بلا تردد
دمعة ملك
هدى بنت فهد المعجل
(1)
لم تكن صوراً خمساً ...
لقطات خمساً ..
تلك التي التُقطت له وهو يغالب الدمع..
أو يمسح ما تمرَّد منه، وانسكب..
كانت شهادات خمساً وأكثر تُضاف .. تُدرَج ضمن صفحات سجلِّ إنسانيته ... إنسانية (ملك).
(2)
ذرف الملك (عبدالله) دموعه، وأبكى معه كلَّ الحضور..
أبكاهم في المنصّة..
في استاد (بريدة) الرياضي..
وأبكى معه الملايين خلف الشاشات..
القلب الحاني بكى...
فمن أبكاه؟
(3)
ورق المحارم..
أو المنديل الذي مسح به ملك الإنسانية دموعه..
دموع دلَّلت وأظهرت لنا إنسانية ملك يفرح، يتألّم، يتأثّر، يحزن، ويسعد ... مسحها بورق المحارم..
بمنديل أبيض، بياض قلبه الناصع..
من يهبني المنديل..؟
تُباع مآثرُ الفنانين .. العظماء .. والبسطاء في المزادات العلنيّة..!!
يغالى في أسعارها وأثمانها..!!
مقتنياتهم..
وربَّما إرثهم المتواضع..!!
ومخلَََّفاتهم البالية..!!
فماذا عن منديل أبيض كفكف به ملك الإنسانية دموعه..
لا ثمن له أغلى من الجنة..
(4)
نعم ..
بكى ملك الإنسانية في المنصّة عندما ناداه أحد أبناء الشهداء ..
شهداء الوطن ..
ناداه ب(يا والدي)
(5)
لم يستطع الملك (عبدالله) حبس دموعه وهو يرى أبناء مَن قدّموا أرواحهم فداءً للوطن..
أتوا من أجل السلام عليه، لأنّه الحريص على الاهتمام بهم، والسؤال عنهم..
أتوا إليه على المنصّة..
ضمَّ الواحد تلو الآخر بشكل أبويٍّ حانٍ..
ليبكي الجميع..
حضر للسلام عليه 15 من أبناء الشهداء نيابة عن 116 هم مجموع أبناء 23 شهيداً في منطقة (القصيم).
قدَّموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن الغالي..
سلَّم .. أو سلَّموا عليه الواحد تلو الآخر..
داعبهم ..
سألهم عن أحوالهم..
ضاحَكَهم..
وما أن دعاه أحد الأطفال، أحد أبناء الشهداء ب(يا والدي) .. حتى ذرف ملك الإنسانية الدموع ..
بكى .. وأبكى الجميع..
(6)
خمسُ صور..
خمسُ لقطات..
نشرتْها (الاقتصادية) الصحيفة، لدمعة ملك..
ملك بإنسانيته، سلب اللُّب، والعقول، والأذهان..
(7)
كفكف دموعك (أبا متعب)..
كفكف دموعك يا والدنا
فكلُّنا ..
كلُّنا فداء للوطن..
ولك.