بسم الله الرحمن الرحيم
لكل انسان في هذه الدنيا الحق الكامل والمشروع لرسم تطلعاته وابعاد طموحاتة وهذه الطموحات لا يمكن لأحد الحد منها إلا من خلال أساليب غير موضوعية وضمن ضروف تتداخل فيها المعايير وتتغير المفاهيم ويكون الوصول للأقوى لا بثقافته ووعيه بل بعلاقاته ودعمــــه.
وما أكثر الرجال الذين يتزاحمون للوصول الى القمة لا من اجل العطاء والعمل المنتج بل من اجل لمعان الصورة في ذهن الأخرين لكن هذا اللمعان اذا ما خبا فيتحول صاحبه الى رماد ولا نار فيه ولو كان من ضمن ما يسمى بالثلاثي او الرباعي او الخماسي العجيـــــــــــــــــــــــب فهم قليل -- !!!!!!! .
وهناك نوعان من الرجال ---- نوع يعمل من اجل ان يملك البصيرة التي تمكنه من الاستمرار في عمله المنتج ويتسلح بالعلـــــــــــم في معارك الحياة متجنبا عوامل الفشل ليبصروا بشكل افضل . ولن اتحرج من قولي بان هذا الصنف من الرجال قد ظهر اخيرا وهو يتربع الأن في اعلى هرم هذا الصرح العظيم كما يجب ان يكون ذلك الملاح الذي صعد الى ظهر ذلك المركب المحمل بالتراكمات المليىء بالثقوب والذي كانت تتلاطمه الامواج العاتية حينا من الميمنة وحينا من الميسرة وحاكي تلك الريح التي ابت الا ان تنال من الاشرعة بيد انه طاوعها ومن ثم طوعها حتى آلـت رياح وديعة اوصلته الى بر الأمان ومعه كل الأوفياء .
ونوع أخر يعشقون التلميع والمكياجات بما ليس له علاقة بالقيمة الاساسية للانسان لذلك كل واحد منهما يريد الوصول الى الضوء واستخدامه بطريقة خاصة تختلف عن الاخر --- وهذا ما يعرف بالتلميع فالوصول سهل في زمن فقدان المعايير ---- لكن الاستمرار غير مضمون في زمن العلـــــــــــم والعطـــــــــــاء فهذه المعادلة يمكن تطبيقها في كل زمان ومكان .
لقد تطرقت الى هذا الموضوع من منطلق الواقع الذي يعيشه الجميع لما فيه من المعاني والاستعارات التي تدل على طبيعة الرجال وطموحاتهم والفروق الفردية بين بعضهم من حيث التكوين الثقافـــــي والمعرفي ومن حيث التطلعات المشروعة التي تحقق مصالح الناس - وغير المشروعة التي تسعى لترسيخ مفهوم ( الأنا ) الذي يتعارض مع مفهوم الكل أو ( نحن ) وكل الفوارق تسقـــــــط لو كان هناك معيار ثقافي أو اجتماعي أو انتاجي لا يستطيع أحد تجاوزه لكن متى يصبح المقصر منتجا والمنتج مقصرا والمهزوم منتصرا والمنتصر مهزوما عندما تضيع المعاير وتغيب المقاييس ويكتب التاريخ بأيدي الاقوياء لا لأن القوة جاءت من خلال الوعـــــي والمعــــرفة بل لأن ادعاء الوعي والمعرفة جاء من خلال القوة فقط -- وعندما يكون هذا هو المعيار لا بد من تكاثــــــــــــر المدعين والمتزلفين لأنهم من نتـــــــــــاج القوة
والأمر المكشــــــــــــوف انه عندما تفتر عزيمة القوة ينفض المدعـــــون عن الولاء المزيف لها ليفتشـــــــــوا عن مواقع جديدة يعيشــــــــــون من خلالها على هذا المنطق العجيـــــــــــــــب !!! الذي يعتمد عليه الجهلـــــــــــة في زمن التسامح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.