أسمعك وأنت تقول هذا سؤال سهل وإجابته بسيطه : نعم أنا أحب أن يكون لدى موظفون موهوبون وأسعد بذلك ؟؟
انتظر … لا تتعجل الاجابه… فما تقوله الدراسات وما يحكيه الواقع عكس ما تقول فقد كشفت احدى الدراسات أن 80% من المديرين يساعدون فى ترك الموظفين الموهوبين لأعمالهم ف 30% منهم يتعمدون بشكل مباشر اقصاء الموهوبين لأنهم يمثلون خطرا عليهم و50% يعملون على الاقصاء وذلك بسوء المعامله وعدم التقدير والتجاهل بينما 20% هم الذين يهتمون بالموهوبين
وكم من شركه خسرت الكثير بسبب ابتعاد موظفين جيدين وموهبين عنها وذهابهم للمنافس والأمثله على هذا تكاد لا تعد من تكررها وإليك هذا المثال
انضم جاك ويلش إلى شركه جنرال اليكتريك عام 1960 كمهندس مبتدىء إلا أنه سرعان ما نوى مغادرة الشركه بعد عام واحد نتيجه لما أحسه من إهانه لتلقيه زياده ضعيفه فى راتبه إلا أن رئيسه الذى رأى فيه موهبه تمكن من اقناعه بالبقاء ليساعده فى تطوير الشركه
جاك ويلش بعد توليه منصب المدير التنفيذى للشركه فى عام 1981 ساعد فى نمو الشركه إلى أكثر من 30 ضعف وتم اختياره عام 2004 ليكون واحدا من ضمن خمسه وعشرين قائدا هم الأكثر تأثيرا على العالم فى الخمسه والعشرين عاما الماضيه حسب استطلاع Nightly business report & wharton Faculty
كثير من الأوضاع الداخليه فى الشركات تبعث على القلق نتيجه لما يمارس فيها من اضطهاد للموظفين وخاصة المتميزين منهم وروايات كثيرة تحكى تكاد لا تصدقها لغرابتها وافتقادها لأدنى معايير العقلانيه إلا أن تكرارها ورؤيه بعضها ومعايشته يؤكد ما يحدث
ففى الوقت الذى نتطلع فيه للتنافسية مع الشركات العالمية والوصول إلى مستوى يخولنا من الاعتماد على أنفسنا وانشاء قواعد صناعية وتجاريه كركائز قويه لدعم الاقتصاديات العربيه نسمع عن موظف لم يتلقى راتبه لشهر ولشهرين ولثلاثه وربما أكثر ونسمع كذلك عن بيئه عمل انتهازيه يسرق فيه المدير جهود مروؤسيه ليقدمها كأنها صنعته هو وعمله هو ونسمع عن بيئه عمل مخابراتيه حيث يكلف المدير مجموعه من ناقلى الأخبار فيتلصصون على زملائهم وينقلون أخبارهم فيصبح الجو سقيما ملبدا قابلا للانفجار فى أى لحظه وتنشأ جراء ذلك شلل لا هم لها إلا التطبيل والتزمير للمدير واسماعه ما يحب وحجب الصحيح النافع عنه وينتشر المثل القائل ” اربط الحمار مطرح ميحب صاحب الحمار ” إلى أن يتطور الأمر ويصبح ” اربط الحمار مطرح ميحب الحمار”
ما زلنا نسمع عن مؤسسات تعطى الموظف أوراق تعيين رسميه بها شروط ومستحقات التعاقد معه موقعه من مديره ومدير مديره والمدير المالى والمدير العام وعندما يأتى الموظف للمطالبه بما فيها يتم تحوير العبارات والادعاء بان هذه الأوراق ليست أوراق رسميه ولا يعترف بها
وما زلنا نسمع عن مديرين يجمعون الموظفين للاطلاع على مشكلاتهم ويتم وعدهم بحل جميع متعلقاتهم ثم لا تحل بعد مضى شهر وربما سنه كامله وبعد مرور وقت وتأزم الموقف يتم الجلوس مرة أخرى ووعد الناس بالحل وهكذا دواليك
الغريب فى الأمر أنه يخفى على هؤلاء المديرين أن الموظف هو ممثل الشركه عند العميل وهو مصدر انتاجيتها ودخلها وكيف ينتج من لا يرى مقابلا مجزيا لما يفعل .. بل فى بعض الأحيان ينقلب الموظف إلى أداه لتدمير الشركه ويعطى كل التسهيلات والخصومات للعملاء ويكون هو أقرب للعميل من الشركه متخطيا الحواجز الطبيعيه التى تربط أطراف مثلث العلاقه الناجحه ( الشركه – الموظف – العميل )
فهناك علاقه بين الأضلاع الثلاثه ويتحقق النجاح فقط فى حالة استفاده جميع أضلاع المثلث فخساره أى طرف فى هذه المعادله مؤشر على انهيار التوازن فى العمليه بأكملها فلو خسر الموظف بالطبع سيفكر فى طريقه لاستراد ما فقد منه وإن لم يجد طريقه مباشره لذلك فسيخترع مئات الطرق لفعل ذلك وإذا خسر العميل فسيترك التعامل مع الشركه والبحث عن مورد جديد وإذا خسرت الشركه ه فهذا يأذن فى بدايه ضعف الشركه وطريق لانهيارها أو حتى تجمد أرباحها عند حد معين
