أخلاقيات العمل
في أي عمل عندما يترك الحبل على الغارب للعاملين فإن الإنسان السوي يخسر، وفي مقابل
خسرانه يربح غير السوي وربما على حساب الأسوياء.
ومن هنا وضع لكل عمل أخلاقيات تحكمه، سواء كان هذا العمل مكتبيا أم طبيا أم صحافيا أم
تطوعيا.
السؤال المُلِح: هل يوجد في المؤسسات الحكومية والخاصة فصولا مكتوبة عن أخلاقيات المهنة.
وإن وجدت فكم من العاملين اطلعوا على أخلاقيات مهنهم لكي يتمكنوا من الالتزام بها.
أكاد أجزم أن الجواب في الحالتين سلبي جدا.
إذا كان الأمر كما قلت، فكيف لنا أن ننمي احترام أخلاقيات العمل الضرورية لمزاولة المهن.
للوصول إلى الهدف نحتاج إلى:
٭ تعريف شامل لأخلاق المهنة يكون ضمن أساسيات البدء في العمل لدى المستجدين.
٭ أن تتناول أخلاق المهنة شتى أطرافها فمثلا في المؤسسة الطبية هناك أشياء تخصّ المؤسسة
وأشياء تخص الزملاء والمرضى.
٭ التشديد على الالتزام بالأخلاقيات.
٭ سبر التزام العاملين بأخلاق المهنة بطريقة علمية.
٭ وضع العقوبات الرادعة لمن يخل بها وإنذاره خطيا.
٭ تكرر الممارسات المخلة بأخلاق المهنة يستلزم الفصل والتشهير لتكون رادعة لكل من تسوّل له
نفسه شيئا من ذلك السلوك.
٭ إدارة واعية ومتابعة قوية تقوم على حماية الحقوق. (( وقبل ذلك اختيار القيادات الأمينة))
مع ماذكرت إلا أن الأمر ليس هينا ! فمن اعتاد على انتهاك أخلاقيات المهنة لسنوات يصعب عليه
أن يحترمها.
وسأورد أمثلة على بعض الانتهاكات التي تحدث بشكل شبه يومي:
٭ في المجال الطبي: الإخلال بجزئية السرية المتعلقة بشؤون المرضى، أو أن يقوم أحد موظفي
المستشفى من غير الفريق المعالج بالاطلاع على ملف المريض، أو العبث بنتائج البحوث.
٭ في مجال الصحافة تلفيق الأحاديث أو تزويرها، الإفصاح عن مصدر المعلومة فيما قد يضر بالمصدر، أو الكتابة الدعائية أو مدفوعة الثمن.
٭ في مجال الاتصالات: الإفصاح عن أسماء صاحب الهاتف أو الحصول على فواتير الغير أو التنصت، أو إفشاء أسرار الشركة لشركة منافسة مهما كان الدافع.
٭ في مجال التدريس: المحاباة أو التجني لأسباب شخصية، تشجيع أو السكوت عن السلوك الشاذ لدى الطالب، أو التحرش.
٭ في مجال الزراعة: التسويق قبل انقضاء فترة التحريم بعد رش المبيدات.
٭ في مجال التجارة عامة، التدليس أو التلاعب بحسابات الشركات لإيصال رسالة مخالفة لواقع الشركة.
والقائمة طويلة لو أردت سردها، وما إيرادي للأمثلة أعلاه إلا للدلالة على أننا نعيش مشكلة
حقيقية تعصف بالمجتمع من دون أن يلقى لها بال.
ولست أدري إن كان لدى القضاة إلمام بالمشكلة.
وهل يحق لمن رأى أنه تضرر نتيجة الإخلال بأخلاق المهنة المطالبة بعقاب المتسبب والتشهير به.
أم أننا بحاجة إلى محاكم من نوع خاص تعطي أهمية كبيرة لمثل تلك الاعتبارات. وتسن القوانين
التي تحكمها.
رغم أننا مسلمين وديننا هو دين الأخلاق إلا ان مستواها يتضائل وينحجر. ولذا تكمن أهمية
الإلتفات لها بشكل أكبر، وجدير بنا إدراجها ضمن مناهج التعليم خصوصا الجامعي والتعليم العالي.
أتمنى ان يكون هناك وعي باخلاق المهنة بمؤسسة البريد ايضا .... من اختيار قيادات أمينة الى
متابعة موظفين ... وبعدها اعطائهم ميثاق اخلاقيات المهنه ’’’
اقبلوا تحياتي