بسم الله الرحمن الرحيم
قد أصدق بأن الأبكم أضحى بليغا !!
وقد أصدق بأن الأعمى صار دليلا !!
وقد أصدق بأن الفأر أصبح فيلا !!
لكني لن أصدق أبداً بأن موظفاً بريدياً يعرف أيَ شيٍ عن مستقبله الوظيفي .
الحقوق يا سادة باتت خرافة ومن يتجرأ بالسؤال عن أبسطها يكون كمن يتعدى على
الذات الإلهية .
أصبحنا كالفقراء في مدينة الأغنياء وكالأيتام على موائد اللئام , وبات هم كبيرنا
كهم صغيرنا .
من هنا سأعرض بعضاً من ما نعانيه , فإن تعددت الوجوه أو الأمكنة فهي هموم
مشتركه للجميع .
//
يقوم ( هـ ) بعمل إجتماعات مكثفة لإستحداث بعض الخدمات أو لتحسين بعضها " بزعمه "
وحين ترى أشخاص من يحضر هذه الإجتماعات تتفاجأ بعدم وجود كل من له صلة فتتسائل
عمن سيطبق ما سيتم الإتفاق عليه !!
\\
يقول ( ص ) " لو كان فيه خير كان كمل دراسته وصار دكتور أو مهندس " فرد عليه صاحبنا
ذا التعليم المتوسط " لو كل الناس دكاترة أو مهندسين كان ما لقيت خباز يخبز لك ولا
حصلت عامل نظافة يمسح لك أرض المكتب " !!
//
يقوم ( ق ) وكاللص المحترف بدس التعميم الخاص بالدورات التدريبية الخارجية ليبدأ مهمته
القذرة بالمرور وبالترتيب على مكاتب مدراء الإدارات ليعرض عليهم من بضاعته المكنوزة لهم
وكل العجب يتملكك حين تراه في المماشي وكأنه من بقية السلف الصالح !! وعند الإنتهاء
من أخذ رغباتهم يعود كما بدأ كاللص المحترف .
\\
( ج ) موظف بسيط لم يذق طعماً للترقية منذ أول يوم وقع فيه بكشف الحضور وذلك قبل
الأربعة عشر عاما , هذا الموظف ألهمه الله بفكرة مستحدثة في مجال الخدمة البريدية .
قام بدراسة جميع ما يتعلق بجوانب هذه الخدمة من حيث السلبيات والمنافع والمعوقات
التي قد تتسبب في تعثر الخدمة أو فشلها وطرق حلها , وبعد جهد مضني رفع مقترحه
لمديره ( أ ) الذي قام بمحو إسم الموظف ( ج ) ووضع إسمه بدلاً منه وبدوره رفعها لمديره
والذي هو أيضاً وضع إسمه ورفعها لمديره بعد محو إسم ( أ ) !!! هل قلت بأنّا كالفقراء في
مدينة الأغنياء ؟؟ حسناً ... قد نكون أيضاً كالأغنياء في مدينة اللصوص .
//
الهموم كثيرة لذا سيتعاقب سردها إن لم تعاقب .. تحيتي ,,
ملاحظة لك أخي القارئ : الأشخاص رمزت لهم بحروف من خيالي فلا تُتعب نفسك بتفسيرها