؟ كيف يحل الإنسان لنفسه أن يظلم ويكون سبباً في إيذاء الآخرين أو الإساءة إليهم في أي صورة من الصور؟
ثم لمجرد أن يؤدي فريضة الحج يعود وكأنه لم يفعل شيئاً . . أين حق المظلوم؟
لقد صور القرآن الكريم الظلم أعظم تصوير حيث توعد الظالمين بالعذاب الأليم وكما توعد الظالمين، وعد المظلومين بالنصر.
كما طمأنهم حيث نهى الله عن الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم، وهنا أعطى الله الحق للمظلومين بالجهر بالسوء لأنه يعلم
سبحانه مدى الثورة التي تتولد وتتفجر بداخل الإنسان المظلوم.
والظالم إنسان استفحلت فيه آفة الكبر وتولدت عنده الأنانية والغرور والتجبر بدرجة كبيرة، فهو إنسان لا يرى إلا نفسه،
ولا يسعى إلا لتحقيق مصلحته الشخصية حتى ولو كان الثمن في ذلك أن يجور على حساب الآخرين وحقوقهم وأن يؤذي آدميتهم
وكرامتهم وكبريائهم. فهو إنسان نسى الله فأنساه نفسه.
تحياتي،،،