~*¤ô§ô¤*~معادلة بسيطة للعقلاء فقط ~*¤ô§ô¤*~
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي السعيد في هذه الدنيا هو من استمد سعادته من راحة القلب التي يورثها الإيمان الصادق الذي لا تهزه متغيرات الحياة مهما كثرت لذاتها واستبدت شهواتها ...
والعاقل هو من وازن بين الخيرين خير الدنيا وخير الدنيا والآخرة معاً واستطاع أن يكسب خير الخيرين ويفوز بالنجاة في الدارين ويكون الرابح في كلا الحالتين !!
وإني والله لأعجب وأتألم في نفس الوقت حينما أرى ما حل بكثير من الناس اليوم من ذوي الأرحام كيف قد فرقتهم الدنيا وخالف بين قلوبهم الدرهم والدينار وتقطعت بينهم أواصر الوصال من أجل شيء من فتات الدنيا ، فالله المستعان ...
فكرت ذات وهلة وأنا أبحث عن موضوع أكتبه هنا فوجدت غصة وصرخة في داخلي تشتكي من جراء انتشار كبيرة من كبائر الذنوب تتفشى في مجتمعنا ألا وهي قطيعة الرحم ، ولكم سمعت ورأيت من المواقف ما يدمي القلب ويعتصر الفؤاد ومن أجل ماذا ؟ من أجل عرض من الدنيا قليل ...
إن العاقل والكيس الفطن ذو الفهامة ، لو أنصف نفسه لوهلة ووضع أمام عينيه مصيره المحتوم ، وأنه لن يخرج من هذه الدنيا إلا بقماش أبيض يلف فيه ويرمى في حفرة صغيرة ، لو فكر في ذلك جلياً وبعمق المتيقن ، لأدرك حينها أن لا شيء يستحق أن نقطع من أجله الأرحام ونباعد بين ذوي القربى !!
أياً كان الخلاف وأسبابه ، وأياً كان نوع البعد ومسبباته ، فلا شك أن القطيعة أخطر بكثير من كل هذا وذاك ، والمصيبة الأطم حينما لا يكون من خلاف يذكر سوى مشاغل الحياة التي لطالما تذرع بها من لا عذر عنده وهل يعذر أمام الله عند السؤال بكثرة المشاغل !!
لنرى أيها الأحبة الحكم والفرق بين الواصل والقاطع وعلى الأحرار الأفذاذ أن يختارون الخيار الذي يؤدي للنجاة إلى بر الأمان ويا خيبة من فرط !!
الحكم
قال القرطبي رحمه الله (اتفقت الملة على أن صلة الرحم واجبة وأن قطيعتها محرمة)
الثواب
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سـرَّه أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمـه )
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم )
العقاب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم )
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من ذنب أحرى أن يعجل اللهُ لصاحبه العقوبة في الدنيا – مع ما يدِّخره له في الآخرة – من قطيعة الرحم والبغي )
وعن أبي موسى رضي الله عنه يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مصدِّق بسحر، ولا قاطع رحم )
معادلة بسيطة للبحث عن السعادة في هذه الدنيا ليست بالصعبة على من يريدون النجاة وهي صعبة لا ريب على من يصفي قلبه من أكدار هذه الدنيا المظلمة !!
فاصلة :
عجبت لحريص على أمر دنياه يقدم إليها وهو يعلم أنها مدبرة ، مفرط في أمر آخرته يدبر عنها وهو عالم أنه لو أقبل عليها لأقبلت إليه الدنيا وهي راغمة .