وحتى تستطيع أن تصل إلى اتفاقيه مرضيه مع موظفيك تحفظ فيها حق الشركه ولا تجور فيها على الموظفين وتمكنك من معامله موظفيك معاملة لائقه تستخرج بها كل ما يمتلكون من عطاء تجاه شركتك أقدم لك بعض النصائح من واقع خبره عايشتها ومن واقع تجارب آخرين ممن خبروا الإداره وتمرسوا فيها
1- داوم على الثناء والتشجيع
يحب أن يثنى على انجازه وفعله فلا تتردد فى الثناء على فعله وشكره ومدحه للأسف كثير من المديرين يعتقد أن مدح الموظف الموهوب ربما يساعد على تكبره أو استعلائه لكن العكس هو الصحيح إذا وضعت برنامجا للتحفيز متدرج تستطيع من خلاله تقدير الفعل والمكافأه عليه
2- قدم عرضا يليق بمواهب الموظف وامكاناته ولا تبخل فى العطاء :
الموظف الموهوب كما قنا تصل إنتاجيته إلى 300 % زياده عن موظف يؤدى أعماله بروتينيه مكافأتك وتقديم ما يستحقه الموظف تساعده على بذل كل ما لديه وأنت فى النهايه الرابح فقدم لموظفك عرضا مغريا فكما تريد أن تجذب العميل ليشترى بضاعتك فمن باب أولى أن تساعد موظفيك على حب شركتك والتمسك بالعمل فيها
3- قلل من الأعمال الروتينيه والممله :
كثير من المديرين يرغبون فى كتابه كل خطوه وكل حركه تحدث فى الشركه ظنا منهم أن هذا توثيق لما يحدث سيفيدهم فيما بعد ..نعم الأرشفه مطلوبه ومهمه وضروريه لكنها تصبح حملا ثقيلا على الموظفين فى حاله ما تمت بصورة سيئه ، فدون ما تراه مفيدا ولا داعى لتضييع الوقت فيما هو غير مفيد
4- استمع إلى رأي الموظف وأفكاره :
فالموظف المخلص لك ناصح ويحب أن يرتقى بالعمل فباستماعك إليه ترفع من مكانته وتزيد ولاءه وانتماءه للشركه
احدى الشركات المنافسه قامت بعمل حمله تسويقيه لخدمه من الخدمات وكانت هذه الخدمه لدينا مجانيه أحد رؤساء الأقسام اقترح أن نعمل حمله مضاده للتعريف بمجانيه الخدمه عندنا قمنا بعمل اجتماع حضره كل رؤساء الأقسام وبدأ كل رئيس قسم فى طرح رؤيته للحمله .. بدأ الجميع فى التفاعل بدأت فكره الاعلان وبدأنا نعدل عليه حتى وصلنا إلى شعار رائع … وشكل اعلان رائع …ورساله واضحه ..الجميل فى الأمر ان الاعلان الأول عند نزوله حقق 100% زياده فى استعمال الخدمه وزاد ولاء الموظفين للشركه وبدأوا يطورون فى الاعلان للمرة القادمه ، كل هذا ولم أخسر شيئا ولم أتعب نفسى فى التفكير فى شكل الاعلان وألوانه وشعاره نعم ربما لو فكرت بمفردى لخرج الاعلان على نفس النتيجه وربما خرج أفضل أوربما أقل لكن المؤكد أنى سأكون قد ضيعت وقتا كبيرا ومجهودا وافرا ولم أجنى هذا الولاء والتفاعل وهذه الروح الجماعيه التى زادت فى قربنا أكثر .
معظم الاقتراحات التى رفعت الشركات العالميه إلى ما هى عليه كانت أفكار من موظفى الشركه
5- ضع نظاما معروفا للثواب والعقاب :
هذا النظام تحدد فيه كل شىء مهام الموظفين … طبيعه عملهم … سياسات العقاب والجزاء فإن أى قانون أو اجراء يترسخ متى تحققت فيه ثلاثه شروط أن يكون الاجراء واضحا لا مجال فيه للتكهنات وأن ينفذ بصورة مستمره ( لاينفذ فى وقت وينفذ فى وقت آخر لنفس الفعل ) وأن ينفذ على الجميع بلا تفرقه
يقول الشيخ الغزالى رحمه الله ” إن القانون لا يساوى ثمن الحبر الذى كتب به أو الورق الذى كتب عليه مالم يكن هناك قوه اجبار ( العقاب ) مهما صيغ بأجمل الألفاظ وأدق العبارات “ فالتحفيز مطلوب وكذا العقاب مطلوب لانتظام العمل وسيره بلا افراط ولا تفريط
وفى النهايه يجب أن تعلم أن ” المدير الذكى هو من يعين الموظفين الأكثر ذكاءا “ وذلك ليكونوا دافعا له لتعلم المزيد وليزيد من خبراته ليواكب ذكاءهم ويكون مرجعا لهم وثانيا ليكونوا مستشارين صادقين له يمدونه بالمفيد من الرؤى والأفكار التى تنمى شركته وترتفع بها
منقول للفااائدة
احترااامي لكم ..
اخوكم رحـــــــــــــــــــااال...