صحح مفهومك عن العمل
إن أهم أمر لابد أن يكون حاضرا في ذهنك عندما تقوم بعمل شيء هو ان تسأل نفسك لماذا أنت تقوم بهذا العمل؟ فكثير منا حصر أهمية العمل في ما يتقاضاه من راتب واصبح العمل مصدراً للزرق والعيش فقط له دون الاخذ بالاعتبار ان العمل بوابة التقدم والتطور والانجاز لاي أمة. كما أننا نقع في خطأ عندما نخلط بين غضبنا علي العمل او أرباب العمل وبين أدائنا فالاتقان والحرص في العمل ليس موجه فقط لرب العمل او منظمة العمل.
وهنا تكمن أول مشكلة عندما يتدني مستوانا الوظيفي وأداؤنا نتيجة هذا المفهوم الخاطئ وتصبح لدينا سلوكيات خاطئة كالتذمر وكثرة الشكوي وبالتالي نفسية حزينة وتفكير سلبي ونصبح في حلقة مفرغة من الاحباط والسلبية لذا لابد ان تكون لدينا مفاهيم وعقيدة سليمة للعمل ومن أهمها:
أولا: إن الإخلاص والإتقان في العمل مطلب شرعي، والأجر والثواب الذي نرجوه من الخالق لابد من أن يكون أعظم وأهم مما ننتظره من المخلوق وبهذا المفهوم نتحفز من الداخل، ونحتسب الأجر في صبرنا اذا ما كنا في وضع ابتلاء او ظلم ويكفينا شرفا اننا نستثير حب الخالق لنا عندما نتقن اعمالنا فالأداء الجيد والايجابية والانجاز هو انعكاس لجودة الشخص مهما كانت الظروف.
ثانيا: للحياة قوانين واسباب ومسببات وهذه القوانين لا يمكن لها ان لا تفرق بين المجتهد والكسول وبين المتعلم والجهول وبين الصبور والمتذمر، وبين الكفاءة وعدمها وبين الحقيقي والمزيف وبين المتقن والمفرط لذا أعمل بجد وجهد وانت مطمئن فإن الجزاء من جنس العمل.
ثالثا: ان الانجاز والارتقاء مطلب نفسي حيث تستعد النفس وتزداد ثقة كلما انجزت واتقنت، علينا ان ندرك انه كلما ارتقي نوع الانجاز الذي نقوم به اضفنا لانفسنا قيمته وسعادة لذا نحن في حاجة لان نعمل بجد واجتهاد من أجل صحة نفسية متزنة.