حتى وإن ضحكنا من ( فادي ) وحزنا لحال ( حمد ) الذي فقد هويته ، إلا انني أكاد أجزم أن الكثيرين منا انتابهم شيء من الشعور بالامتعاض تجاه الوضع الذي وصل الأمر فيه لأن تكون فئة ممن يحملون الجنسية السعودية يفكرون وينظرون إلى هذا الوطن كمصدر للمال فقط واستغلال لثروات الوطن بدون أن يكون لهم ارتباط روحي وثقافي بل وتاريخي مع الهوية السعودية .
لم يكن ( فادي ) إلا نموذج بسيط يحكي الواقع الذي آلت إليه حال الكثيرين من أبناء هذه الأمة فكان من الطبيعي أن ترى الشباب السعودي المرتبط بتراب الوطن والذي امتد تاريخه لآلاف السنين عبر التاريخ تراهم وقد جعلتهم اقدار الحياة يعيشون على ما يرميه أمثال ( فادي ) لهم من الهلل والريالات البسيطة
نعم يا ( فادي ) إنها الجلسة العربية التي حاولت إن تتخذ في جلستك عليها الوضع الصحيح ولكن هيهات وهيهات الأمر ليس بهذه السهولة بالنسبة لك .
نعم يا ( فادي ) انت مُحق لن تستطيع العيش في ( هيك بلد ) كما قلت فأنت غريب عنها حتى وإن حملت الوثيقة ( الخضراء ) .
نعم يا ( فادي ) ( فشخر رجليك ) فنحن نعلم ونعي وندرك أن ( محنتك ) التي تحدثت عنها أنها المفتاح الذي فتح لك خزائن هذا البلد عندما غاب ضمير البعض منها .
نعم يا ( فادي ) لا تخف حتى وإن لم تستطع أن تحصل على قرض من أحد البنوك السعودية التجارية أو الحكومية فسوف يصلك جزء من ثروة هذه الأمة وانت قابع في شقتك في بيروت او وأنت تعيش في احد منتجعات باريس أو لندن ....
في النهاية يا ( فادي ) ( فشخر رجليك ) ولكن لا تبكي على ( طنط هيلة ) لأن بيننا مئات بل الآلف من امثال (طنط هيلة ) .
كلمة أخيرة قد يردد الكثيرين من أبناء الشعب السعودي هذه الليلة عبارة ( فادي ) يا ( يادلي يادلي ) غير أنهم بالطبع ليسوا مثلة .