كثيرون هؤلاء الذين يحبون أن يمتدحوا بوصف الرجولة أو يحاولون ولكن لا يسعفهم رصيدهم منها لا النفسي و لا الثقافي و لا السلوكي و لا الأدبي ، فيلجئون إلى أساليب تُرقع لهم هذا النقص وتسد لهم هذا الخلل ، ومن هذه الأساليب
محاولات إثبات الذات
التي غالباً ما يلجأ إليها الشباب المراهق، و حتى كبيري الأجسام و عريضي المناكب ، فيصر على رأيه ويتمسك به بشدة حتى تغدو مخالفة الآخرين مطلباً بحد ذاته ظناً منه أن هذه هي الرجولة وهذا هو الأسلوب الأمثل لإثبات الرأي وكسب أصوات المؤيدين من الباحثين عن مواطن الفتنة .
التصلب في غير موطنه
والتمسك بالرأي وإن كان خاطئاً ، والتشبث بالمواقف والإصرار عليها وإن كانت على الباطل ظناً أن الرجولة أن لا يعود الرجل في كلامه وأن لا يتخلى عن مواقفه وأن لا يتراجع عن قرار اتخذه وإن ظهر خطؤه أو عدم صحته تجده أول المعارضين والناقدين والمكابرين .
تصيد الثغرات
استعمال كل سلطة بسيطة تمنح له ، كيف ما كان نوعها ، و لو صغر شأنها . فتراه مهيئا تسلطه و متصيدا للضحايا و صانعا للأسباب و خالقا لها ، بل و مسخرها أحيانا لانتقامات ، نتيجة عقد أو ممارسات تعرض لها في حياته ، أو تربية ناقصة أنتجت ضعفاً بشخصيته .
صفات انعدام الرجولة كثيرة و متعددة
كما أن صفات الرجولة الحقيقة كثيرة و قد تجدها متوفرة حتى في بعض النساء .
و قمة الرجولة في قول الله تعالى :
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا).