من اهم الاسئلة التي دائما تطرح في مجال اتخاذ او صنع القرار هي هل من الواجب على المدراء العموم ان يتخذوا القرارات لوحدهم دون المشاركه والاعتماد على الاخرين سواء مساعدين أو إداريين ؟ أم من الواجب والأفضل للعمل ان المدراء العموم يتركوا المجال والتفويض لمن هم اقل منهم بالسلم الوظيفي وإعطاء الفرصة لهم باتخاذ القرار السليم بإطار ثاني خارج اطار الادارة العليا كما هو المعتاد.
يوجد مفهومان في علم الادارة وهما مفهوم المركزية ومفهوم اللامركزية بالقرارات و تم تعريف المركزية وهي المركزية في السلطة والقرارات أي بمعنى ان القرارات المهمة وذات العلاقة تتخذ من المدير العام وهذا يغلب في العمل البيروقراطي وأما القسم الاخر وهو اللامركزية وهي اقل حده من المركزية بمعنى توزيع سلطة اتخاذ القرارات على جميع مستويات المنظمة على حسب هيكل المنظمة من مساعدين و مدراء في المستوى المتوسط وحتى الأدنى في السلسلة لاتخاذ قرارات مثل تحديد الأهداف.
يوجد هناك قرارات تساعد على المركزيه في بعض الاحيان في بيئة العمل وتكون أغلب من ان يكون هناك تفويض ورفع مستوى اللامركزية في القرارات مثلا أهمية صنع القرار في المؤسسة و الخبرات المهنية والعملية للمساعدين و للمدراء في الإدارة الوسطى .
إعطاء المسئوليات للمساعدين والمدراء هي عملية توكيل او انابة و التي من خلالها المدير العام يتخلى عن جزء او اجزاء من المسؤوليات في العمل للآخرين في الادارة لمساعدته . و عملية التفويض تساعد جميع الاطراف بالنتائج الايجابية و التي تهدف الادارة الى تحقيقها أي تساعد المدير العام على اتمام العمل في الوقت المحدد والدفع بعمل المؤسسة الى الامام وكذلك تساعد الطرف الاخر المساعد أو المدير في المستوى الثاني بتعلم كيفية عملية صنع القرار وإيجاد الحلول المناسبة وتطوير مهارات الادارة لديهم.
ولكن يغلب على المدراء العموم في الآونة الأخيرة الخوف من المجهول و الخوف أيضا من أي نتائج ، فتجده يفضل أن يضاعف مجهوده ليصل به الأمر إلى الإرهاق والتعب الشديد ليقوم بالمهام بنفسه على أن يمنح الصلاحيات لمساعديه خوفا من النتائج السلبية ، ولا شك بأن هذا الأسلوب هو خاطئ ولا يدفع بعجلة المؤسسة إلى التقدم والرقي بل تجدها واقفة دون حراك إن لم تتراجع إلى الخلف . وتجد البعض الآخر لديه من عدم الثقة بالآخرين ما يجعله يقيل أي مسئول تحت إدارته واستبداله بآخر مقرب إليه بشكل شخصي حتى ولو كان أقل خبرة وإدارة من سابقه ، وهذا يسمى بفوبيا الإدارة ، فتكون غالبا النتائج مرضية في البداية ولكن لن تستمر ، فما أن يزول الحماس فتظهر تراجعات قوية لهذه المؤسسة حتى تصل إلى الخط التي بدأت منه وربما قبله .
على المدراء العموم الراغبين في العمل بمصطلح الإدارة الحديث وتوزيع الصلاحيات ان يحاولوا في البداية التقليل من الخوف والهلع بان المساعد أو المدير سوف يفشل ولن يتم العمل اللازم وكذلك اعطاء الثقة اللازمة والتي تساعد وتسهل اداء المهمة. وأيضا على المدراء العموم ان يفهموا العلاقة بين السلطة و المسؤولية أي ان السلطة والنفوذ في القرار يجب ان توازي او تكون اعلى من المسؤولية و الالتزام الذي على الموظف لإتمام عمل ما لأنة يوجد هناك توقعات عالية من الادارة ان ذلك الموظف سوف يحقق اعلى النتائج الايجابية.
يوجد هنا قصور مشترك في معظم المؤسسات في عملية تفويض وإعطاء الصلاحيات وذلك ناتج عن عدة اسباب ومنها على مستوى الادارة ان المدير مثلا لا يثق بأحد عنده في الادارة إلا من المقربين له أو شلته الخاصة التي يسمر معهم , وهو بالتالي غير مرن و ممانع للفكرة او مهمل لها وغير مرتب في العمل. اما من ناحية المساعدين و الموظفين فان بعضهم يمتنعون عن قبول الصلاحيات من اهذا لمدير العام وذلك لعدة اسباب منها ان المساعد أو المدير خائف من الفشل واللوم والتوبيخ , ولا يوجد هناك محفزات لإتمام عمل اضافي , ولاجتناب الخطر وترك المسؤولية للمدير وحده .
ان عملية عدم منح الصلاحيات يعكس سلبا على المساعدين والاداريين و الموظفين والمؤسسة على حد سواء . و تعكس سلبا على الموظفين من ناحية اطلاق القدرات و زيادة التمكين الموظف والحرية في ابداء الرأي والأفكار في نطاق العمل وأيضا من الممكن زيادة الحافز والإرضاء الوظيفي لدى الموظف وتعكس سلبا على المؤسسة في زيادة الانتاج و زيادة الاداء الوظيفي وإتمام العمل في الوقت المناسب. وتجد المؤسسة منهكة متعبة أي إنجاز يحصل مقابل ضغط شديد وإرباك ، وبالتالي عمر هذه المؤسسة لن يكون طويلاً ..
( منقول من صفحة الساحة البريدية على الفيس بوك )