معنى كلمة ((( بعد حيي )))
تختلف صيغة اللهجات العامة في المملكة
من منطقة إلى أخرى ويعود ذلك - فيما يعتقد -
إلى اتساع رقعة البلاد الجغرافية وبالتالي اختلاف
أنماط العيش الحياتية بين مناطقها المترامية الأطراف..
وعلى الرغم مما تشهده المملكة من تقدم حضاري وتكنولوجي..
إلا أن ذلك لم يذب خصوصية كل منطقة بما تكتنزه من مفردات
شعبية كانت ولا تزال في نظر الكثيرين جزءاً من
إرثهم الشعبي والذي يزداد مع تقدم السنين وتعاقب الفصول
تألقاً وجمالاً، لهذا بقيت بعض المصطلحات الشعبية والشائعة
الاستخدام في منطقة حائل - مثلاً - إلى يومنا هذا سمة
غالبة على لهجة أبناء حائل تضفي على حديثهم نكهة
خاصة تثير إعجاب وفضول كل من سمعوها أو تحدثوا بها..
ومن أشهر هذه المفردات الشعبية المتداولة في منطقة حائل
تضفي على حديثهم نكهة خاصة تثير إعجاب وفضول كل من
سمعوها أو تحدثوا بها.. هي عبارة "بعد حيي" التي ترنم
بجمالها الشعراء واتخذ منها أبناء حائل شعاراً لمهرجاناتهم السنوية ..
إن أول من اطلق هذه العبارة هي سفانة ابنة حاتم الطائي
أخت عدي ابن حاتم، وذلك عندما مرت بحائل مع أهل البيت
قادمة من الشام بعد مقتل الحسين، فلما سألت قومها
عن اخيها عدي أخبروها أن عدي ذهب إلى العراق
يقود جيشاً، فقالت "بَعُدَ حيي" بمعنى: ذهب أهلي .
وبقيت هذه الكلمة متداولة حتى حُرفت إلى "بَعدَ حيي.
وعن المعنى الحالي للعبارة : إن المتحدث عندما
يستخدم عبارة "بعد حيي" لمحدثه، فإنما يعني بذلك
تجسيد صدق محبته ومودته له ، بحيث يعتبره بصدق نية
وسلامة مغزى أنه يستخلفه في الأحياء من الذين يحبهم
ويودهم، وقد يدخل ضمن ذلك أهله وأقاربه، وقد يتجاوز
المتحدث الأحياء إلى الأموات فيقول "يا بعد حيي وميتي"
وهو بذلك يبلغ الذروة في محبته ومعزته لمن يخاطبه
فيقدمه على أحيائه وأمواته..
لهذا نجد بأن هذه العبارة لم تفارق أبناء حائل
في حلهم وترحالهم قديماً وحديثاً حتى أصبحت
سمة من سمات أهل حائل ..