لا حول ولا قوة إلا بالله
ماتت الطاهرة التقية النقية ..
النبيلة رمز الوفاء والصفاء والتضحية ..
حبيبتي ، فرحي، وقرة عيني وبهجة قلبي ,,
لم يدخل بيتها تلفاز ولم تسمع في حياتها أغنية ولم يفارق يدها المصحف ..
كان ليلها قيام ونهارها صيام ..
كانت تؤثرنا على نفسها ونحن لاندري ..
كانت لاتدخر لنفسها شيئا ولا ندري ..
مانعطيها في الليل لايمر به ليل آخر ..
تدسه خلسة في أيدي المساكين واليتامى عندما يحين الصباح..
لم أكن أحسب أن هناك قلب قد أحس بالفقد كقلبي ولا نفس تاهت بالحزن كـ نفسي وكأنني ضرير من بعدكِ يهيم وسط كثبان الحياة لا يرى نور ولا يحلم به ولا يتحسس خطواته أي جهة تسلك .
كانت كثيرة أهدافي وأمنياتي قبل فقدها .....! لكن حين أغرق كوني الفقد والحزن لم أتمنى إلا أن لا كنت ولا عشت لهذا اليوم ...!
ثق أنني كرهت كل من رمى حبات التراب على جسدها الطاهر .
كيف لنا أن نصف ..!
من كان الماء يأخذ من قياس قلبها النقاء والطهر.
من كان النور يأخذ من قياس محياها وروحها الرحمة والبهجة والهدوء.
من كانت الأرض تدور فقط لتسابق خطواتها الطاهرة النقية .
من كانت الجنة تحت أقدامها.
من كانت الرحمة بين جميع تلك وهذه الوجوه.
من كان التراب تتفاخر حبيباته التي رسمت آثر خطواتها تفاخر بطهرها بين أمثالها.
من كانت إسطورة المستحيل وحقيقة المغفرة في رحمتها ونظرتها ولمستها وضحكتها وحضنها الذي يعيد لك ولقلبك معنى الطمأنينة والطهر والنقاء والتقى والحنان والحياة .
اتعجب من أختيار الموت لها وتركي ..!
فأنا قد عجبت ومازلت أعجب كيف للدنيا أن تبقى بعد رحيها
وكيف للدنيا تسير بأيامها كالمعتاد بعد فقدها
وكيف أستمر قلب الحياة والكون بالنبض بعد توقف قلبها الطاهر
وكيف للوقت يدعي كذبته بالأستمرارية من بعدها وكيف وكيف ..!
كذب من قال أنه كتب مرثية بأمه , وكيف ذلك والشعر ليس إلا حرفاً من حروفها.
كذب من قال أنه كتب وصف لأمه , وكيف ذلك والله سبحانه وتعالى قد علم بفقدان الدنيا
لصفاتها ولمحتواها فرمى بجنته المنشودة من الجميع تحت أقدامها ليعلموا بقدرها وقيمتها.
نعم والله لقد أنقطعت صلتنا بالأرض منذ رحلت..!
ثق أنك سوف تغبط الطير على عشه ,
والطفل على حضن أمه ولو كان من أبنائك,
وثق أن كل حروف اللغات التي تتقنها واللتي لا تتقنها لن يبقى منها سوى حروف أسمها وكنيتها .
قد قيل اليتيم من فقد أمه وصدقوا والله فكم من يتيم في هذه الدنيا , والناس تعطف على اليتيم الصغير فقط وينسون أن اليتم لا يعرف عمر..!