رد: هل سبق وسمعتم عن بكـاء السمـاء والارض ...؟!
--------------------------------------------------------------------------------
حياكم جميعاً يالغلا
لكن للأسف بعد رجوعي لمصادر أخرى للتأكيد على المعلومه هذه
-----
بسم الله الرحمن الرحيم
هل حقًا السماء والأرض تبكيان؟!
قال تعالى: ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (29)﴾ الدخان0
ورد في تفسير هذه الآية أقوال كثيرة: أن موضع صلاة الإنسان، ومصعد عمله في السماء يبكيان عليه إذا مات، وذكر أقوال كثيرة على بكاء السماء عند مقتل الحسين رضي الله عنه، مما لا يصح عقلاً ولا نقلاً، وقد قتل سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه، وثلاث من الخلفاء الراشدين عمر، وعثمان، وعلى بن أبي طالب رضي الله عنهم، وعلي أفضل من ابنه الحسين وما رأى الناس شيئًا مثل ذلك000 ولو كانت السماء تبكي على ميت، لكان أحق الناس ببكاء السماء والأرض عليه، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما علمنا من ذلك شيء.
وكيف تبكي السماء على من فاز بالجنة فأصبح من المقربين في الفردوس الأعلى؟!0
وروى الترمذي حديثًا في هذا الباب وقد ضعفه:[(3178) حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلَهُ بَابَانِ بَابٌ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَبَابٌ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ فَإِذَا مَاتَ بَكَيَا عَلَيْهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) قَالَ أَبو عِيسَى(الترمذي) هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ وَيَزِيدُ بْنُ أَبَانَ الرَّقَاشِيُّ يُضَعَّفَانِ فِي الْحَدِيثِ] سنن الترمذي0
وروى البيهقي في شعب الإيمان في الباب السبعين من حديث يحيى ابن يحيى ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ألا لا غربة على مؤمن ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض ) انتهى ثم قال هكذا وجدته مرسلاً،
والحديث الصحيح الذي رواه مسلم (إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها) وفي لفظ آخر له: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء) بدون تلك الزيادة.
وكذلك رواه الطبري في تفسيره: حدثني يحيى بن طلحة حدثنا عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد، ومن طريق الطبري رواه الثعلبي.
فهذان حديثان أحدهما ضعيف والآخر مرسلاً لم يرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقول ببكاء السماء والأرض عقيدة، ولا تبنى العقائد بهذه الطرق
وقبل أن تفكر في الصورة التي تكون عليها السماء والأرض في حالة البكاء تدبر الآية أولاً0
وأما النفي في قوله تعالى: ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ ﴾ فهذا النفي للبكت، وليس للبكاء، وأصلها بكتت حذفت إحدى التاءين من أجل الثقل، والحذف في مثل هذا في اللغة والقرآن كثير0
التبكيت: لغة التوبيخ والتقريع والتعنيف واستقبال المرء بما يكره، وبكته: ضربه بالعصا وبالسيف000 والناس لا تعرف البكت لكنها تعرف البكاء وتمارسه، فتصرف المعنى لما ألفت من الألفاظ والمعاني، ولا تفطن لما جهلت منها0
وعلى هذا المعنى والنفي الوارد في الآية أنه لم يأتهم عذاب، أو ما يكرهون من السماء ولا من الأرض 00 فعندما يسمع السامع ذلك أو يفهمه 00 يظن أنه لم يأتهم أي عذاب من السماء والأرض، فنفي أن يكون أصابهم من العذاب القليل هو نفي للعذاب الشديد0
ولكن الله تعالى ختم الآية بما ينفى هذا الفهم الذي يتولد من النفي في صدر الآية؛ فقال تعالى: ﴿وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ﴾ أي لم يتركهم الله دون عذاب ولم يمهلهم0
فالآية نفت البكت وليس البكاء، والسماء والأرض لا يبكيان على أحد، وحمرة السماء التي قيل فيها ما لا يستحق الوقوف عليه، ظاهرة طبيعية نتيجة انكسار الضوء عند المغيب فافهم ذلك0
هذه إحدى مسائل البحث في كتاب "حقيقة السموات كما صورها القرآن" 000
و الله تعالى من وراء القصد
و الله أعلم إخوتي لكن وجب التدقيق في مثل هذه المساءل فلقد باتت المنتديات تملئها مواضيع مغلوطة و يجب علينا معرفة مصادرها إن كانت من عبث العابثين أو عن أئمة ثقاة عارفين بالدين