« العمارة المهجورة » سر الجبيل الصامت
ترعب الأهالي منذ 15 عاما
« العمارة المهجورة » سر الجبيل الصامت
البلدية: ظهور الأسياخ لا يكفي لإزالة المبنى
احد جوانب العمارة
أحد المداخل
رغم مرور أكثر من خمسة عشر عاما على هجر آخر سكان هذه العمارة لها، و رغم أن هذه المدة أكثر بكثير من مجرد كافية لتتضح خلالها ما يكتنف هذه العمارة من أسرار جعلتها حديث مجالس الناس لأعوام مضت،ورغم أن كل من وقف أمامها أحس برهبة تسيطر على قلبه لهول ما يراه على جدرانها من تشوهات لم تحدث بسبب تهالكها أو مرور الزمن بل أن ظهور أعمدتها الحديدية من خلال الجدران بدون تكسر في الجدار و ليس من جهة واحدة بل أن هذه الظاهرة طغت على كامل العمارة ،و كأن هذه الأسياخ طرقت من الخارج بانتظام ،و الغريب أيضا ،أن الأسياخ الحديدة تتضح في الجدار من الجهتين الداخلية و الخارجية إضافة لظهور الأسياخ من السقف العلوي إلى الأسفل كما تظهر بالمثل من الأرضية إلى الأعلى ،و كأنها مشهد من أحد أفلام هوليود السينمائية، مما جعلها تقذف برهبة في قلب كل من وقف لمشاهدتها لتمنع بذلك أية خطوة أخرى يفكر فيها الإنسان ليدخل إلى داخل هذه العمارة و يستكشفها من الداخل إلا أن ذلك لم يمنع فضول الغير من الذهاب لمشاهدتها و لم تخل أيضا من مشاهد أخرى ،قد تكون تكررت في مبان أخرى و هي الأصوات الغريبة التي تسمع منها ليلا إضافة لما حدث في شبابيك العمارة من تهشيم.و في ظل صمت عميق يحيط بأسوار هذه العمارة ليخفي حقيقة ما يحدث بها ،بدأت الحكايات تنسج حولها و تؤلف الأحجيات حول حقيقة هذه العمارة و عن السر في تحولها من عمارة سكنية إلى عمارة مهجورة و عديمة الفائدة ،و لم يتكلف أحد حتى بهدمها و إعادة البناء على أرضها.حكايا وأسرار
و يرجع الأكثرية السبب في وضع العمارة الراهن إلى الجان، و أن هذه العمارة كانت عمارة سكنية ،وأن أحد ساكنيها كان ممن يتعاملون مع الجان و عندما أخليت العمارة غضب الجان لفراق ذلك التابع لهم فقرر تشويه العمارة حتى لا يسكنها أحد غيره، و بالرغم من أن العمارة ليست بقديمة البناء إلا أنها هجرت ،و لم يستخدمها أحد منذ ذلك اليوم، كما أنه لم يتم هدمها للاستفادة من البناء على أرضها، و ما زال السبب الحقيقي لتحولها لعمارة مهجورة محبوسا بين أسوارها التي أحيطت بأشباك محكمة تمنع الاقتراب أو الدخول إلى داخل العمارة.
(اليوم) حملت هذه الرواية لتدور بها بين مكاتب المسؤولين في محافظة الجبيل لعلنا نجد التفسير المنطقي لما يحدث في هذه العمارة لدى أحد منهم.
بداية التقينا برئيس بلدية الجبيل المهندس فارس الشفق و عندما سألناه عمّا هو موثق في سجلات البلدية عن وضع هذه العمارة، أوضح: أن هذه العمارة تعود ملكيتها لإحدى الجهات الحكومية وليست تابعة لأحد الأشخاص، و رغم ما يوجد بهذه العمارة من عيوب تتمثل في ظهور الأسياخ الحديدية المستخدمة في تدعيم الخرسانة إلا أنها لم تدرج ضمن المباني الآيلة للسقوط ،حيث إنه من المعروف نظاما أن المباني الحكومية لا تدرج ضمن المباني الآيلة للسقوط و التي يلزم إزالتها من قبل البلدية ،كما أنه لم يسبق للبلدية الكشف عن هذه العمارة ولم تسجل أي خطورة على السكان إزاء بقائها ،وقد يكون من الممكن عمل صيانة لها، حيث إن سقفها ما زال قائما و غير آيل للسقوط، لأنه من الصعب الحكم على سلامة أي مبنى دون إجراء اختبارات فنية دقيقة تحدد سلامته .(انتهى)
و بعد أن خرجنا من مقر البلدية اتضح لنا أن أحد القولين السابقين مبدد، حيث إن ما ذكره المهندس فارس الشفق عن ملكية الأرض يبدد ما يدور حول أن اغتصابها من أصحابها كان السبب في حدوث ذلك الأمر و بقي القول الآخر هو المرجح حتى الآن.
الاستقرار أمر ممكن
و لبحث ما إذا كان ما يحدث هو فعلا بسبب الجان فقد التقينا بالشيخ تركي المنصوري أحد أبناء الجبيل المعروفين بالتعامل مع ظاهرة الجان، والذي أوضح بدوره: أن أي مبنى سواء كان قديما أو حديثا يهجر من ساكنيه لمدة طويلة فإن استقرار الجان فيه أمر ممكن و من الوارد حدوثه في مبنى مثل هذه العمارة.
ولكن هذا المبنى لا يبدو لي أن ما يظهر عليه بسبب فعل الجان بل أن الإشاعات التي تدور حوله أكبر بكثير مما يحدث فعلا في الواقع.
و لكن على المسلم دائما أن يحصن نفسه عن هذه المصائب بكثرة ذكر الله و البعد عن الخوض في سفاهات الأمور و الابتعاد عن الحديث فيما لا يعلم لكيلا يكون ممن كذب كذبة وصلت إلى الآفاق و هو ما توعد فاعله رسول الأمة هذا و الله أعلم
الرابط..
http://www.alyaum.com/issue/article....12642&I=555228
رد مع اقتباس
