توحيد العناوين حتى لا تكون إحدى خصوصياتنا!
د/ محمد بن سليمان الأحمد
لن نضرب المثل بنيويورك، ولا بطوكيو، ولا حتى بالعاصمة البريطانية لندن، لن نذهب بعيداً عن منطقتنا العربية، سوف نتحدث عن القاهرة ،هذه المدينة التاريخية والتي يقدر عدد الساكنين فيها بحوالي الخمسة عشر مليون نسمة، ووحداتها السكنية لا تقل عن الخمسة ملايين وحدة سكنيه.
هذه المدينة الكبيرة سكاناً ومساحة، لكل ساكن فيها عنوان واضح ومحدد يصل إليه بريده بشكل منتظم ،وهو نفس العنوان الذي يستخدمه بالإضافة إلى البريد، شركات الهاتف الثابت والمتحرك ،وشركة الكهرباء، وشركة المياه وهو نفس العنوان الذي يستخدمه الدفاع المدني، في حالة وقوع أي حريق أو أي حادث مشابه وهو نفس العنوان الذي يستخدمه الإسعاف والهلال الأحمر بل وسيارات الاجرة كما أن شركات توصيل الأغراض المنزلية والمطاعم والمطابخ وغيرها تستخدم العنوان نفسه .
في مدننا وبكل أسف ورغم حداثة البعض منها ليس هناك عنوان ثابت فصك الأرض يحددها منذ البداية بعرض الشارع الذي تقع عليه، فهذه الأرض يحدها من الشمال شارع أربعين و من الجنوب شارع خمسة عشر متراً وهكذا. مطاعم التوصيل لهم عناوينهم الخاصة،بل إن البلديات لديها عناوينها الخاصة أيضا، وهي تلك العناوين التي تضعها عند فسح البناء أو عند التصريح بافتتاح أي محل تجاري، كما أن المرور عند وقوع حادث مروري يعتمد على الوصف الخالي من عنوان واضح وكذا الإسعاف وسياراته والدفاع المدني يعتمدون على وصف» ثاني سكه على اليمين ورابع بيت على اليسار». وجاءت أخيرا مؤسسة البريد السعودي لتكمل الناقص وتضع عناوين لكل وحدة سكنية تتكون من إثني عشر رقماً لا يفهمها مالك الوحدة السكنية وسكانها فكيف نتوقع فهمها من العامل الأسيوي الذي يقود سيارة الاجرة أو الذي يقوم بتوصيل وجبات المطاعم .
ما نفتقده في كل مدننا وقرانا ،عناوين موحدة لكل وحدة سكنية أو تجارية ،صغيرة كانت أو كبيرة شقة مكونة من غرفة واحدة أو قصر مبني على مليون متر مربع وسواء كان بقالة صغيرة يعمل فيها أسيوي أو كانت أسواقا ضخمة يعمل بها أكثر من ألف موظف وعامل .
نريد الزائر الأبكم لأي مدينة سعودية يعطي العنوان مكتوباً لسائق سيارة الاجرة الأسيوي وخلال دقائق يوصله إلى الهدف دون توقف في الشارع وسؤال هذا أو ذاك عن المكان المطلوب توصيل هذا الأبكم إليه نريد فواتير الماء والكهرباء والهاتف والانترنت وحتى فواتير الغاز في المستقبل أن تصل إلى عنوان موحد للوحدة السكنية أو التجارية التي قدمت لها الخدمة .
ليس هناك حاجه إلى الاشتراك في صناديق البريد التي في مكاتب البريد أو في مكاتب الخدمات البريدية . الجهات الأمنية مثلها مثل الجهات الخدمية يجب أن تتفق جميعها على عنوان موحد لكل الوحدات السكنية والصناعية والاقتصادية لا نريد أن نرى عند نشر عنوان أي وحدة مهما كانت إنها أمام كذا أو خلف كذا .إن وجود العناوين وتوحيدها منذ كتابة صك الأرض والى الأبد أمر مهم وهو احد مظاهر التقدم والرقي .كما أن عدم وجود عناوين لمقر سكن المواطن السعودي أو الوافد إلى المملكة للعمل مثار للكثير من التندر عند الشعوب الأخرى التي يفد إلينا منها أكثر من سبعة ملايين عامل كما انه مجال للتندر على السعوديين المبتعثين للدراسة في الخارج بين زملائهم .ترى هل تحل واصل وناقل هذه المشكلة قبل أن تتحول إلى إحدى خصوصياتنا التي نتميز بها دون كل دول العالم.
http://www.alyaum.com/issue/search.p...D%CF&sS=1&sT=1