بسم الله الرحمن الرحيم
وسقط الثاني من حماة كامب ديفيد ... !
قبل ثلاثين سنة سقط السادات صريعاً على يد رجال مصر المؤمنين جزاءَ ما اقترفت يداه من توقيع اتفاقية كامب ديفيد الخيانية مع كيان يهود المغتصب لفلسطين، أرض الإسراء والمعراج ، أرض أولى القبلتين...
واليوم سقط طريداً حسني مبارك, وارثُ السادات في حماية كامب ديفيد، ورعاية بنودها، والقيام بأمرها خيانةً لله ورسوله والمؤمنين...
سقط الاثنان بما كسبت أيديهما بعد أن بنوا القصور, وملكوا الدثور، ثم تركوها وراء الظهور! { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ }...
سقط الاثنان بعد أن "عبدا" أمريكا من دون الله، وملكت منهما اللسان والبنان، فلم تغن عنهما من الله شيئا {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}
سقط الاثنان لم ينالوا خيراً بل خزياً في الدنيا { وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ }..
سقط الاثنان .... وهذا شأن كل خائن, ولو بعد حين, لا يحكم بالإسلام، ولا يوالي الله ورسوله، بل يوالي الكفار المستعمرين، ويتآمر معهم على بلاد المسلمين...
سقط الاثنان... فهلا تدبَّر الظالمون أمرهم, قبل أن يأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}...
هلا أدرك الحكام الذين وقعوا اتفاقيات الخيانة مع كيان يهود، أو يطبِّعون معهم، أو يفاوضونهم، أنَّ مصيرهم أسود مظلم في الدنيا قبل الآخرة، أم أنهم صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون...
لقد انتفضت مصر الكنانة على الظلم وأهله، وكان ميدانُ التحرير مسجدَها الجامع، تنطلق منه تكبيراتها مؤذنةً بفجر جديد... فهلَّا يكون هذا الفجر بحق هو فجرَ الخلافة في أرض الكنانة، فجرَ إلغاء اتفاقية الخيانة، فجرَ معارك النصر في فلسطين من جديد, فجرَ تحريرها من رجس يهود, وإزالة كيانهم الذي تقوم أمريكا بأمره من غذائه إلى سلاحه على مرأى ومسمع من خونة الحكام في بلاد المسلمين، بل بتواطؤ منهم ورضى!
لقد اخترقت أمريكا مصرَ الكنانةَ ردحاً من الزمن، وسهَّل لها هذا الاختراق, بل فوق الاختراق, حكامٌ لا يستحيون من الله ولا من رسوله ولا المؤمنين... وهي لازالت, حتى في هذه الأحداث الأخيرة, تدسُّ أنفها, وتحشر نفسها في أمرِ مصرَ وشؤونها على لسان أوباما ونائبه ومستشاريه... أفلم يأن لهذا الأنف أن يُبتر، ولتلك النفس أن تُزهق، ولذلك اللسان أن يُقطع، فتعود مصر حرةً كريمةً كنانةَ الله في أرضه؟
إننا في حزب التحرير نتوجه صادقين إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، وقد آتاه الله الحكم، أن يجعل ولاءه لله ولرسوله وللمؤمنين، ويقطع كل ولاءٍ غيره... يقيم الخلافة، ويحكم بما أنزل الله، ويجاهد في سبيل الله، ويعيد في فلسطين سيرةَ محرريها السابقين من رجس الصليبيين والتتار، فيحرر الأرض المباركة من رجس يهود ويقطع دابر الكفار المستعمرين...
{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
09 من ربيع الاول 1432
الموافق 2011/02/12م
حزب التحرير