بعد 5 أشهر من ايذاء أسرة السبيعي
اللعـــب مــع الجـــان
ثواب محمد آل هياف (رنية)
استباحت نيران (مجهولة) منزل مواطن في مركز خدان الذي يبعد 90 كلم جنوب محافظة رنية، ونجا صاحب المنزل وأسرته المكونة من (14) فرداً من الحريق ولم يصب احدهم بسوء.. إلا أن النيران حرقت (الأخضر واليابس) فالتهمت الأثاث والملابس وامتدت الى جدران وسطح المنزل.
لم يكن غريباً ان تشاهد أسرة سالم محمد السبيعي، ألسنة اللهب تندلع في المنزل دون مقدمات، لكنهم استنجدوا بالجيران علهم يساعدونهم في انقاذ ما يمكن انقاذه.. وبالفعل هرع الجميع الى موقع الحريق، واستنفروا امكانياتهم وهي عبارة عن صهريج ماء، ليخمدوا النيران في الوقت الذي وصلت فيه فرق الدفاع المدني من بيشة ورنية بعد ساعتين من البلاغ بسبب طول المسافة بين المحافظتين والمركز والذي يغيب عنه مركز الدفاع المدني.
وبعد اخماد الحريق.. بدأ الجيران والدفاع المدني يستفسرون عن سبب الحريق.. والسؤال الهام.. هو ماذا حدث؟! فجاءت الاجابة الحاسمة من الاب.. انه هو!!
استفسروا عمن يكون؟.. معتقدين ان سالم السبيعي يتهم شخصاً ما بإحراق المنزل..
لكنه فاجأهم.. انه الجان!!
ولأن البعض بدا غير مستوعب للإجابة، اضطروا لاخلاء الموقع، حتى لا يكونوا عرضة لأي خطر.. اما من استهوتهم الاجابة.. اعادوا السؤال.
أتقصد الجن..
اجاب السبيعي.. نعم!!
فلم تحتمل فئة أخرى تأكيد الاجابة، فسارعت باللحاق بالفئة الاولى وأخلت الموقع.. وبقي الدفاع المدني مصراً على الوصول الى اجابة محددة.. فجاء صوت السبيعي.
(ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها للايذاء.. انه لا يتركنا في حالنا.. رغم انها المرة الاولى التي تشتعل النيران في المنزل، الا اننا نتعرض منذ نحو خمسة أشهر لشتى أنواع المعاناة)..
كيف؟!
يواصل السبيعي.. حادثة الحريق هي القاصمة التي اتلفت جميع محتويات المنزل وبفضل من الله نجا جميع أفراد الاسرة، لكن الحوادث الأولى ازعجتنا كثيراً، حتى سارعت بابلاغ الجهات الامنية في محافظة رنية للتدخل لانقاذ الاسرة.
فالجن الذي يسكن المنزل يتعمد ايذاء الاسرة وازعاجها وتخويفها بعدة طرق.. ففي احدى المرات سكب المياه على الأواني في المطبخ لإفساد الطعام.. وفي مرة أخرى مزق دفاتر وكراسات الطلاب.. وفي مرة ثالثة تلاعب بأجهزة الجوال واتصل عشوائياً بأرقام مخزنة في قائمة الاسماء..
وفي مرة رابعة ادار محرك السيارة وأوصد ابوابها فيما المفتاح داخلها، حتى اضطررنا لتحطيم زجاج النوافذ..
ويضيف السبيعي.. انه مع استمرار المضايقات التي كانت غريبة في بادئ الأمر، وتحولت الى عادية لاحقاً، دعوت عدداً من اصحاب الفضيلة لإخراج (الجن) من المنزل، وداومت على تشغيل الراديو على اذاعة القرآن الكريم، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم..
ومع تواصل القراءات، تجددت المضايقات بشكل مستمر، حتى عاش جميع أفراد الاسرة في حالة هلع وخوف مستمرين، ولا نعرف سبيلاً للحل.
وبعدما انهى السبيعي سرد معاناته.. اتكأ الى جدار مقابل لمنزله وأخذ يستطلع آثار الدمار الشامل الذي اجتاح عش ابنائه.. فيما ارتسمت الحيرة على وجوه صغاره.. ولسان حالهم يقول.. ماذا نفعل.. وكيف التصرف ومعايشة واقع مؤلم دام عدة أشهر.
المصدر عن جريد ة عكاظ هذا اليوم الاحد الموافق 6/6/1427هـ
رد مع اقتباس
