محمد بازيد*
بعد أن انتهى العرض العالمي الأول لفيلم "شفرة دافنشي" خلال افتتاح مهرجان كان السينمائي
أبدى النقاد استياءهم الكبير من العمل المخيب لآمالهم وامتنعوا حتى عن التصفيق له رغم حضور مخرج العمل ونجومه! وبعد أسابيع قليلة افتتح الفيلم في صالات العروض العالمية محققا أرباحا قياسية تجاوزت نصف مليار دولار خلال أقل من شهر حول العالم!
رغم تطرف هذا المثال في حجم الهوة التي فصلت بين الرأي النقدي والجماهيري في هذا الفيلم، إلا أنها ليست القاعدة التي تسير عليها العلاقة بين النقاد والجمهور في السينما الأجنبية. إذ غالبا ما تزين عبارات النقد الفني الصادرة عن كبار النقاد السينمائيين أغلفة أقراص الدي في دي الخاصة بالأفلام.
كما أن موسم ترشيحات الأوسكار كل عام يشهد رجوعا قويا لبعض الأفلام المرشحة إلى شباك التذاكر من جديد في دلالة على أهمية الرأي النقدي وأثره في تقبل الجمهور للفيلم.
ولعل من أشهر الأمثلة على التواصل المباشر بين الناقد الفني والمشاهد، البرنامج التلفزيوني النقدي الشهير "ايبرت وروبر مع الأفلام" الذي يقدمه الناقد الأمريكي "روجر ايبرت" منذ ما يزيد على الـ20 عاما!
في العالم العربي يعيش الناقد عزلة شعورية وفكرية تزداد حدتها يوما بعد يوم متحولة إلى ما يشبه علاقة طردية بين ازدياد حدة النقد مع ازدياد أرباح الفيلم!
من جريدة الوطن