بِسم اللّهِ الرّحمن الرّحيم
والصّلاةُ والسّلامُ على أشرفِ المرسلين سيّد الغُرِّ المحجّلين أما بعد
إخوتي في الله
لقد استثار ت لدي الدّهشة من منظر (( تغيير معالم الطبيعة البِكر )) الّتي خلقها الله سبحانه وتعالى وهو
(( المُزيّن الأوّل )) لها وهذا التّغيير للأسف حصل بِفِعل فاعِل وهو (( المزيّن الثاني ))
فتحوّلت الدّهشة لدي الى تفجُّر وإفراز غضب الكلِمات الّتي عبّرتُ بِها هنا عن وضع (( هتك معالِم الحديقة )) ......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
في الصّيف...... في أوقات جمال ربيع الطّبيعة...... في نُزهة خاصّة مع الجمال بالعادة نُشاهِد ونُكحّل أعيُننا
بخُضرة الأرض أم بِجمال خُضرة الجِبال تنشُدُ بِها أعيُننا وأرواحُنا بِجمال (( الحديقة ))
الحديقة الّتي زيّنها الخالِق هي في الأصل غطاء لِجرد الأرض وجدبِها وعريانِها , هَـبـّـة نسماتها الرّقيقة مفعمة
برائحة الصباح ، تملأ الصّدور بِهواء الحياة النّقيّ ، عِندما تكتسي بلون الشمس الذّهبي اللامع لِيصل إلى جمال
روح أعذاقِها نتنفّس أنت منه الرّوح والرّيحان وتتنفّس هي منه وبِه..
ولـــــــــــكــــــــن
عِندما تجِد هذه الرّوح مختفية من نُزهتِك فإنّك وبلا تردُّد تحقِد على فِكرة النُّزهه .....
تُريدُ الوصول وفي رحلة نُزهة إلى زاوية الجمال في بكارة الشُّجيرة أو العشب الأغدق أو جريانُ وادٍ وأنت
(( بِسيّارتِك )) لِتصل إلى (( الحديقة الرّبّانيّة )) ,
و بالذّات في منتزهاتِنا الجميلة كسراةٍ أو جِبالُ شَـفاة أو وِديانَ مسيل أو أضلاعِ جِبالٍ جاورتها المدينة بِكُلِّ عوادِمِها
البيئيّة فـ تجِد (( لوحة تحذيريّة )) مكتوبٌ عليها :
طريق غير نافِذ
أو:
ممنوع الدّخول
أو:
خــــــاصّ
أو
بوّابة مدخل مايُسمّى الآن بِـ( كانت هنا حديقة ) لِمستثمِر قد أزهق جمال الشّجيرات وروعة شمسِها وضِلِّها
و بِرسوم دخول يدّعي بِرعايتها أمام مرافِق الشأن ليغنم من الفقير والغنيّ بالمال..
وتُصبِح تِلك الشُّجيرات البريئة الحزينة مكسورة الأغصان أطرافُها على أطرافِ الطّريق.
أصبحت حديقة بلا ربيع أكل الصّدى معالمها من فِعل (( المزيّن الثاني )) بل المزيّن بِطمعِ المادّة فهو في
الأصل ليس بِمُزيّن بل مُخَرِّب....
فتُحوّر بِذلِك النّزهة مِن نُزهة نقيّة في العراء الطّلق الى طبيعة مسلوبة الهويّة ومسلوبة المعالِم الحقيقيّة على شكل المادّة,,,,,
وتُمسي بِها أعيُننا ترحل إلى مكانها في داخِل تلك (( الحديقة )) أو ما تبقّى مِنها بِذِكريات منسيّة..
هنا نجِد إنعِكاس مفهوم (( ثقافة التّجدّد )) من المفهوم الحقيقي وهو توعية المُـتَـنَـزِّه
وتحذيرِه أو مُعاقبتِه......فمن آداب السلوك الإسلامي احترام المشاعر والأحاسيس وعدم التعدي علي حقوق
الآخرين بالمحافظة علي البيئة والطبيعة التي خلقها الله نقية خالية من أي تلوث وسخرها لخدمة البشرية
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "تنظفوا فإن الإسلام نظيف" "النظافة من الإيمان"
لذا فإن من آداب السلوك الإسلامي مراعاة حقوق الغير وعدم توقيع الأذي بهم وذلك يتطلب المحافظة علي البيئة من التلوث
فحُوِّر لِلأسف إلى مفهوم مايُسمّى بِـ(( تطوير المنتزهات الوطنيّة )) إستغلّهُ
المادّيّون بالسّعي خلف المادّة وجعلوه (( تحجيم حِساباتِهِم البنكيّة ))
بل جعلوه أيضاً (( تشويه وهتك معالِم بِكر الطّبيعة ))
إذاً للأسف ثقافة حِصار مادّي وإجباري لِـ((المُـتَـنَـزِّه )) داخِل الطّريق المُؤدّي للهدف
وهو منتزه الطبيعة الحقيقي .
فبِذلِك نحن نعيش تحت حصار دائم اصابنا بالعمى عن المقاييس الأصليّة والجمالية
التي نصبو إليها ونُنفّس عن أرواحِنا من خلالِها........
سُؤالي إلى متى ونحنُ نعبث بعذراء الجمال في الطّبيعة الحُرّة والخلاّبة....
أأسف على الشّجب والتّنديد و الإطالة ........ولكن أخذتني دهشتي في تشويه الأصالة
فيا من بيدِهِ صدّ وردّ وحِمى العدالة........ترفــّــق بعِنوانَ الجمالَ وطبيعة وطن الجمّـالة
لِنُصيِّر أراضينا فجراً في خلابة فجرِ صلالة......
أخوكم // أبو عدنان