الأمير خالد الفيصل خلال لقائه منسوبي تعليم محافظة الخرمة:
إعمار الأرض لا يتأتى بالكسل والخمول والراحة.. ولا نقبل بظاهرة الفتن
فالح الذبياني، حمدان السبيعي (الخرمة)تصوير: حسن القربي
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة خلال لقائه منسوبي ومنسوبات التربية والتعليم بمحافظة الخرمة إنشاء فرع لجامعة الطائف بمختلف التخصصات العلمية يبدأ في استقبال الطلبة والطالبات اعتباراً من العام المقبل، كما زف سموه البشرى بإنشاء مخطط كبير يحتوي على كافة الخدمات التنموية للمحافظة، مضيفاً أن مشروع إنشاء مطار بالمحافظة تم طرحه من قبل المجلس المحلي وستتم دراسته، وحرص سمو أمير منطقة مكة المكرمة خلال اللقاء على مناقشة ثلاثة ملفات غاية في الأهمية هي: الإرهاب والتطرف ومشكلة المخدرات والتستر التجاري، ودعا سموه جميع المواطنين بمختلف مستوياتهم إلى العمل بروح الفريق الواحد من أجل الوصول إلى العالم الأول وأضاف: إن إعمار الأرض لا يتأتى بالكسل والخمول والراحة، إنه يتطلب جهداً وعملاً وإيثاراً وإبداعاًَ حتى نتفوق في كل المجالات. وكان سموه قد زار محافظة الخرمة مساء أمس دشن من خلالها عددا من المشاريع التعليمية والصحية والبلدية والكهربائية، واستمع إلى شرح مفصل عن جميع المشروعات، بعدها افتتح مكتب الضمان الاجتماعي وسلم اول بطاقة لأول مستفيد وكذلك شيكاً بمساعدة مالية مقدارها 7500 ريال، ثم انتقل إلى مجمع الاحتفالات التي أقامته البلدية حيث التقى أبناءه الطلبة والطالبات وقد بدئ الحفل بآيات من القرآن الكريم ثم ألقى سموه كلمة قال فيها:
أود أن أنقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو وزير الداخلية وتمنياتهم لكم بالصحة والسعادة واهتمامهم بكل ما من شأنه راحة المواطن في المحافظة والمنطقة والمملكة بصفة عامة، إن هذه الجولة التي أقوم بها تأتي بتوجيه من القيادة الكريمة لأكون معكم في هذا الزمان والمكان، أتدارس معكم حاجات المنطقة وأتلمس احتياجاتكم لأقدم لكم الخدمة التي يتوخاها ملك هذه البلاد من أبنائه المسؤولين.
وأضاف سموه: “إنه لشرف عظيم أن يكون المسؤول بين إخوانه، وشرف عظيم أن يساهم في خدمتهم يعمل معهم وينجز خدماتهم لتحقيق متطلبات النهضة والرقي والتقدم والحضارة والرقي التي هي ما يتمناه المواطن ويتطلع إليه لنفسه وأبنائه وللأجيال القادمة”.
أيها الإخوة عندما ننظر إلى العالم من حولنا وما يحدث به من اختلالات أمنية وفكرية ونفسية، ونعيد النظر لما تعيشه هذه البلاد من استقرار أمني وسياسي واقتصادي فلا يسعنا إلا ان نرفع أكف الضراعة إلى الله لما أنعم به على هذه البلاد وأهلها من خير، لكن هذا لا يجب أن يكون مدعاة للكسل والاستكانة والتوقف عن العمل والعلم والبحث عن التقدم والرقي والنهضة التي تأملها القيادة لهذا الشعب الكريم، لقد كافح الآباء والأجداد من أجل توحيد هذه البلاد وأسسوا لنا كياناً وبنوا لنا دولةً ووفروا لنا أمناً واستقراراً وهذا لم يكن بالأمر السهل بل بالجهاد والكفاح والعمل الدؤوب والسهر المتواصل .. فماذا نحن فاعلون بهذه التركة العظيمة، ولكي نشكر الله أولاً ولنكون أهلاً لهذه التركة الكبيرة التي تركها الآباء لا بد أن نعمل ونبني على ما بنوا وأنجزوا حتى نصل إلى المكان المأمول.
وشدد سموه على أن إعمار الأرض لا يتأتى بالكسل والخمول والراحة إنه يتطلب جهداً وعملاً وإيثاراً وإبداعاًَ حتى نتفوق في كل المجالات، وأضاف: كما ترون العالم العربي والإسلامي في أدنى قائمة التحضر والعلم بعد أن كان في أول القائمة، وهذا سببه التراخي وإشغال المسلمين والعرب بالقتال فيما بينهم حتى تركوا العلم والحضارة والتقدم لغيرهم وانشغلوا بالفتن والقتال، ويؤسفنا أن نرى هذه الظاهرة حتى هذه الأيام، نحن في هذه الأيام لا نريد أن نستكين أو نقبل بظاهرة الفتن والخمول والجهل والتأخر، نريد أن نسير نحو العالم الأول إلى الأمام والطريق السليم وهذه البلاد بلادكم والأمة أمتكم وتستحق المكانة العالية بين الأمم، وإذا لم تفعلوها أنتم لن يفعلها غيركم، يجب أن نتدارس أمورنا وما يحدث بيننا وفي مجتمعنا الثقافي والتعليمي، لقد مررنا بتجربة مريرة هي التكفير والتفجير والتطرف وقد تسلل على أبنائنا من يدعي الإسلامي ليختطف الإسلام وحلل باسم الإسلام قتل المسلم وتفجير الإنسان وتدمير أهلنا وشوارع مدننا وهذا التطرف أودى بكثير من شبابنا (لأجل بن لادن.. الظواهري.. زعيم الجهاد في العراق وأفغانستان هؤلاء هم زعماء عصابات لا دين لهم ولا إسلام.. هم زعماء الفتنة بين المسلمين ويجب علينا معلمين ومفكرين أن نقوم بواجبنا نحو مكافحة هذه الآفة التي أودت بحياة ابنائنا وبناتنا وجعلتهم يستبيحون دماء رجال الأمن ويفجرون في مكة المكرمة والمدينة المنورة ويقتلون المسلمين باسم الجهاد، هذه مسؤولية يجب أن نتحملها جميعاً وأن نقف في وجه كل من يعبث بأمن هذا الوطن وأمن أمتنا الفكري يجب أن نحارب كل ما يتسلل إلى عقول بناتنا وأبنائنا من مفاهيم وأفكار هدامة، ولفت سموه إلى أن الإرهاب لا دين له ولا هوية ولا وطن وأن الإسلام براء منه تماماً، وتطرق سموه إلى مشكلة أخرى تتطلب المواجهة وهي قضية المخدرات التي أصبحت للأسف ظاهرة يجب معالجتها ، الدولة لا يمكن أن تواجهها بمفردها لا بد من المواطن والأسرة ولا بد من مشاركتهم وعليهم أن لا يتغاضوا باسم العاطفة عن من يروجون المخدرات يدمرون شباب الوطن، ولفت سموه إلى مخاطر مشكلة التستر على المخالفين والمتخلفين الذين يعرضون أبناءنا وبناتنا للخطر والاعتداء من قبل هؤلاء المجهولين .. بعد ذلك فتح باب النقاش والمداخلات وقد أجاب سموه على أسئلة الحضور ووعد بحلولٍ عملية لمشكلة نقص المياه ومخاطر السيول ودراسة إنشاء إدارة للتربية والتعليم بالمحافظة وقاعة نسائية للاحتفالات.