قبل أيام ـ كما نقلت الصحف ـ تسلمت مؤسسة البريد السعودي عبر خدمة (جامعي) ملفات القبول لأكثر من 53 ألف طالب وطالبة!
هذه الخدمة واحدة ـ كما علمت ـ من سلسلة خدمات تقدمها مؤسسة البريد السعودي للجمهور وهي خدمات تقنية متطورة جديرة بالتقدير.
لكن مشكلة الكثيرين أنهم لا يثقون بالتقنية. ما يزالون أسرى للتسليم والاستلام. عندما أطلقت البنوك خدمات السداد الإلكتروني للخدمات العامة كان الناس يرفضون الاستفادة منها. كانوا يصطفون طوابير أمام موظفي البنوك، بيد كل واحد منهم فاتورة خدمات عامة. كانوا لا يثقون سوى بختم السداد الذي يضعه موظف البنك على الفاتورة!
البنوك اتخذت الخطوة الأهم حينها، حيث قامت برفض سداد الفواتير بشكل يدوي. اضطر الناس للجوء للتقنية. اليوم أصبح الناس يسددون فواتير الخدمات العامة وهم على أسرة نومهم!
ما الذي أود قوله اليوم؟
الخدمات التي تقدمها مؤسسة البريد السعودي تستحق التشجيع والمساندة. يفترض أن ترفض المؤسسات الخدمية استلام المعاملات من المواطن، حتى يجد نفسه مضطرا لاستخدام البريد. يرسل المعاملة عن طريق البريد ويستلمها عن طريق البريد. لن تكون أغلب المعاملات أكثر أهمية من ملفات الطلاب ووثائقهم. خدمة جامعي التي أشرت إليها ـ كما يشير معالي رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد بنتن ـ تتلخص في أن يسلم الطلاب والطالبات المقبولون في هذه الجامعات وثائقهم إلى مكاتب البريد السعودي المنتشرة في جميع مناطق المملكة، ليتولى البريد السعودي معالجة هذه الوثائق، ونقلها وتسليمها إلى الجامعات المشاركة في هذه الخدمة.
ـ الخلاصة: هذه الخدمات المتطورة توفر الكثير من الجهد والوقت والمال، وتخفف من الزحام المتنامي في الشوارع والمؤسسات الحكومية. لكن لا أحد يريد الاستفادة منها، لا المؤسسات الحكومية ولا المواطن!
صالح الشيحي http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleID=1804