البرامكة الجدد
هارون الرشيد صنع البرامكة فلما استفحل خطرهم انقلب عليهم.. لكني اكتشفت أن هارون الرشيد - غفر الله له - قد ترك دون قصد بعضا منهم مايزال يجول ويصول حرا طليقا في كثير من مؤسساتنا الحكومية استولوا عليها ويديرونها باتجاه مصالحهم الشخصية!
البرامكة الجدد في الأساس موظفون وضع المسؤول ثقته فيهم فأصبحوا من المقربين من صاحب المعالي أو السعادة لكنهم أحالوا تلك الثقة إلى نقمة تصيب سمعته وسمعة الجهاز الذي يتولى رئاسته؛ لأنهم يهتكون عرض الأنظمة بتجاوزاتهم واجتماعاتهم واتفاقاتهم السرية يضعون مصلحتهم الشخصية أولا.. وثانيا وثالثا.. يسيطرون على القرار ويوجهون دفة المؤسسة أو الدائره الحكومية إلى وجهة يرضونها.. شعارهم النفعية و(شد لي واقطع لك).. يديرون شبكة واسعة من العلاقات والمصالح المشتركة فيما بينهم وبين آخرين في جهات أخرى ولولا ثقة رئيسهم التي أثبتت له الأيام أنها في غير مكانها لما كانوا سيصلون إلى تلك المنزلة التي وصلوها!
البرامكة في الأساس موظفون عاديون يصنعهم المسؤول بعد أن يوهمونه بأنهم الأفضل والأجدر من كثير من موظفيه! لكنه سرعان ما يكتشف أنهم خانوا ثقته فيهم بعد أن يحققوا وبجداره سمعة سيئة للجهاز الذي يشرف عليه وتحويل المؤسسة الحكوميه إلى قطاع خاص واستثمار نفعي لهم ولأقربائهم وأصدقائهم ومن يدور في فلكهم..! أعتقد أن على كل رئيس ومدير ومسؤول عن أي إدارة حكومية أن يتأكد هل يوجد لديه برامكة؟!
من المهم أن يطرح المسؤول على نفسه هذا السؤال خصوصاً بعد توجه حكومتنا الرشيدة إلى محاربة الفساد وإنشاء هيئة خاصة للتصدي له!!
منقول من جريد الجزيرة