بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد العزيز الناصر - الرياض - 20/01/1427هـ
اطلعت على مقال الكاتب عبد الله باجبير بعنوان "شيء من العقل" المنشور في جريدة الاقتصادية بتاريخ 14/2/2006م الذي انتقد فيه مقاطعة المنتجات الدنماركية كردة فعل على قيام المجلة الدنماركية بالإساءة إلى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من خلال جريمة الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة, ومما قاله با جبير في مقاله: "يجب أن يعلم الذين يتبعون أهواءهم أن ما تستورده الدول الإسلامية كلها من "الدنمارك" لا يساوي أكثر من 1.10 من الدخل القومي.. وأمام هذه العقوبة الهزيلة نخسر تعاطف العالم كله.. بل ندفعه إلى التحدي بإعادة نشر الرسوم المسيئة" وأنا في الحقيقة لا أستغرب أبدا هذا الرأي من كاتب مثل باجبير فقد تعودنا منه الآراء المخالفة خاصة ما يتعلق منها بالتعامل مع الغرب حتى ولو كان المعتدي كما هو الحال في قضية هذه الرسوم, فهو يسعى دائما من خلال مقالاته إلى فرض الآراء التغريبية ونشرها في مجتمع سمته الغالبة أنه مجتمع متدين محافظ متمسك بقيمه الأصيلة وهو ما أعتقد أنه يغيظ باجبير ما دعاه يظهر بين حين وآخر بآراء وأطروحات مخالفة للدين وقيم المجتمع وليس ببعيد تشبيهه للعباءة السعودية بأنها مظهر من مظاهر القرون الوسطى!.
لقد أثبت الكاتب باجبير أنه كاتب مفلس ليس أمامه سوى تناول الآراء المخالفة لكي يحظى بتفاعل القراء حتى ولو بالانتقاد الشديد, أما فيما يتعلق بدعوته إلى عدم مقاطعة المنتجات الدنماركية فهو رأي لا أستغربه من الكاتب باجبير وقد عاش جل عمره في أوروبا ما جعله يشعر بالانتماء إليه أكثر من وطنه ومجتمعه, وأقول للكاتب باجبير إن المقاطعة هي من الأعمال الحضارية الجديرة بالإشادة كونها تمثل تفاعلا راقيا ومبررا من أغلب المسلمين للدفاع عن نبيهم والانتقام له من دولة لم توافق إلى الآن على الاعتذار عن هذه الجريمة الشنعاء, وليس صحيحا ما ذكرته من رأيك التثبيطي من أن المقاطعة لن تؤثر في الاقتصاد الدنماركي، فوكالات الأنباء تنقل إلينا يوميا الخسائر الاقتصادية التي تقدر بالملايين في دولة قال سفيرها في المغرب إن صادراتها للعالم الإسلامي تفوق 30% وليس كما قلت إنها لا تتجاوز 1.10 من الدخل القومي, وحتى ولو لم يكن لها تأثير وهذا مستبعد فيكفي أنها عمل حضاري يشعر من خلاله المسلم أنه يقوم بنصرة نبيه ويشعره بالعزة والانتماء عمليا إلى هذا الدين.