مطالب بتحديد مستوياته في البطاطا المقلية
لندن: «الشرق الاوسط»
لا تزال أغلبية الناس محتارة بشأن مواد الأكريلاميد الضارة التي توجد في الغذاء وتعرض الانسان لمخاطر الاصابة بالسرطان. ويوجد الأكريلاميد في مختلف انواع الغذاء اللذيذة الواسعة الانتشار مثل أصابع البطاطا المقلية ورقائقها المسماة «المقرمشات»، والرقائق المصنوعة من الذرة والقمح وغيرهما من المحاصيل الزراعية التي يتناولها الملايين مع الحليب في إفطارهم الصباحي، وفي الكعك الحلو.
ولا توضع هذه المادة داخل الأطعمة، بل انها تتكون كناتج ثانوي عند طهي المواد النشوية في درجات حرارة عالية. ولذا يمكن العثور عليها في البطاطا المقلية او المشوية بدرجات حرارة عالية من دون العثور عليها في البطاطا المغلية او المطحونة. وهذه السمات الجديدة تضيف خصائص سيئة الى الخصائص الصحية السيئة أصلا للبطاطا المقلية المتمثلة بتشبعها بالدهون الضارة.
كما تتكون هذه المادة، التي تحدث العلماء السويديون لأول مرة عن مستوياتها الخطيرة العالية في الغذاء عام 2002، في النشويات الاخرى مثل الشوفان المشوي وطحين خبز الذرة ومقرمشاتها، الا ان ضررها يظل أقل من ضرر الزئبق في الاسماك، ومن ضرر البنزين في المشروبات الغازية. ولا يعرف العلماء الا القليل عن طريقة تكون الأكريلاميد وكيفية تأثيره على الانسان، والطرق اللازمة للحد من اضراره.
الشيء المثير للانتباه ان وكالة الغذاء والدواء الاميركية لا تنشر على موقعها الالكتروني معلومات متجددة عن مستويات الأكريلاميد في انواع الاغذية. وقد توجه عدد من الامهات الاميركيات بطلب الى «مركز العلم في خدمة الجمهور» الاميركي، وهو منظمة تختص بشؤون التغذية لتعريفهم بذلك. وبدأ المركز مسحا للتعرف على مستويات هذه المادة، سائلا منتجي 30 نوعا من المنتجات الغذائية، الا ان احدا لم يستجب لندائه! ولذلك أخذ يطالب السلطات الاميركية بتحديد مستويات الأكريلاميد في الاغذية الواسعة الانتشار.
وقال مايكل جاكوبسون مدير المركز، في رسالة وجهها الى الوكالة، ان الآباء وخصوصا امهات الاولاد الصغار يسعون الى معرفة مستويات المادة الضارة في الاغذية بهدف الضغط على الشركات المنتجة لها بتقليلها. واضاف ان «من المستحيل على المستهلكين رصد كميات الأكريلاميد في مختلف المنتجات الغذائية، الأمر الذي يدعوهم الى الاعتماد على السلطات لتأكيد مستوياتها الصحية» غير الضارة، وفقا لما ذكرته وكالة «أسيوشيتد بريس». من جهتهها اعلنت وكالة الغذاء والدواء انها تبحث في مسألة ما إن كان الأكريلاميد يمثل خطرا صحيا على الانسان. وقالت جولي سوازا الناطقة باسم الوكالة : «لقد قمنا بالفعل بأخذ عينات على نطاق واسع لتقرير مدى تعرض الناس للمادة». واضافت: «اننا لا نعتقد بان اخذ عينات اضافية سيضيف الى الأمر شيئا».
ولا يعرف حتى الآن كيف يؤثر الأكريلاميد على الانسان. وقد اشارت الدراسات الى انه يسبب السرطان لدى الجرذان، الا انها لم تتمكن من العثور على صلة بينه وبين السرطان لدى الانسان. وترى الشركات المنتجة للمواد الغذائية نفسها في وضع صعب، وهي تجاهد للحصول على معلومات اكثر عن هذه المادة، كما يقول بات فاردون الرئيس العلمي في رابطة المنتجات الغذائية التي تمثل شركات الاغذية. ويضيف ان الشركات تمانع في تقديم معلومات عن مستويات الأكريلاميد لأنه لا يتكون بشكل متساو على المنتجات. ومن جهتها تقول الوكالة ان نفس المنتج الغذائي من نفس الماركة يحتوي على مستويات مختلفة، اذ وجدت ان حصصا من أصابع البطاطا المقلية أخذت من سبعة مطاعم مكدونالد مختلفة، كانت تحتوي على مستويات مختلفة من الأكريلاميد.
وتحدد السلطات الاتحادية مستوى معينا للأكريلاميد في مياه الشرب يبلغ 0.12 ميكروغرام في كل قدح ماء سعته 8 أونصات (نحو 240 مليلترا). وللمقارنة فان حصة من بعض رقائق الافطار الصباحي تحتوي على 7 ميكروغرامات من هذه المادة، بينما تحتوي حصة من اصابع البطاطا المقلية على 60 ميكروغراما وفقا لما يذكره مركز العلم في خدمة الجمهور.